سعد السبيعي

اقتصادنا.. ورأس المال البشري

نحو الهدف
نحو الهدف

الثلاثاء - 27 سبتمبر 2016

Tue - 27 Sep 2016

يعتبر رأس المال البشري أحد مكونات رأس المال الفكري، والذي يتصف بخاصية هامة، وهي أن المؤسسة تحصل على مساهماته في العمل بدون أن تتملكه بشكل مباشر، مما يضيف درجة من عدم التأكد بنسبة لاستخدامه.



ويقصد برأس المال البشري المعرفة والمهارات، بالإضافة إلى القدرات الذاتية لتحديد وإيجاد مصادر المعرفة والمهارات التي لا يمتلكها الأفراد حاليا، وهو ما يطلق عليه المديرون أحيانا المبادأة أو الابتكار أو قدرات المنظمة.



وعلى ذلك يظهر الاختلاف بين رأس المال البشري ورأس المال الهيكلي، فالمعرفة والمهارات في عقول الأفراد تمثل رأس المال البشري، وتتحول إلى رأس مال هيكلي فقط إذا تم نقلها وتحويلها وتكويدها في مستندات متنوعة بالمؤسسة.



ولقد شهد عصر ما بعد الثورة الصناعية ظهور أهمية وقوة رأس المال المادي، وقد امتدت سيطرة رأس المال المادي على المفهوم السائد لرأس المال خلال الفترة من بعد الثورة الصناعية وحتى منتصف القرن الماضي تقريبا.



ويلعب رأس المال البشري في الشركة دورا في تحقيق النتائج الإيجابية لها لا يقل عن دور رأس المال المادي، والإنفاق على تعليمهم وتدريبهم إنما هو استثمار له مردود، وليس نفقة غامضة لا مردود لها.



وهناك جهود كبيرة تبذل من أجل تطوير مقاييس ومؤشرات يمكن الركون إليها لقياس وتقييم رأس المال الفكري على مستوى الشركات. ورغم التقدم الملموس الذي حصل في هذا المجال إلا أنه ما زالت هناك مساحة عدم اتفاق بين المختصين فيما يتعلق بهذه المقاييس، بما يؤشر لاستمرار الحاجة لمزيد من التطوير والتحسين لهذه المقاييس.



هذا.. وقد أظهرت المملكة أداء جيدا في التصنيف العالمي الجديد لرأس المال البشري الذي طورته وكالة "ميرسر" بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي كوسيلة لتحديد الدول التي تحتل أفضل المراتب للمساهمة في التنمية الفاعلة للقوى العاملة، وإمكانات النمو والنجاح الاقتصادي.



وقد جاءت المملكة في المرتبة 39 من بين 122 بلدا يعيش فيها أكثر من 90% من سكان العالم، لتحتل بذلك مكانا متقدما على الكثير من الدول الكبرى، مثل الصين وروسيا، كما أنها تقدمت على كل من تايلاند وبولندا وإندونيسيا.



ختاما.. ووفقا لما جاء في رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 ، فإنه يجب علينا لتنمية الاقتصاد الوطني الانتقال به إلى اقتصاد قائم على المعرفة، مما يتطلب بالضرورة نشوء قاعدة محلية من المواهب والكوادر البشرية القادرة على تلبية متطلبات المؤسسات والشركات المحلية. والله الموفق.



[email protected]