عزلة فنزويلية بعد التقارب الكوبي ـ الأمريكي

بعد إعلان التقارب بين هافانا وواشنطن تجد فنزويلا الحليف الرئيسي للنظام الكوبي، نفسها معزولة ما قد يرغم رئيسها نيكولاس مادورو إلى التخفيف من لهجة خطابه الناري تجاه الولايات المتحدة على خلفية أزمة اقتصادية خطيرة

بعد إعلان التقارب بين هافانا وواشنطن تجد فنزويلا الحليف الرئيسي للنظام الكوبي، نفسها معزولة ما قد يرغم رئيسها نيكولاس مادورو إلى التخفيف من لهجة خطابه الناري تجاه الولايات المتحدة على خلفية أزمة اقتصادية خطيرة

الثلاثاء - 23 ديسمبر 2014

Tue - 23 Dec 2014



بعد إعلان التقارب بين هافانا وواشنطن تجد فنزويلا الحليف الرئيسي للنظام الكوبي، نفسها معزولة ما قد يرغم رئيسها نيكولاس مادورو إلى التخفيف من لهجة خطابه الناري تجاه الولايات المتحدة على خلفية أزمة اقتصادية خطيرة.

وقال المحلل السياسي نيكمر إيفانز، وهو من تيار ينتقد السياسة التي أرساها الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز: إن هذا الإعلان خض حكومة مادورو في سياستها تجاه الولايات المتحدة، بما في ذلك الخطاب السياسي المعتمد في الداخل الذي كان يرتكز على النضال ضد الإمبريالية وإدانة الحظر الأمريكي على كوبا.

ومنذ الأربعاء الماضي بدأ المعارض البارز إنريكي كابريلس يشدد الضغوط على مادورو، وقال: بينما تسعى كوبا لتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة، تسعى حكومة نيكولاس لزيادة علاقاتها سوءا، لاستخدامها كحاجب دخان وتحويل الانتباه عن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة التي نعيشها.

فمع تضخم سنوي بنسبة تزيد عن 60% ونقص خطير يشمل 40% من السلع الأساسية، تقترب فنزويلا من حافة التوقف عن السداد برأي عدد من المحللين.

ويزداد الوضع سوءا يوما بعد يوما مع تدهور أسعار النفط في البلد الذي يملك أكبر احتياطي للخام في العالم، ويعد أيضا أبرز داعم اقتصادي لكوبا.

ويرجح أن يكون هذا الجانب لعب دورا أساسيا في المصالحة التاريخية المعلنة الأربعاء الماضي، إذ تخشى كوبا أن يؤثر الوضع الصحي لحليفها على المساعدة التي يقدمها للجزيرة.

ولفت ميلوس الكالاي الدبلوماسي الذي كان نائبا لوزير الخارجية إلى أن كوبا عاشت تجربة الفترة الاستثنائية في التسعينات عندما سقط الدعم الاقتصادي لميثاق وارسو فجأة.

وأضاف أن الأزمة الاقتصادية في فنزويلا دفعت الرئيس الكوبي راؤول كاسترو للبحث عن بديل لئلا يؤخذ على حين غرة.

وتابع الكالاي بأن المفاجأة كانت لفنزويلا.

وكانت كراكاس تجد في الجزيرة حتى الآن رفيقا في الخطاب الناري ضد الولايات المتحدة.

فمادورو اعتاد على اعتماد خطاب حاد تجاه أمريكا.

وقبل الإعلان التاريخي لكاسترو وأوباما، حاول مادورو إقناع البرازيل والأرجنتين والأوروغواي وباراغوي المجتمعة معه في قمة مركوسور بالأرجنتين بدعم إعلان ضد أمريكا بسبب هذه العقوبات، وبعد بضع ساعات تغيرت اللهجة بشكل ملحوظ فقال: إن بادرة أوباما شجاعة وضرورية للتاريخ.