سلطان بن سلمان: تخريج أجيال جديدة من الأثريين من أكبر التحديات التي نواجهها

الثلاثاء - 11 أكتوبر 2016

Tue - 11 Oct 2016

u0633u0644u0637u0627u0646 u0628u0646 u0633u0644u0645u0627u0646
سلطان بن سلمان
أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الرئيس الفخري للجمعية السعودية للدراسات الأثرية الأمير سلطان بن سلمان أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة في آخر أيامه يؤسس لنقلة مهمة في مشاريع وبرامج الآثار والنشاطات والعلوم المتعلقة بها، مشيرا إلى أن الأثريين عانوا من كثير من التقاطعات التي حجبت عنهم بعض المواقع والتي لم تمكنهم من الانطلاق في أعمالهم، مبينا أن تخريج أجيال جديدة من الأثريين من أكبر تحديات علم الآثار.



الآثار الوطنية



ولفت في كلمته خلال افتتاح أعمال وفعاليات الملتقى العلمي السادس للجمعية السعودية للدراسات الأثرية بعنوان "المملكة العربية السعودية عبر العصور" الذي عقد أمس في جامعة الملك سعود، إلى ما تشهده هذه المرحلة من قناعة وتحول كبير جدا نحو العناية بالآثار الوطنية "حيث تجاوزنا بشكل كامل تقريبا كل التداخلات وسوء الفهم والاعتبارات التي كانت تنسب للآثار وذلك عن طريق إيضاح الحقائق والتداول في الحوار والمعلومات، ووصلنا إلى نقطة بأن أصبحت الآثار الوطنية في مكانها التي تستحق أن تكون عليه".



تاريخ وحضارة



وأبان الأمير سلطان بن سلمان أن هذه المرحلة تتميز أيضا، أنه تعاقبت على هذه البلاد قيادات اهتمت بالمقومات الأثرية والحضارية للمملكة بدءا من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- مؤسس هذه البلاد الذي وجه الناس كي يستكشفوا الآثار في الجزيرة العربية، وصولا إلى عصر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي معروف عنه أنه رجل تاريخ وحضارة، مشيرا إلى أنه يدفعنا دائما نحو الإنجاز والاستكشاف والعناية بالآثار ومن ذلك برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة الذي أقر بالكامل الآن في المرحلة الأولى في برنامج التحول الوطني، كما أقر له ميزانية بنحو 3 مليارات و700 مليون.



وأشاد بالجهود الكبيرة لجامعة الملك سعود في الاكتشافات الأثرية وتخريج علماء تعتمد عليهم الهيئة الآن في أعمالها.



حضارات الجزيرة العربية



وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أن الآثار الوطنية تعد جزءا لنشأة وامتدادا للحضارات المتعاقبة على هذه البلاد، مشيرا إلى أن مكون هذه البلاد الأساسي هو الإسلام والخطأ الذي قد يكون وقعنا فيه سابقا ليس بفصل الآثار عن الإسلام ولكن بعدم النظر لها مجتمعة كمراحل تاريخية تعاقبت حتى اختار الله سبحانه وتعالى هذا المكان الشامخ الذي تعاقبت عليه هذه الحضارات وتطور فيه إنسان الجزيرة العربية ليصبح قادرا على حمل أهم رسالة في التاريخ وأكبر رسالة وهي رسالة الإسلام، لافتا إلى أن كل تداول تاريخي حدث بأرض الجزيرة العربية سواء ما نعرفه الآن أو ما سنكتشفه من خلال الآثار والدلائل العلمية أو مما سيكتب مستقبلا، كلها كانت تؤدي إلى تهيئة هذه الأرض المباركة أن ينطلق منها أعظم دين للبشرية وخاتم للأديان السماوية.



التحدي القائم



وأضاف "كما تتميز هذه المرحلة بوجود هذا التكاتف من الجهات الحكومية، حيث يضم مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني 13 مؤسسة حكومية مهمة كلها ، منها وزارة الداخلية ووزارة الشؤون البلدية والقروية والوزارات المعنية الأخرى، إضافة إلى اتفاقيتنا مع جامعة الملك سعود والجامعات الأخرى، واتفاقياتنا مع البلديات المحلية في أنحاء المملكة، والبث الإعلامي الكبير لمشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري وهو موجود على موقع الهيئة www.scth.gov.sa ، لأن هذا المشروع هو التحدي القائم، هناك عشرات المشاريع الجديدة التي صممت وجاهزة للطرح، هناك مواقع للتراث الحضاري الوطني كثيرة والآن تأتي للترميم كما بدأنا فيها من قبل".



وأكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أهمية الدور الذي تؤديه الجمعية السعودية للدراسات الأثرية في برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، داعيا إلى أن تكون الجمعية ممثلة في اللجنة الاستشارية للبرنامج، متطلعا أن تقدم الجمعية مسودة اتفاقية لكي تكون شريك مع الهيئة، كاشفا أن الهيئة تعكف حاليا على إطلاق ملتقى الآثار الوطنية في الربع الأول من العام القادم، داعيا جامعة الملك سعود والجمعية ليكونوا شركاء في تنظيم الملتقى.



رغبة خادم الحرمين



وقال الأمير سلطان بن سلمان "قال لي خادم الحرمين الشريفين أنه يرغب أن يحضر الملتقى، لأنه يستذكر القصص التي شارك فيها، وسيكون الملتقى لاسترجاع الصور التاريخية والفرق التي كانت تعمل في المواقع وقصص لم ترو بعد، ونعمل حاليا على إعداد كتاب كبير جدا عن تاريخ علم الآثار في المملكة العربية السعودية والناس الذين عملوا وصورهم في الميدان، كل هذه مهمة للأجيال القادمة".



وأضاف "نريد أن نجلب في هذا الفعالية الضخمة الأوائل الذين بدؤوا في الآثار من الذين هم على قيد الحياة وغيرهم من الذين لهم أبناء ولهم شركاء ينقلون قصصهم حيث سيكون في الملتقى جلسات للقصص فقط، لأن هذه القصص كلها تضحيات من المواطنين تحملوا الكثير من التعب في المواقع بأقل الإمكانيات، كما نريد أن نستعرض المشاريع القادمة والاستكشافات الكبيرة الآتية".



دور الجامعات



ولفت إلى أهمية دور الجامعات في تخريج أجيال جديدة من الأثريين وممن يستطيعون إدارة المتاحف والمواقع الأثرية وتعليمهم علم الآثار المتخصص حيث أن هذا من أكبر التحديات التي تواجه علم الآثار، مشيرا إلى أنه من الشروط التي وضعت للمتخرج من كلية السياحة والآثار أن ينزل إلى الموقع، كي يخرج الطالب من باب الجامعة ويحفر ويتشبع بتراب بلاده ويستكشفها.



بعدها تسلم الأمير سلطان بن سلمان درعا تكريما من رئيس الجمعية السعودية للدراسات الأثرية تقديرا لدعمه المستمر للجمعية.