الصداع الأمريكي.. أسبابه وعلاجه
السبت - 01 أكتوبر 2016
Sat - 01 Oct 2016
تمر العلاقات السعودية الأمريكية بفترة صعبة للغاية، ويتكشف لنا يوما بعد آخر عدم تناغم المواقف حيال كثير من القضايا، وخاصة قضايا الشرق الأوسط.. فما الذي حصل لتصل العلاقة إلى هذا السوء؟
في الواقع العلاقات السعودية الأمريكية مرت بأزمات كثيرة، لعل أبرزها أزمة منع تصدير البترول عام 1973 وأحداث سبتمبر 2001، والتي كانت عبارة عن مواجهات حقيقية بين البلدين وعدم توفر خيارات وحلول لتلك الأزمات، ومع ذلك تمكنت الدبلوماسية في البلدين من التخطي والتجاوز، لكن الأزمة هذه المرة مختلفة، لأن أمريكا اتخذت دولا تخدم مصالحها بالوكالة، مما يعني استحالة تنسيق المواقف بين دول متضادة المصالح، وحينما أقول مصالح أمريكا في المنطقة فأنا أعني أمن إسرائيل، وأستبعد العامل الاقتصادي، لأن تسلسل برود العلاقة بين السعودية وأمريكا بدأ عام 2005 عندما تزعمت المملكة الدول العربية وأفشلت مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي كان يهدف إلى التطبيع مع إسرائيل ودمجها في الشرق الأوسط، من هنا بدأ المخطط الأمريكي لتفتيت المنطقة وتحويل الشرق الأوسط إلى كيانات صغيرة لا تهدد إسرائيل، بل وقد تكون هذه الكيانات هي من يسعى ويلهث للتطبيع، وليس عليك أخي القارئ إلا استعراض أحداث الدول العربية بعد 2005 لترى كيف يكون الموقف الأمريكي دافعا للتقسيم، ابتداء من تطوير أزمة دارفور التي بدأت في 2003 والتي وضعت مؤخرا تحت البند السابع بالقرار الأممي رقم 2256 عام 2016، مرورا بالعراق وليبيا وسوريا واليمن، حيث تلاحظ عدم وجود رغبة أمريكية حقيقية لإنهاء أي صراع داخل الدول العربية. ويتزامن ذلك بضغوط اقتصادية من خلال خفض سعر البترول الذي أصبح الحصول عليه سهلا من خلال السوق السوداء، كما أن الاستراتيجيين الأمريكيين لم يغفلوا عن العنصر الداخلي كسبب مهم لتفتيت الدول العربية، وقد ظهر ذلك جليا خلال أزمة حكم الإخوان بمصر، وتصريح أوباما الشهير ضد أمن السعودية، المتضامن مع ما كان يسمى ثورة حنين، وهنا تظهر مفارقة عجيبة، إذ كيف تدعم أمريكا الإخوان وهم ما انفكوا يعادون أمريكا؟ ولفهم هذه المفارقة جيدا علينا الرجوع إلى فهم المخطط الأساسي وأهدافه، فخلق كيانين كبيرين أحدهما سني والآخر شيعي وتصادمهما تكون نتائجه بلا شك أقوى وأدعى لاستمرار نار الفتنة متوهجة.
ما سبق، بلا شك، سبب صداعا للمملكة التي ترغب في الاستقرار ووجود علاقة مستقرة مع أمريكا مبنية على احترام السيادة أولا وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم الإخلال بالأمن الوطني.
إن علاج هذا الصداع يرتكز على أمرين لا ثالث لهما، فالأول هو تطوير العلاقة التجارية والاقتصادية مع أمريكا بشكل استثنائي وتوطين مصالح أمريكا في المملكة. وأرى أن الرؤية السعودية 2030 قادرة على القيام بهذا الدور. وثانيهما هو تنفيذ خطة وطنية عاجلة تعتمد على الإنسان السعودي في جميع المجالات، ورفع الحس الوطني وتجريم الطائفية والعرقية، وهذا منوط بالتعليم ووزارة الشؤون الإسلامية والإعلام تحت مظلة وزارة الداخلية، لأن تاريخ التدخلات الأمريكية في شؤون الغير خال من البلدان المنسجمة داخليا.
