الجزائر في 2014 مقعد في الرئاسة وحراك معارض ونزيف بالطيران

أيام معدودات تفصل عن نهاية 2014، ويستمر الجدل في الجزائر بشأن مرض الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي يحكم البلاد من فوق كرسي متحرك، لتطالب المعارضة بانتخابات مبكرة بعد أشهر فقط من تنظيم الانتخابات الرئاسية

أيام معدودات تفصل عن نهاية 2014، ويستمر الجدل في الجزائر بشأن مرض الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي يحكم البلاد من فوق كرسي متحرك، لتطالب المعارضة بانتخابات مبكرة بعد أشهر فقط من تنظيم الانتخابات الرئاسية

الثلاثاء - 23 ديسمبر 2014

Tue - 23 Dec 2014



أيام معدودات تفصل عن نهاية 2014، ويستمر الجدل في الجزائر بشأن مرض الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي يحكم البلاد من فوق كرسي متحرك، لتطالب المعارضة بانتخابات مبكرة بعد أشهر فقط من تنظيم الانتخابات الرئاسية.

وربما لم يخطف الأضواء من صحة الرئيس سوى كوارث الطيران التي أزهقت أرواح قرابة 200 شخص في حصيلة غير مسبوقة.

وشهدت الجزائر عام 2014 انتخابات رئاسية هي الأكثر جدلا في تاريخها، لم يتوقف فيها الجدل بين المعارضة والموالاة حول صحة بوتفليقة وقدرته على الحكم.

ففي أبريل 2013، تعرض الرئيس لجلطة دماغية نقل على إثرها للعلاج بمستشفى “فال دوجراس” بباريس، وبعد عودته في يوليو من السنة نفسها مارس مهامه دون الظهور في نشاط ميداني يتطلب جهدا بدنيا بحكم أنه ما زال يتنقل على كرسي متحرك.

وساد غموض في بداية العام الحالي حول ترشح بوتفليقة لولاية رابعة، ليقرر الأخير التقدم لسباق الرئاسة الذي جرى يوم 17 أبريل الماضي في خطوة تعد سابقة في تاريخ البلاد، بحكم أنه لم يشارك في حملته الدعائية وأناب عنه مسؤولين وقادة أحزاب تدعمه.

كما ظهر يوم الاقتراع وهو يدلي بصوته على كرسي متحرك ليتكرر نفس المشهد بعد أيام في حفل أدائه اليمين الدستورية كرئيس لولاية رابعة.

وصاحب هذه المحطات السياسية تبادل للتهم بين المعارضة التي تعتبر ترشح الرئيس وفوزه رغم المرض “خرقا للدستور”، بحكم أنه غير قادر على الحكم، وأحزاب الموالاة التي تردد في كل مرة أن بوتفليقة “يتمتع بكل قواه العقلية ووضعه الصحي لم يؤثر على أداء مهامه الدستورية”.

وأطلق الرئيس الجزائري وسط هذا الجدل في يونيو الماضي مشاورات مع الأطراف السياسية لإعداد دستور توافقي، لكن أغلب أطراف المعارضة قاطعتها واعتبرتها “هروبا للأمام ومحاولة من النظام لربح الوقت والالتفاف على مطالب التغيير الحقيقي”.

وكان هذا الوضع السياسي “نعمة” على المعارضة التي نجحت لأول مرة في جمع أحزاب وشخصيات مستقلة في تحالف واحد أعلن عن تأسيسه في سبتمبر الماضي سُمي “هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة” للضغط على النظام الحاكم.

ووجه هذا التحالف في نوفمبر الماضي “نداء” للجزائريين للمساهمة في التغيير، ورفع سقف المطالب بالدعوة إلى “تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة نظرا لوجود شغور في رئاسة الجمهورية”، وهو مطلب ردت عليه أحزاب الموالاة بأنه “طعن في شرعية الصندوق، وأن انتخابات الرئاسة ستكون عام 2019 بعد انتهاء ولاية الرئيس”.

من جهتها خرجت مؤسسة الجيش عن صمتها في مقال نشرته مجلة الجيش الشهر الجاري بشأن مطلب المعارضة تنظيم انتخابات مبكرة وحياد الجيش، بالقول “حري بهؤلاء عدم الزج بالجيش في الشأن السياسي، وعدم استغلال تمسكه بمهامه الدستورية للطعن في شرعية مؤسسات الدولة”.

ووسط هذا الاستقطاب بين المعارضة والموالاة اقترح حزب جبهة القوى الاشتراكية الذي يوصف بأنه أقدم حزب معارض، عقد مؤتمر “الإجماع الوطني” لجمع كل الأطياف السياسية من أجل مشروع سياسي موحد في 23 و24 فبراير 2015.

وربما لم يخطف الأضواء من صحة الرئيس في 2014 سوى كوارث الطيران، فخلال أقل من 10 أشهر، وقعت خمسة حوادث طائرات جزائرية مدنية وعسكرية، لقي فيها أكثر من 200 شخص، معظمهم عسكريون، مصرعهم، مما دفع زارة الدفاع لتشكيل لجنة تحقيق في أسباب هذه الحوادث.