سوق الموسيقى في الرياض غرام السياح

يصحب الضيق المعهود في الأماكن العتيقة، نكهة أخرى مختلفة صنعتها، أصابع العازفين على أوتار آلاتهم الموسيقية، ويتوسد التاريخ 40 محلا اعتادت أن تبيع الفرح مرة والشجن مرات في محلات لبيع الآلات الموسيقية تتكئ على حافة الرياض العتيقة، حيث المكان المحبب للسياح الأجانب والعرب المغرمين بالموسيقى.
يصحب الضيق المعهود في الأماكن العتيقة، نكهة أخرى مختلفة صنعتها، أصابع العازفين على أوتار آلاتهم الموسيقية، ويتوسد التاريخ 40 محلا اعتادت أن تبيع الفرح مرة والشجن مرات في محلات لبيع الآلات الموسيقية تتكئ على حافة الرياض العتيقة، حيث المكان المحبب للسياح الأجانب والعرب المغرمين بالموسيقى.

الثلاثاء - 21 يناير 2014

Tue - 21 Jan 2014




يصحب الضيق المعهود في الأماكن العتيقة، نكهة أخرى مختلفة صنعتها، أصابع العازفين على أوتار آلاتهم الموسيقية، ويتوسد التاريخ 40 محلا اعتادت أن تبيع الفرح مرة والشجن مرات في محلات لبيع الآلات الموسيقية تتكئ على حافة الرياض العتيقة، حيث المكان المحبب للسياح الأجانب والعرب المغرمين بالموسيقى.

طلال سلامة، راشد الماجد، خالد عبدالرحمن وفهد بن سعيد وغيرهم من النجوم ابتاعوا أدواتهم وأعوادهم وآلاتهم الموسيقية الأولى من هنا.

سليمان البداح مالك أحد أقدم محلين في المنطقة «البداح والسويح» يستعيد بنفس ثقيل ما تجود به الذاكرة ليؤكد لـ»مكة» خلال زيارتها أن المكان كان أكثر حياة حين انتقل إلى الحلة قبل ما يزيد عن 40 عاما، بعد أن كانت هذه المحلات بجوار قصر الحكم بالديرة.

المهتمون بالآلات والفنانون ليسوا الزوار الوحيدين، فبحسب البداح لطالما اكتظت المنطقة بوفود من السفارات الأجنبية أو زيارات من الأمراء كون المنطقة والمحلات قديمة يرغب كثيرون في الشراء منها أو التعرف عليها، قدر الإمكان، يتعامل «البداح» مع الآلة بحيادية التاجر، فهو لا يعزف وإنما يبيع لكنه مع ذلك متورط عاطفيا مع مهنة يأمل أن تكون مهنة أبنائه من بعده.

عبدالرب القحطاني شاب يعمل في دكان لبيع الآلات الموسيقية من 2008 بينما وجد المحل الذي يعمل فيه منذ 40 عاما، يقول «على الأغلب لن نستطيع الخروج من هذا المكان، كل محلات الموسيقى في الرياض موجودة هنا ولم يخرج أحد، يزورنا السياح وبعض السفراء وأذكر زيارة السفير الأمريكي».

ويقول عبدالرب إن لسوق الموسيقى موسمه الذي يشتعل فيه طربا، ففي بداية الإجازة يقبل الشباب على السوق بكثافة منهم من يهوى الموسيقى ومنهم من يريد أن يتعلم ويتكسب بها، ويقول «لا تمر فترة طويلة حتى يصبح الهواة محترفين».

ويبدو أن سوق الآلات الموسيقية له موضة عكسية، فالآلات القديمة لها روادها أيضا ولم يفتها القطار كما يتوقع!، إذ يقول محمد يوسف المعروف بـ»أبو شهاب»: هناك من يأتي ليطلب الآلات القديمة تحديدا لأنها أجود وعمرها الافتراضي أطول في معظم الأحيان، فمثلا يصل العمر الافتراضي للعود الجديد ما يقارب الثلاثين عاما وأكثر من ذلك للقديم.

عمار أحمد بعكس الباعة الآخرين استقبلنا بالعزف على البيانو وأخبرنا أن السر وراء عدم زيادة أو نقص هذه المحلات أنه لم يعد هناك أي تراخيص لمحلات آلات موسيقية.

أما عن طبيعة الزبائن فمعظمهم شباب يعزفون باحتراف رغم عدم تعلمهم في معاهد أو على أيدي عازفين آخرين، وبحسب عمار فإنه وخلال السنوات الأخيرة أصبح عددهم يزداد.

وبين لدغة السؤال وفزع الإجابة نفى كل من التقيناهم من الباعة أن يروج لأي مدرس خصوصي يمكن أن يعطي تدريبا على إحدى الآلات، فالتعليم «ممنوع» بحسب عمار والزبائن يلحون في طلب المدرسين، بينما يعد القحطاني التعليم خدمة إنسانية يمكن لصاحب المحل أن يقدمها وليس أن يبيعها أو يروجها.

وجود السوق في هذه المنطقة من الرياض لا بد أن يرافقه جولات لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي بدورها تنصح الباعة وتبين أنهم يقومون بما لا يجوز فقط دون محاولة إغلاق للمحلات أو سحب لأي آلة.

يسيطر العود على بقية الآلات مسجلا المراكز الأولى في قائمة الأعلى طلبا، تليه الطيران والطبول التي تقبل عليها الفرق المحلية التي تحيي حفلات الزواج أو التي تقوم برقصة العرضة في الحفلات والمناسبات الثقافية والتراثية.

وتعود الآلات الوترية عبر الجيتار إلى المرتبة الثالثة في الأعلى طلبا، غير أن أجود ما يمكن شراؤه من هذه المحلات بحسب ما اتفق باعتها والمتسيد لقائمة الأعلى سعرا بين الآلات المعروضة هو العود العراقي حيث يتراوح سعره بين 4000 ريال إلى 15000 ريال، ويطلبه المحترفون غالبا.