نادي مكة الثقافي الأدبي.. خطوات نحو الريادة

أعراس ثقافية وأدبية دأب نادي مكة الثقافي الأدبي على إحيائها منذ بدء الدورة الانتخابية الحالية، والتي أثمرت عن نتاج إبداعي استطاع من خلالها النادي أن يكون مركز إشعاع للأدب والثقافة في المجتمع المكي وملتقى - ليس فقط - للنخب الثقافية والأدبية

أعراس ثقافية وأدبية دأب نادي مكة الثقافي الأدبي على إحيائها منذ بدء الدورة الانتخابية الحالية، والتي أثمرت عن نتاج إبداعي استطاع من خلالها النادي أن يكون مركز إشعاع للأدب والثقافة في المجتمع المكي وملتقى - ليس فقط - للنخب الثقافية والأدبية

الأربعاء - 17 ديسمبر 2014

Wed - 17 Dec 2014



 



 



أعراس ثقافية وأدبية دأب نادي مكة الثقافي الأدبي على إحيائها منذ بدء الدورة الانتخابية الحالية، والتي أثمرت عن نتاج إبداعي استطاع من خلالها النادي أن يكون مركز إشعاع للأدب والثقافة في المجتمع المكي وملتقى - ليس فقط - للنخب الثقافية والأدبية بل لأبناء مكة عموماً لترسيخ الدور الثقافي والأدبي لمكة منذ بدء الحضارة الإنسانية وحتى يومنا هذا؛ حيث قدمت برامج متنوعة - خطط لها من قبل اللجنة الثقافية والأدبية - لتشمل: النشاط المنبري بكافة أشكاله من: أمسيات شعرية وأخرى قصصية ومحاضرات ولقاءات دينية وتاريخية وأخرى تراثية وكذلك مداولات وندوات تتناول موضوعات تربوية واجتماعية وفكرية محورية لمعالجة القضايا الراهنة. 

هذا فضلاً عما أقامه النادي من احتفالات بعيد الفطر المبارك، وما قدمه من دورات متنوعة تخدم اللغة العربية والخط والمسرح والأدب عموماً. بل حقق النادي أحد أهم الأهداف الاستراتيجية التي وضعها منذ بدء الدورة الانتخابية الحالية وهو تعزيز المواهب الإبداعية في فروع الثقافة والأدب والفنون وذلك من خلال برنامج (ثقافة الحي) بالتعاون مع جمعية مراكز الأحياء المكية، والتي استطاع من خلالها النادي الانفتاح على المجتمع المكي وإبراز المواهب الإبداعية لدى الشباب وتعزيز مفاهيم الثقافة المجتمعية داخل الأحياء المكية. 

وبصرف النظر عن (فكرة من؟)، وذلك لأن الفكرة تكون (يمامة) مقصوصة الجناح حتى ولو كانت في قفص ذهبي إذا لم تجد من يطلقها، فإنها تبقى في طي النسيان، ولكن الله - سبحانه وتعالى- قد هيأ لهذا الكيان كوكبة متميزة من رئيس ونائب وأعضاء مجلس إدارة وأعضاء وعضوات من الجمعية العمومية نذروا أنفسهم لخدمة النادي وبرامجه وفعالياته حباً ووفاءً للثقافة والأدب بل حباً ووفاء لمكة المكرمة وأهلها، فاستطاع المشروع التحليق إلى آفاق عالية ثقافياً وأدبياً واجتماعياً وكانت الفعاليات والأنشطة الثقافية بالزخم الذي أثار اهتمام الأدباء والمفكرين والمثقفين من أنحاء مملكتنا الحبيبة.. وهذا أيضاً بفضل الإعلاميين المتميزين من أبناء مكة المكرمة الذين هم ضمن منظومة النجاح الذي تحقق للنادي..

هذا وقد كان الحفل الختامي (لبرنامج ثقافة الحي) والذي كان يوم الاثنين 1436/2/16هـ برعاية معالي أمين العاصمة المقدسة أسامة بن فضل البار حدثاً استثنائياً على مستوى الأندية الأدبية في المملكة، وإن كانت هي أربعة أحياء مكية فقط: (العمرة - المعابدة -العتيبية -الفيحاء) ولكن ما تحقق من انصهار المجتمع وخاصة فئة الشباب في بوتقة الثقافة والأدب والفنون لهي تجربة رائدة تستحق أن تكون أنموذجاً رائداً للأندية الأدبية الأخرى. فما قدم في البرنامج من الأحياء الأربعة من قصائد وأناشيد وأوبريتات ومسرحيات وفنون تشكيلية لهي بحق مواهب إبداعية تفتقت عنها المسابقة وكشفت عن قدرات خاصة لا بد من تحفيزها وإظهارها للمجتمع. ولكن اللافت في العرض المسرحي أنه بالرغم من بساطة السيناريو والحوار وتواضع الإمكانات المتاحة في الإخراج المسرحي من ضوء وصوت وخلفيات.. إلا أنها نالت الإعجاب. 

لا لشيء إلا لأنه ومن خلال العرض الساخر استطاع المخرج إيصال رسالة توعوية للمجتمع.. وهي أفضل من الوعظ المباشر الذي ربما لا يتقبله البعض.. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا لو تيسر لهؤلاء الشباب وجود أكاديمية لدراسة فنون التمثيل وتعلم فنون المسرح: من صوت وإضاءة وديكور؟ وماذا كنا قد حصدنا من المسرح؟ الذي لا نزال نغيبه من ثقافتنا مع أنه من أرقى وسائل الثقافة والاتصال بالآخر .

وإن كانت هناك طموحات أخرى عند تقييم التجربة فهي إشراك (العنصر النسائي) في الفعاليات والأنشطة فهناك حتماً شابات مبدعات في كتابة الشعر والقصة والمقالة والإلقاء والخطابة، فلماذا لا تكون الفعاليات أيضاً شاملة لإبراز تلك المواهب الإبداعية.

كما نتمنى رفع قيمة الجوائز حتى تكون حافزاً قوياً للمشاركة ومن الممكن أن يشترك رجال الأعمال المكيون في دعم هذه الجوائز ورعاية حفلات التكريم فهم أبناء مكة المحبون لكل ما يخدم هذا البلد الحرام.