زقاق «بوقري» بوابة للترجمة ومحاكاة القص الحديث
السبت - 24 سبتمبر 2016
Sat - 24 Sep 2016
في عام 1956م أو ما يناهزها كانت صحيفة البلاد السعودية تنشر تراجم لأقاصيص تشيكوف وموليير وموباسان وتولستوي، وكان أحد مترجميها أحد رواد الأدب السعودي حمزة محمد بوقري (1932–1984) يختارها وفق «ما يلائم الظروف والحال آنذاك» ضمن «اعتبارات متعددة يجب أن تؤخذ في الحسبان» على حد تعبيره.
وبعدها بـ25 عاما سعت دار تهامة إلى نشرها في مجموعة قصصية موسومة بـ«بائع التبغ.. وقصص أخرى» ليروي بوقري في مقدمتها نوعا من المحاذير التي كانت تحيط بالإذاعة والصحافة آنذاك قائلا «إننا كنا نذيع مقطوعة مشهورة آنذاك لمحمد عبدالوهاب اسمها يوم سعيد تحت عنوان موسيقى الجيش».
ذلك المعترك الاجتماعي لم يكبح جماح بوقري عن اختيار تلك الأقاصيص موضحا «لو عدت اليوم إلى حرفة الأدب لما ترددت في ترجمة بعضها على اعتباره يمثل حتى الآن قمة ما وصلت إليه الأقصوصة في العالم الحديث».
10 قصص مترجمة أراد منها بوقري أن تكون إرواء أدبيا مترجما لقرائه من الأدب الروسي والفرنسي والإنجليزي والصيني، وفضل أن يبدي لنا شيئا من الحذاقة الريادية في أبناء مكة فكتب القصة الحادية عشرة «الزقاق المظلم» لتكون شاهدا على ملكة العربي وقدرته على مسايرة الأدب العالمي في كتابة القصة القصيرة بلغة مبينة وتفاصيل اجتماعية تستحق أن تروى بأسلوب باذخ.
بوقري حمل إلينا كعادته ملامح المجتمع المكي آنذاك في القصة القصيرة التي ختم بها اختياراته، فنقل إلينا حرص الشبان على متابعة الإصدارات المصرية وخصوصا سلسلة إقرأ وانكبابهم عليها، وسرد لنا عبر مشاهد مكثفة شغف ونهم فتيان ذلك الزمان بالمعرفة ودور مكتبة المدرسة آنذاك في رفد ثقافة طلاب المرحلة التوجيهية بالكتب والمجلات.
وكأن بوقري يوصلنا عبر زقاقه المظلم بوهج المعرفة وغناها حيث يقبل «حسن» على الكتاب مفضلا إياه على الحرمان من وجبة العشاء، ليكون النهم المعرفي أولوية لا محيد عنها في مقارعة الزمان وخطوبه.
جهد بوقري الأدبي الذي حملته إليّ نسخة الكترونية صادر ضمن سلسلة الكتاب العربي السعودي عام 1981م -1401هـ ينعي إلينا في الوقت نفسه غياب تلك المطبوعات المتخمة بالذخائر المحلية والعالمية، كما صفحنا من خلاله مستوى الأقصوصة العالمية وذائقة الرائد في انتخابها فلا تزال أقصوصة «العقد لموباسان» و»الضيف لتشيكوف» و»بائع التبغ لسومرست موم» من الأدب الرفيع الذي لا غنى عنه.
وبعدها بـ25 عاما سعت دار تهامة إلى نشرها في مجموعة قصصية موسومة بـ«بائع التبغ.. وقصص أخرى» ليروي بوقري في مقدمتها نوعا من المحاذير التي كانت تحيط بالإذاعة والصحافة آنذاك قائلا «إننا كنا نذيع مقطوعة مشهورة آنذاك لمحمد عبدالوهاب اسمها يوم سعيد تحت عنوان موسيقى الجيش».
ذلك المعترك الاجتماعي لم يكبح جماح بوقري عن اختيار تلك الأقاصيص موضحا «لو عدت اليوم إلى حرفة الأدب لما ترددت في ترجمة بعضها على اعتباره يمثل حتى الآن قمة ما وصلت إليه الأقصوصة في العالم الحديث».
10 قصص مترجمة أراد منها بوقري أن تكون إرواء أدبيا مترجما لقرائه من الأدب الروسي والفرنسي والإنجليزي والصيني، وفضل أن يبدي لنا شيئا من الحذاقة الريادية في أبناء مكة فكتب القصة الحادية عشرة «الزقاق المظلم» لتكون شاهدا على ملكة العربي وقدرته على مسايرة الأدب العالمي في كتابة القصة القصيرة بلغة مبينة وتفاصيل اجتماعية تستحق أن تروى بأسلوب باذخ.
بوقري حمل إلينا كعادته ملامح المجتمع المكي آنذاك في القصة القصيرة التي ختم بها اختياراته، فنقل إلينا حرص الشبان على متابعة الإصدارات المصرية وخصوصا سلسلة إقرأ وانكبابهم عليها، وسرد لنا عبر مشاهد مكثفة شغف ونهم فتيان ذلك الزمان بالمعرفة ودور مكتبة المدرسة آنذاك في رفد ثقافة طلاب المرحلة التوجيهية بالكتب والمجلات.
وكأن بوقري يوصلنا عبر زقاقه المظلم بوهج المعرفة وغناها حيث يقبل «حسن» على الكتاب مفضلا إياه على الحرمان من وجبة العشاء، ليكون النهم المعرفي أولوية لا محيد عنها في مقارعة الزمان وخطوبه.
جهد بوقري الأدبي الذي حملته إليّ نسخة الكترونية صادر ضمن سلسلة الكتاب العربي السعودي عام 1981م -1401هـ ينعي إلينا في الوقت نفسه غياب تلك المطبوعات المتخمة بالذخائر المحلية والعالمية، كما صفحنا من خلاله مستوى الأقصوصة العالمية وذائقة الرائد في انتخابها فلا تزال أقصوصة «العقد لموباسان» و»الضيف لتشيكوف» و»بائع التبغ لسومرست موم» من الأدب الرفيع الذي لا غنى عنه.
