طوّلت بالي عليك!

الكلام، كما يقولون: «ما عليه جمرك»، ولكن.. هل كل ما نقوله، آناء الليل وأطراف النهار مرات في اليوم قبل وبعد الأكل أو النوم، له معنى أو قيمة أو فائدة؟

الكلام، كما يقولون: «ما عليه جمرك»، ولكن.. هل كل ما نقوله، آناء الليل وأطراف النهار مرات في اليوم قبل وبعد الأكل أو النوم، له معنى أو قيمة أو فائدة؟

الأربعاء - 24 ديسمبر 2014

Wed - 24 Dec 2014



الكلام، كما يقولون: «ما عليه جمرك»، ولكن.. هل كل ما نقوله، آناء الليل وأطراف النهار مرات في اليوم قبل وبعد الأكل أو النوم، له معنى أو قيمة أو فائدة؟



هل لهذا الكلام «فكاهة ومازِّية» كما كان يقول «أبو صياح» لـ «غوّار الطوشة» في مسلسل «حمّام الهنا» أيام الأبيض والأسود؟

أحياناً نتكلم لأننا نحتاج إلى من يسمعنا، ولا يهم إن كان هذا المستمع مشغولاً وغير مركّز ـ ما هو آخد باله ـ ولن يسمعنا حتى لو غنينا له: «بالك مع مين يا شاغل بالي»!

مطلوب أن نراعي ظروف الناس.. أن نتنبّه إلى حال من نكلّمه، استعداده.. مزاجه.. أو حتى رغبته لأن يخلو إلى نفسه ويكلّمها هي لا سواها.

ما أكثر الذين استوقفونا للحديث في لحظة انصراف من العمل، ربما تحت أشعة الشمس في الجو الحار، أو في الجو الماطر والإعصار.. إنهم يسُدّون الأبواب في وجه من يريد العودة إلى بيته أو إلى السوق أو إلى أي مكان، إن مثل هؤلاء ينبغي ألا يغضبوا إذا اخترنا في اليوم التالي طريقاً آخر، غير الذي يسلكونه «صحرا إن كان أو بستان».. وليس من حقهم أن يعتبوا إن لم نردّ على اتصالاتهم، لنتجنب كيف الصحة، وكيف الحال، وإيش الأخبار، تتكرر بلا هوادة وكأنها شريط مسجّل يلف ويدور ويصل أوله بآخره، وكأن هذا الذي يغرقونه بطوفان الأسئلة مهاجر تقطّعت بينهم وبينه السبل والأسباب.

....

إنّ نظرة خاطفة منصفة لوجه هذا الذي نكلمه ـ بالإكراه ـ يمكن أن تدلنا على ملله وانزعاجه.. ولو أصغينا لإيقاع نبضه ولسان حاله لسمعناهما يغنيان: «طوّلت بالي عليك أكثر من اللازم»!