كرسي سوريا الشاغر.. دعوة للقتل

سيطرت القضية السورية وما يعانيه شعبها من قتل وتشريد على يد نظام بشار الأسد في دمشق، على مشهد الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في الكويت أمس.
سيطرت القضية السورية وما يعانيه شعبها من قتل وتشريد على يد نظام بشار الأسد في دمشق، على مشهد الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في الكويت أمس.

الثلاثاء - 25 مارس 2014

Tue - 25 Mar 2014





سيطرت القضية السورية وما يعانيه شعبها من قتل وتشريد على يد نظام بشار الأسد في دمشق، على مشهد الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في الكويت أمس.


وفيما أثار إبقاء مقعد دمشق شاغرا بعد سنة من منحه للمعارضة في قمة الدوحة، استياء عدد من الدول، في مقدمتها السعودية والائتلاف السوري المعارض، اللذان وصفا الخطوة بأنها رسالة سيرى فيها النظام السوري دعوة للقتل، بررت الأمانة العامة للجامعة العربية ذلك بضرورة استكمال الائتلاف خطوات تنفيذية مطلوبة منه.


الموقف السعودي كان واضحا عندما انتقد ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز عدم منح المقعد للمعارضة، وقال «إننا نستغرب كيف لا نرى وفد الائتلاف يحتل مكانه الطبيعي في مقعد سوريا بعد أن منح هذا الحق في القمة السابقة التي عقدت في الدوحة العام الماضي»، داعيا إلى تصحيح هذا الوضع عبر اتخاذ قرار من شأنه توجيه رسالة قوية إلى المجتمع الدولي ليغير من تعامله مع الأزمة السورية.


واستمرار للموقف السعودي المعلن طالب الأمير سلمان بتغيير ميزان القوى على الأرض في الصراع السوري، وقال «إن الخروج من المأزق السوري يتطلب تحقيق تغيير ميزان القوى على الأرض ومنح الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية ما يستحقون من دعم ومساندة».


من المتوقع أن القمة ستوافق على مزيد من العمل الإنساني لإغاثة ضحايا الحرب الأهلية الجارية في سوريا والتي فرضت ضغوطا هائلة على دول الجوار التي تستضيف اللاجئين السوريين. 


ولكن السؤال هنا إلى متى سيقتصر دور المجتمع الدولي على تقديم المساعدات دون العمل على علاج المشكلة من جذورها؟ ومتى سيتخلى المجتمع الدولي عن خداع المعارضة السورية كما وصف ذلك ولي العهد السعودي في كلمته؟


الأكيد أن استمرار المشهد السوري على ما هو عليه طوال العامين الماضيين أفرز جميع السلبيات التي نراها اليوم، من وجود تنظيمات خارجة على القانون استباحت الأرض السورية كما استباحت أراض أخرى في أعوام سابقة. 


وسيظل الوضع على ما هو عليه حتى تتوفر لدى هذا المجتمع الرغبة الصادقة والأكيدة على إنهاء معاناة ملايين السوريين ممن هجروا من بيوتهم إلى دول الجوار.. فهل ستكون هناك خطوات حازمة للحد من هذا النزف أم ستستمر المساعدات الداعمة لنظام الأسد لإراقة مزيد من الدم السوري؟