مبادرة ميكتا.. دور مرتقب لمرحلة مقبلة

اجتماع آخر غير رسمي تعقده دول مبادرة ميكتا في العاصمة المكسيكية مكسيكو بمشاركة وزراء خارجية الدول الخمس المؤسسة والتي تضم المكسيك وإندونيسيا وكوريا الجنوبية وتركيا وأستراليا، هدفه تسريع عملية الإعلان عن هذه المنظمة رسميا بعد أشهر من النقاشات والتحضير

اجتماع آخر غير رسمي تعقده دول مبادرة ميكتا في العاصمة المكسيكية مكسيكو بمشاركة وزراء خارجية الدول الخمس المؤسسة والتي تضم المكسيك وإندونيسيا وكوريا الجنوبية وتركيا وأستراليا، هدفه تسريع عملية الإعلان عن هذه المنظمة رسميا بعد أشهر من النقاشات والتحضير

الخميس - 24 أبريل 2014

Thu - 24 Apr 2014



اجتماع آخر غير رسمي تعقده دول مبادرة ميكتا في العاصمة المكسيكية مكسيكو بمشاركة وزراء خارجية الدول الخمس المؤسسة والتي تضم المكسيك وإندونيسيا وكوريا الجنوبية وتركيا وأستراليا، هدفه تسريع عملية الإعلان عن هذه المنظمة رسميا بعد أشهر من النقاشات والتحضير.

وجاءت الخطوة الأولى على هامش أعمال اجتماعات الأمم المتحدة في سبتمبر 2013 ثم كان هناك لقاء آخر في المكسيك في منتصف الشهر الحالي.

وسيعقد اجتماع ثالث في وأستراليا على هامش قمة الدول العشرين.

أهم ما دفع الدول أعلاه لطرح ودعم فكرة التكتل هذا وجودها جميعا بين مجموعة الدول العشرين الأقوى اقتصاديا في العالم.

ثم هناك الخيارات السياسية والاقتصادية التي تبنتها هذه الدول وهي متقاربة ومتشابهة إلى حد بعيد.

وربما الأهم من كل ذلك أنها دول فاعلة في محيطها الجغرافي وقادرة على أن تكون صلة وصل باسم هذه المناطق.

وتشكلت المبادرة بهدف إنشاء منبر غير رسمي للتنسيق والتشاور بين الدول الخمس كما قيل وقتها، لكن القناعة المشتركة الأخرى التي جمعت هذه البلدان هي أن المجتمع الدولي لا يقوم بما يجدر القيام به، وهي ستكون محاولة تحريك الدول الفاعلة والهيئات الدولية ولفت انتباهها إلى ما يجري في اكثر من بقعة جغرافية.

ومع أن دول المبادرة تصر على أنها لا تطرح نفسها بديلا لأي هيئة أو مجموعة ترتبط بها إقليميا أو دوليا، فإن وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو الذي شارك في الاجتماع مع وزراء خارجية المكسيك خوسيه أنتونيد ميد كوريبرينيا، وإندونيسيا مارتى ناتاليجاوا، وكوريا الجنوبية يون بيونغ سه، وأستراليا جولي بيشوب، يرى أن الاجتماع الأول للمبادرة التي استغرق التحضير لها نحو عام، كان مثمرا وبناء ويعكس الرغبة الحقيقية لدى الدول المشاركة في إطلاق هذه الخطوة التي ستأخذ مكانها في قلب المعادلات والتوازنات العالمية.

حقيقة أخرى تؤكد أن القواسم المشتركة بين دول المبادرة هي كونها جميعا أعضاء في مجموعة العشرين، وتسعى لإصلاح النظام الحالي للأمم المتحدة لكن قوتها البشرية والاقتصادية وموقعها الجيوسياسي يقول أكثر من ذلك خاصة إذا ما وحدت الأرقام وتم التدقيق في نقلتها الإنمائية وصعودها السريع لدرجات السلم الاقتصادي العالمي في السنوات العشر الأخيرة.

والجامع الأهم الذي سيوحد هذه الدول كما يبدو هو محاولة اتخاذ مواقف جامعة تتعلق بنظام الأمم المتحدة، وداخل المؤسسات الاقتصادية الدولية مثل مجموعة العشرين ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، المعلن حتى الآن هو أن هذه الدول قررت الاجتماع 3 مرات في العام، اجتماع على هامش قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة وآخر على هامش اجتماعات مجموعة الدول العشرين.

أما اللقاء الثالث فسيكون دوريا في أحد بلدان التكتل الخماسي.

ويبدو من خلال إصرار هذه المجموعة على تكثيف اللقاءات بهذا الشكل رغبتها العاجلة في تأطير مشاريع وخطوات التعاون وتفعيلها بأسرع ما يمكن لأخذ مكانها في لعبة التوازنات الدولية.

الهدف هو أبعد من مسألة عدم الغياب عن المشهد الإنمائي الاقتصادي في القرن الواحد والعشرين، إذ يتمثل في شراكة القرن الجديد بقوة بشرية جغرافية اقتصادية إنمائية لا يغيب عنها تقارب الأفكار والحسابات حيال كثير من الأزمات وسبل حلها.

كمال أن الوضع الروسي الجديد بات يهدد تماسك تكتل دول البريكس ودول هذا التكتل ستبحث عن تحالف جديد بديل تحمي من خلاله مصالحها.

ربما تراجع روسيا اقتصاديا وإنمائيا سيدفع أعضاء البريكس مثل الهند والصين مثلا لاقتراح الالتحاق بمجموعة الدول الخمس الناشئة هذه.

إضافة إلى نيجيريا الصاعدة أيضا في مجال الطاقة وإنتاج السلع والمعادن والتي ستملأ فراغا جغرافيا مهما لهذه الدول.

ولكن مبادرة ميكتا تريد أولا ترسيخ هيكليتها وبنيتها التنظيمية والإدارية قبل الحديث عن فتح الأبواب أمام دول جديدة ترغب في الانضمام.

عوائق كثيرة ستعترض الطريق أهمها البعد الجغرافي والتباعد اللغوي والتاريخي إلى جانب انزعاج البعض من ولادة مشروع يقلب حساباته ونفوذه رأسا على عقب، لكن ما يشجع على الاستمرار هو وقناعته بقدرته على التحول إلى فرصة استراتيجية لتقاسم هموم العالم ومشكلاته ومحاولة حلها حتى ولو كانت هذه البلدان خارج مجلس الأمن.