مقاربة العنصرية في الإبداع

يرفض المبدعون والأدباء كل أشكال العنصرية، ومع ذلك ظلت هناك مساحات تعبيرية لم تطرق بشكلها الحقيقي، بسبب عدم تقبل المجتمع لثقافة الاعتراف، كما عبر عن ذلك الشاعر عبدالله بيلا. وفيما يرى الأديب عمر العامري أن ثقافتنا استعصى عليها تقبل هذا الأمر، وأن هذه الثقافة ألقت بظلالها على الكتابة، نجد الروائية أميمة الخميس أكثر إيمانا بأن الإبداع قارب هذه الظاهرة بشكل مباشر وموارب أحيانا، ولا سيما المرأة التي ناضلت بقلمها كثيرا ضد التميز الجنسي.

يرفض المبدعون والأدباء كل أشكال العنصرية، ومع ذلك ظلت هناك مساحات تعبيرية لم تطرق بشكلها الحقيقي، بسبب عدم تقبل المجتمع لثقافة الاعتراف، كما عبر عن ذلك الشاعر عبدالله بيلا. وفيما يرى الأديب عمر العامري أن ثقافتنا استعصى عليها تقبل هذا الأمر، وأن هذه الثقافة ألقت بظلالها على الكتابة، نجد الروائية أميمة الخميس أكثر إيمانا بأن الإبداع قارب هذه الظاهرة بشكل مباشر وموارب أحيانا، ولا سيما المرأة التي ناضلت بقلمها كثيرا ضد التميز الجنسي.

الأربعاء - 28 مايو 2014

Wed - 28 May 2014



يرفض المبدعون والأدباء كل أشكال العنصرية، ومع ذلك ظلت هناك مساحات تعبيرية لم تطرق بشكلها الحقيقي، بسبب عدم تقبل المجتمع لثقافة الاعتراف، كما عبر عن ذلك الشاعر عبدالله بيلا. وفيما يرى الأديب عمر العامري أن ثقافتنا استعصى عليها تقبل هذا الأمر، وأن هذه الثقافة ألقت بظلالها على الكتابة، نجد الروائية أميمة الخميس أكثر إيمانا بأن الإبداع قارب هذه الظاهرة بشكل مباشر وموارب أحيانا، ولا سيما المرأة التي ناضلت بقلمها كثيرا ضد التميز الجنسي.



الدين يحرم التمايز



يقول الأديب عمرو العامري «لأن بلادنا ظلت على الدوام مهوى أفئدة كل العالم باعتبارها قبلة كل المسلمين، تشكل داخل مجتمعنا مزيج متنوع من كل أجناس الأرض، إلا أن بعضنا ظل ينظر إلى هذه الأجناس باستعلائية لا تقوم على عقل أو منطق أو أية أسباب علمية». ويضيف العامري «تكرست هذه النظرة الاستعلائية بعد أن غدت بلادنا وجهة اقتصادية لكثير من الذين أجبرتهم ظروفهم على العمل بيننا، من أجل كسب لقمة عيش شريفة، وبقي معظمنا يكرس هذه الفوقية، ويطلق على هؤلاء الناس أسماء وأوصافا لا تليق بنا كإنسانيين، قبل أن ندعي التزامنا بدين يحرم هذا التمايز، وللأسف حتى بعض مدعي الثقافة ظلوا داخل هذا الخندق، خندق التمييز الطبقي».



أعمال ضد العنصرية



ويوضح العامري أن العالم اليوم بات أكثر وعيا، بعد أن سقطت الحدود والحواجز، وانكشفنا جميعا على عالم البقاء فيه للأكثر منفعة وقدرة على الإبداع، متمنيا أن نكون أكثر قربا من العقل والمنطق، ونرى الناس جميعا كما خلقهم الله، وكما هم جميعا عائدون إليه. من جهتها، تقول الروائية أميمة الخميس إن هناك عددا من المبدعين والمبدعات كتبوا ضد أنواع العنصرية، مثل ليلى الجهني التي كتبت «جاهلية»، رافضة العنصرية اللونية، وسارة مطر التي كتبت رواية ضد العنصرية المذهبية «أنا سنية وأنت شيعي»، وعبدالرحمن منيف وتركي الحمد كتبا ضد الطبقية والقبلية، أما عبده خال ويحيى امقاسم فكتبا عن المناطقية.





»إنّ العنصرية بشتى أنواعها من الأمور الملحة التي تم تداولها في الآداب العالمية، إلاّ أنها لم تطرق بشكل حقيقي في الأدب المحلي، وذلك لعدم تقبل المجتمع للاعتراف بأخطائه وعلله، إضافةً إلى تراكم القيم القبلية بصورتها السلبية وتأثيرها في المكونات العامة للثقافة المحلية، وهناك بعض الإلماحات للعنصرية في بعض المؤلفات الأدبية المحلية، ولكنها لم ترتق بعد لكي نقول إن هناك حركةً تأليفيةً أدبيةً مناهضةً للتمييز في نتاجاتها وإبداعاتها، وأظنّ أنّ الأمر سيتطلب وقتاً أطول وجهداً أكبر«.



عبدالله بيلا





»رغم أن الدين ساوى بيننا في كل شيء، وأنه لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى، إلا أن تأريخنا وأدبياتنا وثقافتنا استعصت على هذا الأمر الإلهي وبقيت عامرة بالتمايز الطبقي فيما يخص العرق واللون والمنشأ، وظل جزء من تاريخنا خاضعا لهذه الثقافة المتوارثة، التي كرستها ثقافة الصحراء، التي احتمت بعزلتها الأبدية مستندة على وهم لا يرتكز لأي منطلق إنساني أو ديني، وكأن الناس كلهم ليسوا من آدم وآدم من تراب«.



عمرو العامري





»العنصرية متعدد، فهناك عنصرية ضد اللون وضد الجنس، وضد العرق وضد المذهب، وأظن أنها بكل أشكالها أخذت حيزا من الكتابة المحلية في أعمال متعددة، وهناك أعمال قاربت العنصرية بشكل مباشر، وأخرى قاربتها بشكل موارب، فالفكرة في الأدب المحلي تم تداولها ولم تغب عن الطرح، وأرى أن الكتابة من أجل تعضيد إلغاء العنصرية وجدت تجاوبا كبيرا من المبدعين السرديين، ولا سيما فيما يخص العنصرية ضد المرأة التي كتبت عن قضاياها ورفضت تسلط الرجل، وهذا بحد ذاته مقاومة ضد العنصرية«.



أميمة الخميس