الهيئة تتبرأ من مكافآت الاحتساب

أثار إعلان على وسيلة التواصل الاجتماعي «تويتر» حول علاقته بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الكثير من علامات الاستفهام، إذ رصد الإعلان تخصيص مكافآت مالية مغرية

أثار إعلان على وسيلة التواصل الاجتماعي «تويتر» حول علاقته بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الكثير من علامات الاستفهام، إذ رصد الإعلان تخصيص مكافآت مالية مغرية

السبت - 03 مايو 2014

Sat - 03 May 2014



أثار إعلان على وسيلة التواصل الاجتماعي «تويتر» حول علاقته بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الكثير من علامات الاستفهام، إذ رصد الإعلان تخصيص مكافآت مالية مغرية تصل إلى 10 آلاف ريال عبر حساب لهم على تويتر، أطلقوا عليه «قناة المجتمع السعودي» لمن يبلغ عن حفلات جنس ثالث أو مختلطة أو ترويج للخمور، بل منح نفسه حرية تعطيل حسابات من ينتقدونه.

ويبدو أن الحساب المذكور أراد أن يعطي انطباعا بأنه تابع للهيئة، فوضع مع إعلانه عن المكافأة صورا لمبنى الهيئة وسياراتها، في محاولة مضللة لكسب صفة شرعية، الأمر الذي نفاه جملة وتفصيلا المتحدث باسم فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الشرقية دبيخ الدبيخي في تعقيب خص به «مكة» وقال إن الهيئة لا علاقة لها بهذا الحساب.

من جهته انتقد قاض وعضو بمجلس الشورى لجوء بعض المحتسبين إلى تخصيص مكافآت مالية مغرية تصل إلى 10 آلاف ريال عبر حساب لهم على تويتر.

وقال الدكتور عيسى الغيث إن مثل هذه السلوكيات تسيء إلى شعيرة الاحتساب من عدة جوانب، رغم أن الجميع يتفق على حرمة هذه المنكرات، «لكن مع افتراض حسن نواياهم وسلامة أهدافهم، فإن عرض مكافآت مالية بهذه الصورة ينطوي على مخالفات شرعية وقانونية وأخلاقية خطيرة، أبرزها أنهم منحوا أنفسهم وبشكل مخالف لنظام الدولة وقوانينها حق استقبال البلاغات والسعي لضبط مرتكبي المخالفات، وهو عمل مناط بجهاز معتمد في الدولة هو الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».

ولم يكشف الحساب عن هوية ثلاثين شخصا ألمح إلى أنهم من يديرونه، لكن الغيث رجح أن يكون ذلك امتدادا لنشاط احتسابي قديم ومنظم للتنظيم السروري الذي نشط في مطلع القرن الهجري الحالي ولقي رواجا في أنحاء المملكة، وامتد إلى دول خليجية وعربية كالسودان، وبمرور الوقت طور هذا التنظيم المتطرف من آلياته، وأصبح يمتلك روافد تمويل من خلال صحف الكترونية وحسابات في شبكات التواصل.

وناشد وزارة الداخلية بوقف هذا النشاط المسيء لشعيرة الحسبة والضرب بيد من حديد على القائمين على تلك الحسابات المشبوهة، ورأى أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات تستطيع أن تقدم العون اللازم للداخلية لمواجهة تلك الحسابات، داعيا، وزارة الشؤون الإسلامية إلى مراجعة أوضاع جمعيات تحفيظ القرآن للتيقن من عدم تسرب تلك العناصر لها أو استغلالها لتحقيق أجندات خاصة.

واقترح على هيئة الأمر بالمعروف إنشاء إدارة قانونية لرصد ومقاضاة المتطفلين عليها والمنتحلين لصفتها واختصاصها الرسمي، مشيرا إلى أن التحرك على أرض الواقع هو الحل الوحيد لمواجهة هذا التطرف المقيت.

ولم يتسن لـ»مكة» الحصول على إجابة من وزارة الداخلية حول الموضوع ومدى قانونية نشاط تلك الحسابات، كما لم يرد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الدكتور توفيق السديري على الاتصالات المتكررة ولا حتى على الرسائل النصية بشأن هذه القضية.