في الواقع العلاقات السعودية الأمريكية مرت بأزمات كثيرة، لعل أبرزها أزمة منع تصدير البترول عام 1973 وأحداث سبتمبر 2001، والتي كانت عبارة عن مواجهات حقيقية بين البلدين وعدم توفر خيارات وحلول لتلك الأزمات، ومع ذلك تمكنت الدبلوماسية في البلدين من التخطي والتجاوز، لكن الأزمة هذه المرة مختلفة، لأن أمريكا اتخذت دولا تخدم مصالحها بالوكالة، مما يعني استحالة تنسيق المواقف بين دول متضادة المصالح، وحينما أقول مصالح أمريكا في المنطقة فأنا أعني أمن إسرائيل، وأستبعد العامل الاقتصادي، لأن تسلسل برود العلاقة بين السعودية وأمريكا بدأ عام 2005 عندما تزعمت المملكة الدول العربية وأفشلت مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي كان يهدف إلى التطبيع مع إسرائيل ودمجها في الشرق الأوسط، من هنا بدأ المخطط الأمريكي لتفتيت المنطقة وتحويل الشرق الأوسط إلى كيانات صغيرة لا تهدد إسرائيل، بل وقد تكون هذه الكيانات هي من يسعى ويلهث للتطبيع، وليس عليك أخي القارئ إلا استعراض أحداث الدول العربية بعد 2005 لترى كيف يكون الموقف الأمريكي دافعا للتقسيم، ابتداء من تطوير أزمة دارفور التي بدأت في 2003 والتي وضعت مؤخرا تحت البند السابع بالقرار الأممي رقم 2256 عام 2016، مرورا بالعراق وليبيا وسوريا واليمن، حيث تلاحظ عدم وجود رغبة أمريكية حقيقية لإنهاء أي صراع داخل الدول العربية. ويتزامن ذلك بضغوط اقتصادية من خلال خفض سعر البترول الذي أصبح الحصول عليه سهلا من خلال السوق السوداء، كما أن الاستراتيجيين الأمريكيين لم يغفلوا عن العنصر الداخلي كسبب مهم لتفتيت الدول العربية، وقد ظهر ذلك جليا خلال أزمة حكم الإخوان بمصر، وتصريح أوباما الشهير ضد أمن السعودية، المتضامن مع ما كان يسمى ثورة حنين، وهنا تظهر مفارقة عجيبة، إذ كيف تدعم أمريكا الإخوان وهم ما انفكوا يعادون أمريكا؟ ولفهم هذه المفارقة جيدا علينا الرجوع إلى فهم المخطط الأساسي وأهدافه، فخلق كيانين كبيرين أحدهما سني والآخر شيعي وتصادمهما تكون نتائجه بلا شك أقوى وأدعى لاستمرار نار الفتنة متوهجة.
ما سبق، بلا شك، سبب صداعا للمملكة التي ترغب في الاستقرار ووجود علاقة مستقرة مع أمريكا مبنية على احترام السيادة أولا وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم الإخلال بالأمن الوطني.
إن علاج هذا الصداع يرتكز على أمرين لا ثالث لهما، فالأول هو تطوير العلاقة التجارية والاقتصادية مع أمريكا بشكل استثنائي وتوطين مصالح أمريكا في المملكة. وأرى أن الرؤية السعودية 2030 قادرة على القيام بهذا الدور. وثانيهما هو تنفيذ خطة وطنية عاجلة تعتمد على الإنسان السعودي في جميع المجالات، ورفع الحس الوطني وتجريم الطائفية والعرقية، وهذا منوط بالتعليم ووزارة الشؤون الإسلامية والإعلام تحت مظلة وزارة الداخلية، لأن تاريخ التدخلات الأمريكية في شؤون الغير خال من البلدان المنسجمة داخليا.