متى يصبح التحفيظ تعليماً وتنويراً؟!

يوم الاثنين ليلة الثلاثاء الماضي احتفلت جمعية (حلقات الحزم) لتحفيظ القرآن التابعة لجمعية البر بغرب الرياض، بحفلها السنوي على شرف فضيلة الأستاذ/ صالح المغامسي الذي جاء من المدينة رغم مرض والده الكريم -شفاه الله- وكان الهدف الأول هو جمع تبرعاتٍ لوقفٍ جديد للجمعية حدَّدها المنظمون بمبلغ (680) ألف ريال وتم توفيره في أقل من ساعتين

يوم الاثنين ليلة الثلاثاء الماضي احتفلت جمعية (حلقات الحزم) لتحفيظ القرآن التابعة لجمعية البر بغرب الرياض، بحفلها السنوي على شرف فضيلة الأستاذ/ صالح المغامسي الذي جاء من المدينة رغم مرض والده الكريم -شفاه الله- وكان الهدف الأول هو جمع تبرعاتٍ لوقفٍ جديد للجمعية حدَّدها المنظمون بمبلغ (680) ألف ريال وتم توفيره في أقل من ساعتين

الخميس - 15 مايو 2014

Thu - 15 May 2014



يوم الاثنين ليلة الثلاثاء الماضي احتفلت جمعية (حلقات الحزم) لتحفيظ القرآن التابعة لجمعية البر بغرب الرياض، بحفلها السنوي على شرف فضيلة الأستاذ/ صالح المغامسي الذي جاء من المدينة رغم مرض والده الكريم -شفاه الله- وكان الهدف الأول هو جمع تبرعاتٍ لوقفٍ جديد للجمعية حدَّدها المنظمون بمبلغ (680) ألف ريال وتم توفيره في أقل من ساعتين؛ ما يؤكد خيرية المواطن السعودي -نعم بالنون ذات الغُنَّة هذه المرة- ولكنه يؤكد أيضاً فهمنا الخاطئ للأوقاف؛ حيث نعتقد أنها هباتٌ وصدقات بينما هي في الواقع الصحيح مؤسسات ربحية حقيقية يخصص جزءٌ من أرباحها -لا أصولها- لجهةٍ تحددها إدارة الوقف، وفي العصور الإسلامية القوية، كان لكل شيءٍ وقف حتى الحيوانات التي تمرض أو تهرم وفاءً لما قدمته للإنسان في شبابها وعنفوانها!

وجمعية (حلقات الحزم) -وعمرها (28) عاماً- من أنشط الجمعيات في المملكة وأبعدها عن تهمة التطرف والتشدد، ولم تكن بحاجة إلى هذا البرنامج الوعظي التقليدي لإقناع الناس بأهمية القرآن العظيم ووجوب خدمته بالمال والوقت والعقل، ولكننا نجدد اعتراضنا على هذا الإصرار التاريخي باختزالها في (التحفيظ)، واقتراحنا بأن ننتقل إلى مستوى التعليم والتنوير تحقيقاً لقوله تعالى: «إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم»، وهو ما يصعب أن يستوعبه مراهق يحفظه كالببغاء فيعتقد أنه بذلك أصبح (شيخ الإسلام) وإمام المسلمين! وعليه نقترح أن لا يستلم إمامة المسجد من هو دون الأربعين!

أما أظرف ما جاء في برنامج الحفل فهو أن يختم بالشعر وقد استهل بمسك القرآن؛ حيث ألقى الأخ/ أنا قصيدة تخاطب راعي الحفل المغامسي ومنها:

أخطرُ الآفاتِ عقلٌ نابِهٌ * يحمل الدِّينَ سلاحاً وشعارا!

صاحِ مازلتَ على شَطِّ الرؤى * فاعتبرْ من صفوةِ الخلقِ اعتبارا

لو جَلَسْنا في ظلال (السَّيحِ) شِبْنا، ولم تصبح ظلالُ السيحِ نارا!!