ياسر وعلا.. الزوجان اللذان أنجبا "فانوس"

بدأت أولى خيوط قصة نجاح الزوجين (ياسر وعُلا) عندما التحق ياسر بكلية المعلمين بحائل متخصصاً في الحاسب الآلي، فكان لا يكتفي بما يدرسه بل يعلم نفسه ذاتياً؛ فبدأ بالبرمجة، ثم التصميم ثم أنظمة التشغيل، ثم أبحر في عالم الاختراق والحماية، مخصصاً معظم وقته للحاسب.

بدأت أولى خيوط قصة نجاح الزوجين (ياسر وعُلا) عندما التحق ياسر بكلية المعلمين بحائل متخصصاً في الحاسب الآلي، فكان لا يكتفي بما يدرسه بل يعلم نفسه ذاتياً؛ فبدأ بالبرمجة، ثم التصميم ثم أنظمة التشغيل، ثم أبحر في عالم الاختراق والحماية، مخصصاً معظم وقته للحاسب.

السبت - 03 مايو 2014

Sat - 03 May 2014



بدأت أولى خيوط قصة نجاح الزوجين (ياسر وعُلا) عندما التحق ياسر بكلية المعلمين بحائل متخصصاً في الحاسب الآلي، فكان لا يكتفي بما يدرسه بل يعلم نفسه ذاتياً؛ فبدأ بالبرمجة، ثم التصميم ثم أنظمة التشغيل، ثم أبحر في عالم الاختراق والحماية، مخصصاً معظم وقته للحاسب.

في عام 2006 ابتعث ياسر لدراسة الماجستير في حماية أنظمة الحاسب الآلي بإنجلترا، لكنه لم يكن بمفرده، ففي المقعد المجاور له كانت تجلس عُلا ابنة السبعة عشر ربيعاً، والتي أدركت منذ اللقاء الأول أنها تنظر لشريك المستقبل، وأن حديثهما عن الحاسوب، ذلك العالم الذي لم تكن تعرف عنه شيئاً، سيكون طريقها إلى قلبه.

واجه ياسر في بداية حياته الزوجية صعوبات كثيرة، كونه مسؤولا عن زوجة صغيرة في السن، وحاجز اللغة الذي واجههما معاً، والنظرة الدونية له من بعض الطلاب كونه خريج كلية معلمين وليس إحدى كليات الحاسب الآلي المتخصصة، لكن سرعان ما أثبت للجميع أنه مختلف بإصراره وعزيمته، فحصل على الماجستير في جامعة كاردف العريقة، والتحقت عُلا بجامعة يويك بمقاطعة ويلز. تقول: «في السنة التحضيرية كان أول اختبار لي بمادة الحاسب، ولم أحقق العلامة المطلوبة، فأصبت بالإحباط. لكن المفاجأة أن ياسر كافأني بجهاز لاب توب، وسخر وقته ليعلمني أشياء وأسراراً تقنية خاصة».

بدأ ياسر مرحلة الدكتوراه بإشراف أحد أهم أساتذة العالم في تخصص الحوسبة السحابية والشبكات والأمن، البروفيسور عمر رانا، الذي يخشاه الكسالى والطلبة العاديون. فاجتهد إلى أن نشر 5 بحوث علمية، وإنشاء أكثر من 4 خورازميات خاصة بالذكاء الاصطناعي والأمن، بالإضافة إلى برامج في الاختراق والأمن، مما دفع الجامعة لاقتراح فتح شركة تقنية أمنية لتقديم برامج وأنظمة حماية للشركات العالمية والدول، مستفيدة من جهوده والكثير من الطلاب المبدعين، لكن ياسر وعُلا كانا يحلمان بإنجاب (فانوس) لذلك قررا العودة للوطن.

فانوس (FanOS)، هو أول جهاز لوحي سعودي مشابه لجهاز iPad، صممه الدكتور ياسر العصيفير وزوجته المهندسة عُلا القويعي، للأطفال وطلاب المدارس، والسر ليس في اختراع الجهاز فقط، بل في برمجة نظام تشغيله، الذي يمنح الأبوين والمعلمين وإدارة المدرسة إمكانية التحكم بالجهاز عن بعد، ومعرفة الصفحات والبرامج التي تمت زيارتها، وغلق البرامج، وكثير من التفاصيل.

ياسر وعُلا، اتفقا على مواجهة دعاوى الإحباط وتثبيط الهمم بالإنجاز الدامغ، تقول علا وهي ممسكةٌ بجهاز فانوس كطفلها، وبعدما أصبح منتجا حقيقيا سيتوفر في الأسواق خلال الأشهر القادمة: «ياسر كان مديري صباحاً وزوجي مساءً، وكنا نعمل بشكل يومي دون أي عطلة، إلى أن استطاع تكوين فريق عمل محترف، وفي تخصصات دقيقة، يعملون معنا بإخلاص وحب؛ لأنه يتعامل معهم كصديق ومحترف يعرف ماذا يريد وإلى أين سيصل».

للنجاح أيضاً متلازمة جميلة تغير وجه الحياة، حين يحرص أحدهم على ألا ينجح إلا وشريكه في يده، حينها يصبح كل نجاح للشريكين وليداً يحتفلان بأول صرخة له في الوجود، والحياة الزوجية السعيدة لها نكهاتٌ عدة، أروعها.. أن يتشارك الزوجان قصة نجاح مشتركة، ويؤمنا بها معاً، ويدعماها معاً، ويتقاسما ثمارها معاً.