عبدالغفور عبدالكريم عبيد

وقفات في ختام الحج ومغادرة الحجاج

الخميس - 29 سبتمبر 2016

Thu - 29 Sep 2016

1. قمت بجولة خاطفة للمشاعر المقدسة بعد موسم الحج، ووجدت فيها الهدوء والسكون، ثم مكثت برهة من الزمن أتخيل يوم التروية وعرفة ومزدلفة ويوم النحر والتشريق.. نعم: كانت تلك الأيام والليالي المباركة عامرة بذكر الله عز وجل، وتدبر القرآن الكريم وخشوع الصلوات المفروضة والنوافل، والذي أوقفني كثيرا تلك الدعوات والدموع التي سقطت في عرفات الله خاصة، وقلت في نفسي إن من حضر عرفة فقد أدى الحج، قال صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة).



وكذلك لم تفارقني تلك التساؤلات عن ليلة المشعر، ليلة النحر، ليلة عيد الأضحى المبارك، ليلة الإجابة، الله أكبر، كم حاج سجد لله عز وجل تلك الليلة، كم حاج استجيبت دعواته، كم مريض شفي ليلتها، كم أمنية تحققت تلك الليلة، هي من الليالي المشهودة مثل ليلة القدر وليالي العشر من ذي الحجة، قال الله تعالى: (والفجر وليال عشر)، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.



2. عرف أهل مكة المكرمة قبل الإسلام وبعده بالكرم والضيافة والحب فيما بينهم عامة ولضيوف الرحمن خاصة، وقد قرأت في أكثر من صحيفة وأكثر من خبر عن التنافس الشريف في كثير من أحياء مكة المكرمة لتكريم الحجاج بطريقة راقية وبتنظيم رائع.



وهذه سنة حسنة لها أثرها في محيا ضيوف الملك الديان والذين عبروا عن تلك البادرة والفرحة والسرور والدعاء.. وفي اعتقادي أن الحجاج لن ينسوا عند عودتهم إلى بلادهم سالمين ذلك الجمع والتكريم من لدن أهل مكة المكرمة جيران بيت الله الحرام، وجيران مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالشكر لمن اقترح هذا الاقتراح الجميل، والشكر أيضا لمن نفذه على الأرض، وكل ذلك ليس بعزيز على أهل الحرمين الشريفين وأهل هذه البلاد الطيبة.



3. كان لتوجيه أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل حول تفريغ المطاف من المصلين وإفساح المجال للطائفين والركع السجود عند المقام أثر طيب ومنظر مهيب للطائفين وهم يطوفون بالبيت العتيق بكل طمأنينة ويسر وذلك في شهري رمضان وذي الحجة.. أتمنى أن يستمر هذا الوضع والتوجيه في الأعوام القادمة بحول الله تعالى..



اللهم زد هذا البيت تشريفا وتكريما وتعظيما ومهابة، يا رب العالمين.. وكل عام وأنتم بخير.