حرس الحدود.. شكرا لكم

تضطلع المؤسسة الأمنية بواجب منع الجريمة قبل وقوعها كهدف استراتيجي، وعليها في الوقت نفسه مسؤولية ضبطها بعد الوقوع

تضطلع المؤسسة الأمنية بواجب منع الجريمة قبل وقوعها كهدف استراتيجي، وعليها في الوقت نفسه مسؤولية ضبطها بعد الوقوع

الثلاثاء - 20 يناير 2015

Tue - 20 Jan 2015

تضطلع المؤسسة الأمنية بواجب منع الجريمة قبل وقوعها كهدف استراتيجي، وعليها في الوقت نفسه مسؤولية ضبطها بعد الوقوع.
وخلاف هذا كله تبقى المؤسسة الأمنية باختلاف مكوناتها معنية بمكافحة الجريمة، والمكافحة مهمة صعبة، ولها مداخل ومخارج تستدعي، بكل وضوح وعلى الدوام، مشاركة المجتمع بكل فئاته في كل الأوقات.
وعلى المجتمع، أي مجتمع، أن يتصارح مع نفسه ويحدد موقفه من مشروع أمنه.
في العموم، الجريمة اليوم أخذت أشكالا عديدة، وأصبح التخطيط لها فنا من فنون الشر، الإرهابيون في وقتنا الحاضر يستخدمون وسائل العلم الحديث هنا وهناك لتنفيذ جرائمهم، المهربون يستخدمون كل الطرق الملتوية، لتمرير بضائعهم المسمومة، حتى جرائم الفساد المهني تنوعت هي الأخرى وتجدد ثوبها، والحقيقة الراسخة أنه لا يوجد بلد على وجه البسيطة ممنوع من الجرائم أو محصن من حدوثها.
الجدير بالذكر في سياق ما تقدم هو أن المؤسسة الأمنية السعودية مثلها مثل المؤسسات الأمنية في البلدان الأخرى، من حيث التكوين والمهام المناطة بالمنظومة تقريبا، وكثيرا ما يجد الراصد أنها على المستوى المهني تتقدم بسرعة وتنافس بقوة، والزيادة في الإيضاح مثل النقص في هذا المحور، لأن السواد الأعظم من الناس وعلى رأسهم المنصفون يدركون هذه الحقيقة والمهتمون بالشأن الأمني، علاوة على ذلك، يعلمون ما هو أكثر فنيا.
ما أود التركيز عليه هنا هو أن المؤسسة الأمنية في بلادنا «طوق نجاة ومصدر فخر»، وهي في عيون الآخرين، حتى وإن كره بعضهم، مدرسة عملاقة، نمت بحكم التجربة وخوض الواجب في مسرح الأحداث وجها لوجه مع الجريمة وأربابها الأشرار.
والباعث للطمأنينة أن النصر حليفها على سواعد رجال الأمن الشرفاء أينما دارت المواجهة أو لزم التتبع، لا أقول هذا مزايدا ولا أبالغ إذا قلت إنها – أي المؤسسة الأمنية، تحدت الصعاب وواجهت التحديات باقتدار وشجاعة لافتة لأنظار العدو والصديق.
حرس الحدود من المنظومة الأمنية في بلادنا، وعليه واجب حراسة الحدود وحمايتها برا وبحرا، والمتوقع على ضوء اتساع مساحة الوطن وتنوع تضاريسه أن يتوسع نطاق أعمال هذا الجهاز الأمني الحساس في الأصل، ليصل إلى كل شبر من حدود الوطن وحتى أقصى قمم الجبال الشاهقة الموصوفة بالوعورة، لِمَ لا والجريمة تتوسع وتتنوع؟نعم الرجال، ونعم الواجب.
صراحة كل رجل من حرس الحدود يستحق الإشادة، وكل واحد منهم لا شك أهل للتقدير والاحترام، كم تحملوا من المشاق في سبيل حماية وطنهم ومواطنيهم، كم قدموا من الشهداء في سبيل تأمين الحدود لينعم الداخل بالأمان، كم من التضحيات في سبيل صد الطامعين والمفسدين، أيضا كم من هارب من العدالة أعيد إليها بفضل وجودهم.
.
كم.
.
وكم.
في النهاية، لا يسعني إلا أن أقول لكل فرد من رجال حرس الحدود، وعلى حدة: نحن فخورون بك، فدمت في خدمة وطنك شامخا بالشجاعة والتضحيات، وهنيئا لك بكل هذا الشرف العظيم، ودمت عزيزا مكرما عبر محطات التاريخ وسجلاته.
.
يا حارس الحدود السعودي.