كوبا وتركيا والشعور الذي لا يحتمل بالوحدة

يحتاج المرء إلى شجاعة كي يتقبل الفشل. الرئيس الأمريكي باراك أوباما أثبت للعالم أنه يستطيع أن يتعلم من الحقائق ويتخلى عن السياسة الفاشلة منذ زمن بعيد – لأن السياسة الأمريكية تجاه كوبا كانت كارثة، من بقايا القرن الـ21.

يحتاج المرء إلى شجاعة كي يتقبل الفشل. الرئيس الأمريكي باراك أوباما أثبت للعالم أنه يستطيع أن يتعلم من الحقائق ويتخلى عن السياسة الفاشلة منذ زمن بعيد – لأن السياسة الأمريكية تجاه كوبا كانت كارثة، من بقايا القرن الـ21.

الثلاثاء - 23 ديسمبر 2014

Tue - 23 Dec 2014



يحتاج المرء إلى شجاعة كي يتقبل الفشل. الرئيس الأمريكي باراك أوباما أثبت للعالم أنه يستطيع أن يتعلم من الحقائق ويتخلى عن السياسة الفاشلة منذ زمن بعيد – لأن السياسة الأمريكية تجاه كوبا كانت كارثة، من بقايا القرن الـ21. إن بلدا لديه مشاكل غير محلولة من القرن الماضي لا يستطيع أن يعيش الحاضر. أوباما أظهر للأمريكيين أنه يستطيع أن يكون قدوة في تصرفاته.

أما تركيا فإنها ليست فقط مثقلة بأعباء مشاكل من القرن العشرين، لكن بعضها مستمر منذ القرن الـ19. مثل هذا البلد لا يستطيع أن يكون ذا قيمة إقليمية من أي مستوى. نحن بحاجة ماسة لتقبل تاريخنا وجوارنا. ولكن يبدو أننا ذاهبون في الاتجاه المعاكس. لا يكفي أننا لا نعالج هذه المشاكل، بل إننا نختلق مشاكل جديدة. كنا نشتكي في السابق أن الأمريكيين يطلبون منا أن نصلح أمورنا مع جيراننا بدلا من حل الالتفات إلى مشاكلهم الخاصة.

ليس هناك رحلات طيران مباشرة إلى كوبا لأن الأمريكيين لم يكن يسمح لهم بالسفر إلى هناك. في هذا العصر الذي يتميز بالتواصل المستمر، الهواتف الجوالة الأمريكية لا تعمل في كوبا لأنه لا توجد اتفاقية تجوال بين شركات البلدين.

الآن قرر أوباما أن يتابع الطريق الذي توقف فيه أسلافه منذ نصف قرن تقريبا. فكروا في الأمر: كل رئيس منذ كندي اختار الاستمرار في الحصار الاقتصادي الذي كان يفترض أن يجعل كاسترو يركع. وفي هذه الأثناء كانت هناك أدلة متراكمة على فشل هذه السياسة. جيمي كارتر أراد أن يستأنف العلاقات مع هافانا شريطة أن تسحب قواتها من أنجولا. لكن كاسترو رفض ذلك. بعد عشرين عاما من الحصار، أصبحت العزلة وسام شرف بالنسبة لكوبا.

هناك جزيرة أخرى صراعها مجمد أيضا هي قبرص. في اللحظة التي هبطت فيها طائرتي في مطار لارنكا، أحسست بأنني وحيد تماما في هذا العالم. ذلك لأنني كنت أعرف أنني لا أستطيع تشغيل هاتفي الجوال لقراءة بريدي الالكتروني. جوالي فيه شريحة تركية ولذلك يصبح بلا فائدة في جنوب قبرص اليونانية لأن تركيا لا تعترف بها ولذلك لا تستطيع شركة الاتصالات التركية عقد اتفاقات مع نظيراتها في قبرص اليونانية.

نيقوسيا الجنوبية ليست العاصمة الوحيدة التي لديها خصومة مع تركيا. نحن اعترفنا رسميا بجمهورية أرمينيا في 1991، لكننا لم نقم بتطبيع علاقاتنا الدبلوماسية معها. علاقاتنا مع تل أبيب سيئة. والآن القاهرة أيضا على لائحة الخصومات. أما دمشق فإن لها حكايتها الخاصة. في واقع الأمر، العاصمة الوحيدة في بلاد الشام التي لتركيا سفير فيها هي بيروت. لدينا مبعوث برتبة سفير في فلسطين أيضا، وهو موجود في القدس. لماذا تتزايد قائمة جيراننا الغاضبين؟ لماذا نحن على خلاف مع بعضنا بعضا؟ ماذا نستطيع أن نفعل لنمنع توسع تلك الدائرة؟ ربما علينا أن نغير طريقة تعاملنا معهم.



- أكاديمي ومحلل سياسي تركي (حرييت ديلي نيوز)