سوريا.. هل تكون نقطة انطلاق الحروب المقبلة؟

إنجاز الاتفاق التاريخي حول النووي الإيراني والغرب، لن يتم دون ترتيبات جيوسياسية في المنطقة أكبر قليلا من قدرات القوى الإقليمية وأدنى من المساهمة العسكرية المباشرة للولايات المتحدة وحلف الناتو

إنجاز الاتفاق التاريخي حول النووي الإيراني والغرب، لن يتم دون ترتيبات جيوسياسية في المنطقة أكبر قليلا من قدرات القوى الإقليمية وأدنى من المساهمة العسكرية المباشرة للولايات المتحدة وحلف الناتو

الأربعاء - 17 ديسمبر 2014

Wed - 17 Dec 2014



إنجاز الاتفاق التاريخي حول النووي الإيراني والغرب، لن يتم دون ترتيبات جيوسياسية في المنطقة أكبر قليلا من قدرات القوى الإقليمية وأدنى من المساهمة العسكرية المباشرة للولايات المتحدة وحلف الناتو.



حروب بالوكالة



الكاتب والباحث السياسي الأمريكي توني كارتلوتشي، حذر في مقال نشر على موقع مجلة (NEO) الالكتروني في 14 ديسمبر الحالي، بعنوان «منطقة حظر الطيران في سوريا محاولة لإنقاذ تنظيم القاعدة»، من أن فشل حلفاء سوريا في حماية نظام الرئيس بشار الأسد سيفتح أبواب الجحيم على الجميع، وسيفجر فيضانا من الإرهاب، وحروب بالوكالة على إيران ثم روسيا والصين.



نقطة انطلاق



سوريا أصبحت من المنظور الاستراتيجي للقوى المهيمنة على العالم اليوم، كما يؤكد المقال، هي نقطة الانطلاق لشن الحروب المقبلة على إيران وحزب الله في لبنان ثم شمال شرق روسيا وانتهاء بالصين.

ولن تتورع الولايات المتحدة وإسرائيل وحلف شمال الأطلنطي (الناتو) عن استخدام هذه التكتيكات لإنجاز تحقيق أهدافها بالفعل.



تثبيت الإرهاب



ويشير كارتلوتشي إلى أن تنظيم القاعدة وتحت مسميات متعددة ومراوغة: جبهة النصرة، داعش، الجماعة الإسلامية الليبية، وغيرها، أصبح يمتلك امتيازات إقليمية تمتد من المغرب وليبيا إلى سوريا والعراق (وبدعم من الناتو)، حيث تجري الآن محاولة تثبيت الجماعات الإرهابية المتطرفة على الأرض في جميع أنحاء سوريا عبر حماية جوية من إسرائيل (التي شنت ضربات جوية على النظام السوري وبالقرب من العاصمة دمشق قبل أيام) والولايات المتحدة والناتو (تركيا).



غطاء من الوهم



المخطط المرسوم هو الإطاحة بالنظام الحاكم في سوريا بالطريقة نفسها التي أطيح بها الرئيس الليبي معمر القذافي، وبنفس الأساليب والأدوات، حيث يلعب تنظيم القاعدة الدور الأكبر على الأرض تحت غطاء من الوهم يتمثل في مساندة الولايات المتحدة للمعارضة المعتدلة المؤيدة للديمقراطية، وبدعم جوي من الغرب.

روسيا أبدت مخاوفها منذ فترة طويلة من نجاح تنظيم القاعدة بتلوناته المختلفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحتى شمال القوقاز.



سماء ملبدة



وحسب رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية ليونيد إيفاشوف، الذي نشر مقالا تحليليا مهما في صحيفة ناشا فيرسيا، قال: إن ما تريده الولايات المتحدة في حقيقة الأمر هو أن تبقى سماء الشرق الأوسط الكبير ملبدة بدخان الحروب من دول البلقان وحتى باكستان، لأن هذه المنطقة تقع على مقربة من الصين.

وبعبارة أخرى، فإن ما هو مطلوب أمريكيا من هذه المنطقة، هو أن تكون مصدرا دائما للقلاقل والاضطرابات.



الاقتصاد الصيني



ويضيف أن إثارة الاضطرابات في الشرق الأوسط ستضر بالاقتصاد الأوروبي والصيني باعتبارهما منافسين قويين للاقتصاد الأمريكي، ولكن كيف سيتم ذلك؟ الولايات المتحدة لا تحصل إلا على 17% من استهلاكها النفطي من منطقة الشرق الأوسط، وإذا ما اندلعت حرب واسعة النطاق فإن الاقتصاد الأمريكي لن يتأثر بذلك، لأنه ببساطة لا يعتمد كثيرا على نفط منطقة الشرق الأوسط، في حين سيتضرر الاقتصاد الصيني كثيرا، وسيكون لذلك انعكاسات اجتماعية سيئة، وفي محاولة للخروج من المأزق، ستلجأ الصين للحصول على نفط روسي رخيص، وهذا قد ينعكس سلبا على العلاقات الروسية الصينية.



الهيمنة على أوروبا



وتابع: أوروبا بدورها تحصل على نصف نفطها من تلك المنطقة، وفي تلك الحالة فإنها أيضا ستلجا للحصول على نفط روسي بأبخس الأسعار، وفي ظل تأزم الاقتصاد الأوروبي والصيني، سينتعش الاقتصاد الأمريكي، وبهذه الطريقة سيحقق الأمريكيون حلمهم في الهيمنة العالمية.

إيفاشوف ينقل حرفيا ما قاله مسؤول أمريكي رفيع، لم يصرح باسمه، بأن الولايات المتحدة ستجبر العرب على الاقتتال فيما بينهم، وأمريكا على استعداد لتمويل ذلك الاقتتال.

من هذا المنطلق نجد أن وجود تنظيم القاعدة في ليبيا لم يزعج الأمريكيين، طالما أن ذلك لا يعيق تفوقها على خصومها الكبار.

كما أن وجود تنظيم القاعدة قد يساعد على زيادة الفوضى، مما سيسهل أكثر على الولايات المتحدة وضع يدها على النفط بالكامل في الشرق الأوسط الكبير!