على أي سعر للنفط بنيت الميزانية ؟

منذ أعلنت المملكة ميزانيتها للعام المالي المقبل 1436/1437 بالأمس وهناك سؤال مهم الكل يحاول الإجابة عنه، وهو على أي سعر للنفط تم احتساب الميزانية؟!وانتشر في مواقع التواصل الاجتماعي

منذ أعلنت المملكة ميزانيتها للعام المالي المقبل 1436/1437 بالأمس وهناك سؤال مهم الكل يحاول الإجابة عنه، وهو على أي سعر للنفط تم احتساب الميزانية؟!وانتشر في مواقع التواصل الاجتماعي

الخميس - 25 ديسمبر 2014

Thu - 25 Dec 2014



منذ أعلنت المملكة ميزانيتها للعام المالي المقبل 1436/1437 بالأمس وهناك سؤال مهم الكل يحاول الإجابة عنه، وهو على أي سعر للنفط تم احتساب الميزانية؟!وانتشر في مواقع التواصل الاجتماعي ومن شخصيات اقتصادية عديدة أن السعودية اعتمدت 50 دولارا للبرميل، ومنهم من قال: 67 دولارا، وتعددت الأرقام.

إلا أن المستشار الاقتصادي السابق لوزارة المالية الدكتور جون اسفاكيناكيس أوضح لـ «مكة» أن الميزانية في الغالب بنيت على سعر للنفط قريب من 80 دولارا للبرميل.

وشرح اسفاكياناكيس الذي يعمل حاليا كمدير لمنطقة الشرق الأوسط في مجموعة آشمور البريطانية للاستثمار كيف يتم احتساب الأرقام في الميزانية.

إذ تقوم الميزانية في الأساس على احتساب معدل التصدير وليس معدل الإنتاج اليومي من النفط الخام.

وكشف اسفاكياناكيس أن أغلب ما يتداول من أرقام بعيد كل البعد عن الصحة من الناحية الاقتصادية والمالية، وبرهن على ذلك بمثال بسيط جدا، وهو أن سعر البرميل في ميزانية العام الحالي 2014 تم احتسابها عند ما يقارب 85 دولارا، ومع ذلك كانت الإيرادات النفطية المقدرة 855 مليار ريال، فكيف إذن يتم احتساب البرميل في العام المقبل عند 50 دولارا أو 67 دولارا ولا تنخفض الإيرادات سوى بنحو 140 مليار ريال؟!وقال اسفاكيانكيس: إن وزير البترول السعودي علي النعيمي أوضح في تصريحاته الأسبوع الحالي أن المملكة لن تخفض إنتاجها النفطي في العام المقبل عن مستواه الحالي، ولهذا فإن مستوى الإنتاج والتصدير يجب أن يكون في نفس مستوى العام الحالي، وهو ما يصعب القبول بأن تكون الميزانية محسوبة على 50 دولارا ثم لا تنخفض الإيرادات سوى بنحو 140 مليار ريال.

وأضاف الاقتصادي الذي عمل سابقا في مصارف سعودية مختلفة أن ميزانية 2009 كانت الوحيدة التي شهدت عجزا في السنوات الخمس الأخيرة، وتم بناء سعر البرميل حينها بنحو 50 إلى 60 دولارا، وكان إنتاج المملكة في ذلك العام 8.2 ملايين برميل يوميا، أي أقل من إنتاج العام الحالي الذي يتراوح عند 9.6 ملايين برميل يوميا، ومع ذلك فقد حققت الميزانية في 2008 نحو 596 مليار ريال.



ماذا يعني ذلك؟



بغض النظر عن كيفية احتساب الميزانية أو حتى مستوى السعر الذي تم احتسابه على أساسها، السؤال الذي يهم الجميع هو: ماذا يعني ذلك؟يجيب اسفاكياناكيس على هذا السؤال قائلا: «عندما تحتسب السعودية النفط في العام المقبل على أساس 80 دولارا للبرميل لتحقيق الإيرادات المتوقعة أو تلبية المصروفات المتوقعة فإنها ترسل إشارة مهمة للسوق، وهي أنها تتوقع أن ترى أسعار النفط مرتفعة في العام المقبل».

وكانت أسعار النفط قد فقدت 50 % من قيمتها هذا العام وأصبحت تتداول عند 60 دولارا للبرميل.

وكان وزير البترول السعودي علي النعيمي قد شدد في أبوظبي هذا الأسبوع على أنه متفائل بصعود الأسعار في العام المقبل، إذ إنه لا يوجد أمامها اتجاه سوى الصعود.

والسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم بنحو 7.6 ملايين برميل يوميا، كما أن إنتاجها من النفط يقترب من 10 ملايين برميل يوميا، وطاقتها الاستيعابية بحدود 12.5 مليون برميل نفط يوميا.

ويشكل النفط نحو 90% من إيرادات السعودية.