الإفصاح عن حب الوطن عمليا واجب

حب الإنسان لوطنه فطرة مزروعة فيه والتصاقه به وإحساسه وانتماؤه إليه غريزة وشعور فطري، فجميع الكائنات الحية ومنها الإنسان تألف الأماكن التي تعيش فيها ولا تحب مفارقتها، وتحن إليها، فإذا هاجرت عن أوطانها لا تلبث أن تعود مشتاقة إليها.

ولهذا ليس من الضروري أن يكون الوطن جنة مفعمة بالجمال ولا أن يكون الوطن كله مساحات خضراء تتشابك فيه الأشجار وتملؤه الورود والطيور والزهور ولا أن يكون ذا أنهار جارية وسهول يانعة، فقد يكون الوطن صحراء قاحلة وشمسا حارقة وغبارا متصاعدا وغير ذلك من السمات الطبوغرافية والمناخية القاسية ولكن الوطن يبقى وطنا غاليا عزيزا في عيون وقلوب أبنائه.

إن حب الوطن لا يكفي فيه أن يكون مكنونا داخل الصدور، لا بد من الإفصاح عنه وإظهاره في كل أقوالنا وأفعالنا حتى يعرف المكنون المحبوب مكانته ومقدار وفائنا له، فالصامتون الساكتون عن وطنهم يشاركون المجرمين في نواياهم الحاقدة الخبيثة. إن الوطن يحتاج إلى سلوك عملي من جميع أبنائه يبرهن عن حبهم له وتشبثهم به.

ولهذا يجب علينا تعليم أبنائنا من الصغر المعارف التي تنمي فيهم حب الإفصاح العملي عن حبهم لوطنهم.

فهل علمنا طلابنا وأبناءنا أن يبادروا إلى تقديم مصلحة وطنهم على مصالحهم الخاصة؟

هل علمناهم أن حب الوطن يعني إجبار النفس على الالتزام بأنظمته وقواعده حتى وإن سنحت الفرص للإفلات منها؟

هل علمناهم أن حب الوطن هو المحافظة على بيئته ومنشآته ومرافقه؟ هل علمناهم أن حب الوطن هو الحرص على أمنه وسلامته؟

هناك كثير من التساؤلات التي في إجابتها معيار أمين على مقدار ما نكنه في دواخلنا من حب لوطننا العزيز المملكة العربية السعودية.