ثراصنة الصومال يتحولون إلى البر
على بعد بضعة أميال من سواحل بوساسو في منطقة بونتلاند التي تتمتع بحكم ذاتي في شمال الصومال يمعن بحار على متن السفينة الحربية الفرنسية شيروكو النظر إلى مركبين شراعيين يتبين أن فيهم صيادين
على بعد بضعة أميال من سواحل بوساسو في منطقة بونتلاند التي تتمتع بحكم ذاتي في شمال الصومال يمعن بحار على متن السفينة الحربية الفرنسية شيروكو النظر إلى مركبين شراعيين يتبين أن فيهم صيادين
الأربعاء - 14 مايو 2014
Wed - 14 May 2014
على بعد بضعة أميال من سواحل بوساسو في منطقة بونتلاند التي تتمتع بحكم ذاتي في شمال الصومال يمعن بحار على متن السفينة الحربية الفرنسية شيروكو النظر إلى مركبين شراعيين يتبين أن فيهم صيادين.
فمع أن القراصنة ما زالوا ينشطون على السواحل القريبة إلا أنهم باتوا يتجنبون كثيرا الخروج إلى عرض البحر.
فقد أسفر انتشار أسطول حربي دولي في المنطقة، والإجراءات المتبعة، عما يشبه القضاء على أعمال القرصنة التي كانت تروع حركة السفن في خليج عدن وقبالة سواحل الصومال، لكن ذلك لا يعني أن هذه الظاهرة قد اختفت تماما.
وتعود آخر عملية كبيرة نفذها القراصنة الصوماليون إلى مايو 2012، بحسب بيانات القوة البحرية الأوروبية أتلانتا.
فمنذ ذلك الحين حاول القراصنة الاقتراب من سفن تجارية، لكنهم لم يفلحوا قط في الاستيلاء على أي منها.
بعدها اقتصر عملهم على اصطياد الأهداف الصغيرة كمراكب الصيد، بعد أن كان لهم تاريخ في الاستيلاء على ناقلات نفط وبواخر شحن ضخمة، منها ناقلة أوكرانية كانت تحمل أسلحة ومدرعات.
ويبدو أن محاولات القرصنة البحرية تقلصت لدرجة أن طاقم السفينة الحربية الفرنسية لم يوقف سوى خمسة قراصنة فقط منذ منتصف يناير.
وكان هؤلاء القراصنة على متن مركب شراعي يحاولون سدى بلوغ ناقلة نفط.
وتحول عمل أسطول السفن الحربية المكلفة بمكافحة القرصنة إلى وجود رادع، ومراقبة ومساعدة للسفن التي تواجه صعوبات والصيادين، على غرار صياد كوري جنوبي أصيب بجروح ونقل إلى المستشفى المقام على متن إحدى سفن قوة أتلانتا.
ويقول اتيان دو بونسين، رئيس بعثة اوكاب - نيستور الأوروبية المعنية بتأهيل سلطات الصومال وكينيا وجيبوتي والسيشيل وتنزانيا لإحكام مراقبة سواحلها إن "الدورة الاقتصادية للقرصنة قد كسرت".
وتؤيد هذا القول البيانات الصادرة عن المكتب البحري الدولي، والتي تشير إلى أن أعمال القرصنة في المحيط الهندي، من سواحل الصومال وحتى المحيط الهندي، تراجعت من 237 هجوما مدويا في عام 2011 إلى خمسة فقط في عام 2013، لم يتكلل أي منها بالنجاح.
ويقول دو بونسين "أصبحت ظاهرة القرصنة تحت السيطرة في الماء، لكن هذا لا يعني أن القراصنة لم يعودوا موجودين، حتى إننا نراهم أحيانا على الشاطئ".
ويعود الفضل في هذا التقدم الكبير إلى التوقيفات الواسعة التي نفذتها قوة أتلانتا، وأيضا إلى الإجراءات التي باتت السفن تتخذها، كوجود حراس مسلحين، وتحصين أطراف السفينة، والإبحار بسرعة عالية، وتجنب الاقتراب من السواحل.
فالقراصنة لم ينجحوا يوما في الاستيلاء على سفينة كانت مزودة بفريق حماية، ولا سفينة تبحر بسرعة تجاوز 18 عقدة، لكن هذه الإجراءات ليست مجانية، بل إنها تكلف مبالغ طائلة وتطيل طريق الإبحار.
وبحسب البنك الدولي، فإن تكاليف الوقاية من أعمال القرصنة على الملاحة العالمية وصلت إلى 18 مليار دولار سنويا وهو مبلغ يفوق بأضعاف مضاعفة متوسط الفديات المدفوعة سنويا للقراصنة منذ عام 2005، وهو بمعدل 53 مليون دولار.