النيرة غلاب المطيري

دولة تحتضن دولا

الجمعة - 16 سبتمبر 2016

Fri - 16 Sep 2016

دولة تحتضن دولا، وشعب يؤوي شعوبا.. تلك هي المملكة العربية السعودية في موسم الحج، فهي تستضيف كل عام ملايين الحجاج من كل أقطار المعمورة، وتقدم لهم أرقى الخدمات وتحقق في كل موسم نجاحات تلو النجاحات.



انطلقت هذه الرعاية الكريمة من تعاليم ديننا الإسلامي السمحة، فالكل يعمل بإخلاص ويجتهد باهتمام، ويراقب بحرص، ويحرص بحب.. توليفة رائعة من المشاعر الإنسانية تعددت صورها وأشكالها من رجال الأمن الأوفياء، إلى شباب الكشافة، إلى كل من سخر نفسه لخدمة بيت الله الحرام وضيوفه، في الوقت الذي انشغل فيه أعداء الوطن بقذف الاتهامات والتشكيك في قدرة المملكة على حماية ضيوفها وإدارة موسم الحج بكفاءة، بكل ما فيه من متطلبات وضغوطات والتزامات.



كان أعداء الإسلام ينتظرون سماع ما يعكر صفو الحجاج، ويعطل شعائرهم، ويلوث أمن المملكة، وينال من مقدساتها. وفي المقابل كان الكل يعمل على مبدأ خدمة ضيوف الرحمن. فالكل يسعى إلى إكرام هذا الضيف وخدمته في أمور تتعدى مهام عمله وحدود عطائه. منهم من يسكب الماء البارد على جباه الحجاج المتعبة، ومنهم من يحمل الأطفال عن ذويهم الضعفاء، ومنهم من يدلك قدم حاج خذلته قدماه ولم يستطع إكمال المسير، ومنهم من يحمل شيخا كبيرا، وغير ذلك الكثير من المناظر الإنسانية التي تبعث في النفس البهجة وفي القلب السرور.



كل هذه الأعمال الجليلة تقوم بها المملكة العربية السعودية. هي رسالة للعالم بأسره بأن هذا الوطن قيادة وشعبا هم شعب مسلم، والمسلم يخدم أخاه في السراء والضراء، ويقف إلى جانبه، ويكرمه بحب، ويحرسه بكل تفان.. في كل دقيقة مرت على الحجاج وهم يؤدون مناسكهم ولله الحمد براحة ويسر وأمن وأمان.



هي نجاحات متتالية يحصدها وطن متميز في كل المواسم، لا يلتفت إلى سخافات الأعداء، ولا إلى محاولاتهم البائسة في النيل منه. وطن حباه الله بقيادات حكيمة، منهم من قضى العيد مع أبطال الحد الجنوبي يشاركهم فرحته، ومنهم من كان محلقا في السماء، شامخا فوق أطهر بقعة، يرعى ويشرف بمشاعر الأب الحاني على خدمة ضيوف الرحمن.



هو ببساطة وطن فوق كل الشبهات، ونجاحاته تفوق كل التوقعات، بعزم وحزم قيادته وبطولة شعبه أثبت للعالم أجمع أنه مهما كان الجرح عميقا والنزف غزيرا فإنه قادر بفضل من الله، ثم بقيادات حكيمة وأيادي شعبه البيضاء التي تسعى بحب وإيثار، للتصدي لكل عدو متخاذل جبان. ويتعدى الأمر ذلك، فهناك إصرار وتحد على تحقيق الإنجازات المبهرة والنجاحات الساحقة التي تغيظ أعداء الإسلام.



في موسم حج هذا العام رسم وطني لوحة جميلة تزهر منها ألوان الفرح، وتوحي معالمها بالنصر، وترمز تفاصيلها إلى الحكمة وحسن التدبير، ومذيلة بتوقيع قيادة حزم وشعب محب. لم تكن بها من الدموية التي تشدق بها أعداء الوطن، فإذا كان هناك لون أحمر فكانت تلك ورودا حمراء قدمتها المملكة العربية السعودية لضيوف بيت الله الحرام بعبارة فحواها «خدمناكم بروح الإسلام وحب تعاليمه، ونتطلع لخدمتكم في العام القادم ـ بإذن الله ـ بخدمات تقدم لكم بحب وكفاءة عالية، بتوفيق من الله وعونه».