بوتين في القرم.. إحياء للإمبراطورية الروسية
احتفال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بذكرى انتصار بلاده الـ 69 على النازية الألمانية في الحرب العالمية الثانية، في القرم أمس، يؤكد بلا شك مضيه قدما في إحياء الإمبراطورية الروسية، وسط تنديد غربي بأن زيارته للقرم ستؤدي إلى تعميق الأزمة الأوكرانية. بوتين ووسط استعراض عسكري لقواته في ميناء سيفاستوبول بالقرم على البحر الأسود، يقول «أنا متأكد أن 2014 سيسجل في سجلات بلادنا بأسرها كعام قررت فيه الأمم التي تعيش هنا بحزم أن تكون جنبا إلى جنب مع روسيا
احتفال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بذكرى انتصار بلاده الـ 69 على النازية الألمانية في الحرب العالمية الثانية، في القرم أمس، يؤكد بلا شك مضيه قدما في إحياء الإمبراطورية الروسية، وسط تنديد غربي بأن زيارته للقرم ستؤدي إلى تعميق الأزمة الأوكرانية. بوتين ووسط استعراض عسكري لقواته في ميناء سيفاستوبول بالقرم على البحر الأسود، يقول «أنا متأكد أن 2014 سيسجل في سجلات بلادنا بأسرها كعام قررت فيه الأمم التي تعيش هنا بحزم أن تكون جنبا إلى جنب مع روسيا
السبت - 10 مايو 2014
Sat - 10 May 2014
احتفال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بذكرى انتصار بلاده الـ 69 على النازية الألمانية في الحرب العالمية الثانية، في القرم أمس، يؤكد بلا شك مضيه قدما في إحياء الإمبراطورية الروسية، وسط تنديد غربي بأن زيارته للقرم ستؤدي إلى تعميق الأزمة الأوكرانية. بوتين ووسط استعراض عسكري لقواته في ميناء سيفاستوبول بالقرم على البحر الأسود، يقول «أنا متأكد أن 2014 سيسجل في سجلات بلادنا بأسرها كعام قررت فيه الأمم التي تعيش هنا بحزم أن تكون جنبا إلى جنب مع روسيا، سنتغلب على كل الصعاب لأننا معا، وهو ما يعني أننا أصبحنا أقوى». لهجة القوة التي تسيطر على خطاب الزعيم الروسي تشي بأنه يعرف جيدا قوة خصمه، ويقدر تماما أنه ليس هناك مخاطر تعيق مسيرة بلاده نحو تأكيد قوتها على الصعيد العالمي، وأنها بذلك ألغت عهد القطب العالمي الواحد. التحذيرات والتنديدات الأوروبية والأمريكية لزيارة بوتين إلى الغرب، لم تكن ذات بال أمام نشوة الانتصار التي تسيطر على صانعي القرار في الكرملين، فقد اكتفت واشنطن بالقول إن النتيجة الوحيدة لزيارة بوتين إلى القرم، تصعيد التوتر، فيما كال الاتحاد الأوروبي سيلا من التحذيرات لهذه الزيارة. لقد أججت الزيارة حماس الموالين لروسيا في مدن الشرق الأوكراني، للمطالبة بالانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى الدولة الأم روسيا. الحماس المتزايد يعد تصعيدا متزايدا في نظر الغرب، وانتصارا متصاعدا للتوجه الروسي في إحياء عصر جديد، يعيد صياغة التوازنات العالمية في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب الباردة، وينذر بانتهاء عهد القطب الأوحد.
انتصارات الروس لم تبدأ من أمس بالاحتفال في القرم، بل بدت مؤشراتها من 2008، بتولي أوباما مقاليد الحكم في الولايات المتحدة، وإعلانها عن عمليات انسحاب القوات الأمريكية من العراق في 2011، ومن أفغانستان بنهاية 2014. فنظرية الأواني المستطرقة في علم السياسة، تحمل في طياتها عنصر التوازن بين القوى، تراجع وانكماش لقوة ما يصاحبه على الفور صعود ونمو لقوة موازية. فالتوازن الروسي في السياسة الخارجية تبلور بصورة واضحة في الاتفاق النووي بين إيران والغرب، والذي تم في نوفمير 2013 بجنيف، وأيضا بصورة أكثر وضوحا في الأزمة السورية، عندما احتفل نظام الأسد بالأمس بدخول حمص وطرد المقاتلين من ثالث أكبر مدينة سورية. هل يكتفي بوتين، أم سيشهد العالم مزيدا من الضربات الروسية الموجعة لنظام التوازن العالمي؟