عالي القرشي: الربيع العربي سحب البساط من الفعل الثقافي

يرى الأكاديمي عالي القرشي أن بسبب ثورات الربيع العربي وتغير وسائل النشر من صحافة ورقية وكتاب ومجالس حوارات وفتح نوافذ عديدة وجديدة توارى الفعل الثقافي ولم يعد ظاهرا، وإن كان له بعض الحضور عبر تراكمه وليس عبر فعله الحاضر.

يرى الأكاديمي عالي القرشي أن بسبب ثورات الربيع العربي وتغير وسائل النشر من صحافة ورقية وكتاب ومجالس حوارات وفتح نوافذ عديدة وجديدة توارى الفعل الثقافي ولم يعد ظاهرا، وإن كان له بعض الحضور عبر تراكمه وليس عبر فعله الحاضر.

الأربعاء - 15 يناير 2014

Wed - 15 Jan 2014



يرى الأكاديمي عالي القرشي أن بسبب ثورات الربيع العربي وتغير وسائل النشر من صحافة ورقية وكتاب ومجالس حوارات وفتح نوافذ عديدة وجديدة توارى الفعل الثقافي ولم يعد ظاهرا، وإن كان له بعض الحضور عبر تراكمه وليس عبر فعله الحاضر.



ويوضح القرشي أن التحولات التي شهدها العالم في وسائل الثقافة والنشر والإعلام الجديد، وكذا على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، كان لها بالغ الأثر في إحداث نظرة مختلفة عن تلك المرحلة وما أفرزته من وعي ثقافي وتحولات على مستوى القصيدة في الشكل والرؤية وعلى مستوى الأعمال السردية ومختلف الأعمال الثقافية. ويضيف: في تلك المرحلة ربما كان الفعل الثقافي أقدر على جذب المجتمع حوله للتنوير والوعي المختلف، وتجسد ذلك عبر القصيدة والإبداع، وخصوصا في القصة القصيرة. كما يؤكد أن الحداثة باقية وإن لم تكن ظاهرة بالصورة القديمة رغم هذا التغير، ويدلل على ذلك بقوله «النص الذي ينشر الآن في فيس بوك، والكلمات المكثفة عبر تويتر وواتس اب، يحمل ملامح الحداثة، فليس الأمر أمر اختلاف في النظر إلى الحداثة، إنما في اختلاف المشارب التي تنظر إليها، فأصبح تقبل الحداثة أكثر والإصدار عن الوعي الحداثي أوسع مدى وأكثر انتشارا.



ويقول القرشي عن الرعيل الأول للحداثة في السعودية إن جيل الثمانينات كان امتدادا لهم، فما كان يطرحه محمد حسن عواد من ضرورة إبداع المرأة وضرورة الخروج عن الشكل المحدد للقصيدة تطور به حداثيو الثمانينات، بحيث تكون القصيدة ذات رؤية عميقة وليس مجرد تعديل مباشر وانعكاس للواقع أو خطابية مجلجلة في صورة الشكل. أما الأبعاد الاجتماعية التي تصدت لمحمد حسن عواد ولجيل الرواد، فيشير إلى أنها جاءت من الفئات نفسها التي تصدت فيما بعد لحداثيي الثمانينات، وأن المواجهة هنا لم تعد قائمة بين قبول هذا الفكر أو أرفضه، وأن الوعي الحداثي في جيل الثمانينات أظهر نصا واستقبالا وقراءات مختلفة له، لذلك قفز هذا الجيل إلى قراءة التراث بطريقة مختلفة، مما جعل الفئات المتحزبة ضد الحداثة تستنفر قواها من أجل المحافظة على الحيز الذي ظنت أنها المعنية بالدفاع عنه، بينما هي تحافظ على وجودها وتعاملها مع التراث أمام فئة تقرأ التراث بطريقة مغايرة، وتقدمه بصورة أخرى، وأصبحوا يرون مكمن الخطر في هذا التجدد والوعي بالتراث أخطر من قصيدة يكتبها شاعر أو قصة يكتبها مبدع. ويتابع أن هذا الاستقبال استنفر القوى التي تتوهم أنها معنية بالحفاظ على التراث، فأصبحت تستنجد بالمؤسسة الرسمية والأكاديمية من أجل الوقوف في وجه الحداثة، كما حصل لسعيد السريحي عندما قدم قراءة للشعر المحدث لدى الشعراء المولدين في العصر العباسي، وقدم هذا الشعر بطريقة جديدة وقرأ النسق الحداثي في ذلك العصر بطريقة مختلفة، فكان كبش الفداء في هذه المرحلة، إذ أصر التيار المختلف مع الحداثة في جامعة أم القرى على سحب «الدكتوراه منه»، بعدما أجيزت الرسالة على نحو علمي ومألوف في الطريقة الأكاديمية، وعلى المنصة وفوق رؤوس الأشهاد.