البارحة

- أيقظت الشمس مبكراً.. اعتذرت لها. سامحتني. ولكنها بادرتني بالسؤال: لماذا؟!

- أيقظت الشمس مبكراً.. اعتذرت لها. سامحتني. ولكنها بادرتني بالسؤال: لماذا؟!

الاثنين - 26 مايو 2014

Mon - 26 May 2014



- أيقظت الشمس مبكراً.. اعتذرت لها. سامحتني. ولكنها بادرتني بالسؤال: لماذا؟!

- لا أنام...بيني وبين الحقيقة وثيقة. الغربة ليست أن تغادر مكانا. الغربة أن تكون غريباً في بلدك، في بيتك، في ذاكرتك، في ثيابك، في فكرك..

- سألتني: لماذا أيقظتني؟!

قلت: لأنك وحدك الحقيقة التي تنام في موعدها وتستيقظ في موعدها..آسف. أزعجتك.

- لماذا أيقظتني؟!

بين يدي حقيقة وخوف.. الحقيقة مرض أمي والخوف مغادرتها. وأمي عندما تغادرني يا شمس معنى هذا إغلاق بنك الدعاء في حياتي إلى حين موتي. يعني أنني أتمنى رأفة الملائكة في نقل روحها إلى جوار الشرفاء والشهداء والأوفياء. ويقيني يا شمس أن كثيراً ممن أعلنوا عنهم بأنهم انتقلوا إلى جوار ربهم كانوا يكذبون.. الله لا يجاور الحرامية والكذابين والربويين.

- قالت الشمس: وبما أنك قد أيقظتني سأقول لك شيئاً هاماً:

- كانت سيدتك في زمن (المر) وزمن (العسل)!

- أنجبت جيلا متعلماً وهي (أُميَّة)!

- عرفت السياسة والفن وتحدثت عن الطرق وصدَّام والأمريكيين وطبقية عالمك العربي والشعر...إلخ.

- كانت تعالج المواليد والحوامل مقابل (دعوة)!

- كانت الصابرة في زمن الجرح، والضاحكة عند الفرصة!

- رأت أحفادها وأبناء وبنات أحفادها!

- حالة باسمة عندما يعجبك طعامها!

- بمعنى..لا تخف، لديها ربٌ على يقين بما فعلت..

قلت: أنام؟!

قالت: واقرأ المعوذتين وآية الكرسي فأنت تنعم اليوم برضاها ولها رب أرحم وأعظم منك.

(نمت واستيقظت لأجد والدتي في حالة عالية من التحسن وما زال الأحبة يدعون لها)

ورزقي على الله