حتى لا تفقد الأمم المتحدة مصداقيتها

مع تزايد حدة الخلافات الدولية حول العديد من القضايا العالمية الكبرى وفي مختلف المجالات مثل قضايا المناخ والبيئة، إضافة إلى مشاكل الفقر والأمراض، واستمرار اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء، يشهد دور الأمم المتحدة ووكالاتها تراجعا إزاء تلك القضايا وغيرها من الملفات المعنية بها

مع تزايد حدة الخلافات الدولية حول العديد من القضايا العالمية الكبرى وفي مختلف المجالات مثل قضايا المناخ والبيئة، إضافة إلى مشاكل الفقر والأمراض، واستمرار اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء، يشهد دور الأمم المتحدة ووكالاتها تراجعا إزاء تلك القضايا وغيرها من الملفات المعنية بها

الجمعة - 04 أبريل 2014

Fri - 04 Apr 2014



مع تزايد حدة الخلافات الدولية حول العديد من القضايا العالمية الكبرى وفي مختلف المجالات مثل قضايا المناخ والبيئة، إضافة إلى مشاكل الفقر والأمراض، واستمرار اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء، يشهد دور الأمم المتحدة ووكالاتها تراجعا إزاء تلك القضايا وغيرها من الملفات المعنية بها. وعلى المستوى الأمني فقد زادت البؤر الملتهبة حول العالم واستفحلت أوضاع بعضها خاصة في منطقة الشرق الأوسط مع اتساع الحرب في سوريا، واستمرار اضطراب الأوضاع في فلسطين وفي لبنان وحالة التشاؤم التي تكتنف المشهد العراقي. هذا بالإضافة إلى ملفات الإرهاب التي تغطي الآن معظم أرجاء الكرة الأرضية.

إن القضايا والملفات المثقلة التي تنوء بها المنظمة الدولية في كافة المجالات السياسية والأمنية والإنسانية تستدعي تعزيز دورها وتفعيل أذرعها التنفيذية باعتبارها تمثل قبلة لأنظار الملايين في أرجاء العالم الذين يتطلعون إلى الأمن والسلام وفرص العيش الكريم. ويلاحظ كذلك أن الآليات والخطط التي تتصدى المنظمة من خلالها لمعالجة مشاكل الفقر ومكافحة الإرهاب اتضح أنها غير كافية، وأن تراكم الأزمات وتشعبها يتطلب استحداث رؤى جديدة تستصحب مفهوم العدالة نصا وروحا. فالشاهد أن المنظمة الأممية يؤخذ عليها أنها تحولت إلى خدمة أهداف الخمسة الكبار الذين يمثلون العضوية الدائمة لمجلس الأمن، وأنها تكيل بمكاييل متعددة في الكثير من القضايا التي تمس الشعوب لاسيما في الدول النامية والفقيرة.

صحيح أن قيام تكتلات إقليمية قوية في آسيا وأمريكا اللاتينية وفي أوروبا وأفريقيا ينعش الآمال حول إمكانية تغيير الصورة الذهنية التي ارتسمت في المخيلة الشعبية العالمية عن أداء المنظمة الدولية خلال السنوات الأخيرة التي سبقت وأعقبت غزو العراق وأفغانستان وصولا إلى ثورات الربيع العربي وتداعياتها الماثلة لاسيما في سوريا. ولكن هذا لا يعفي المنظمة من العمل على إعادة الثقة في فعالية دورها في السلام والأمن الدوليين، لا سيما مع استمرار الدعاوى الأمريكية التي ظلت تنادي بإعادة هيكلة المنظمة لتتماشى مع متطلبات العصر الأمريكي الجديد، وهو الأمر الذي أثر على مصداقية المنظمة لدى الكثير من الدول المحبة للسلام. إن من المؤمل أن تخرج المساعي الرامية لتفعيل دور المنظمة بقرارات حاسمة ورؤى واضحة تعيد تصحيح المسار وخدمة القضايا الأساسية التي أنشئت من أجلها، ومن ثم التحرك لمعالجة القضايا الكبرى التي تمس حياة الإنسان في كافة بقاع العالم، والتي طال أمدها خاصة في الأمن والتعليم والصحة وفرص العمل.