قضية الحريري: حتى تأخذ العدالة مجراها

انطلاق محاكمة 4 عناصر من حزب الله اللبناني متهمين باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، غيابيا أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قرب لاهاي بعد غد، يجدد التأكيد على حقيقة أن يد العدالة ستطال الجناة ولن تسقط القضية بالتقادم.

انطلاق محاكمة 4 عناصر من حزب الله اللبناني متهمين باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، غيابيا أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قرب لاهاي بعد غد، يجدد التأكيد على حقيقة أن يد العدالة ستطال الجناة ولن تسقط القضية بالتقادم.

الثلاثاء - 14 يناير 2014

Tue - 14 Jan 2014



انطلاق محاكمة 4 عناصر من حزب الله اللبناني متهمين باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، غيابيا أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قرب لاهاي بعد غد، يجدد التأكيد على حقيقة أن يد العدالة ستطال الجناة ولن تسقط القضية بالتقادم. وعلى الرغم من مرور 9 سنوات على حادثة تفجير موكب الحريري في بيروت والتي أدت لانسحاب القوات السورية من لبنان بعد وصاية استمرت نحو 3 عقود، سيبدأ الادعاء أخيرا في تقديم عناصر الاتهام. وستبدأ المحكمة التي تأسست في 2007، جلساتها في غياب المتهمين الذين لا يزالون متوارين عن الأنظار، مما يؤكد الإصرار على ملاحقة الجناة مهما كلف الأمر.

لقد سبق أن أطلق الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قبل أشهر عدة دعوة للبنانيين لحثهم على وقف التعاون مع التحقيق الدولي بشأن اغتيال الحريري، في محاولة لتقويض العدالة. وكانت تلك الدعوة المشبوهة قد تزامنت مع حادثة الهجوم على فريق المحققين الدوليين في الضاحية الجنوبية ببيروت حينذاك لصب الزيت على نار الخلافات السياسية بين الفرقاء اللبنانيين.

بالنظر إلى تصاعد الأحداث حاليا في لبنان وسرعة وتيرتها، فإن خطورة ما يجري ينذر بدخول الأزمة فصلا جديدا يمكن أن ينتقل من مرحلة الحرب الكلامية بين حزب الله من جهة والمحكمة الدولية من جهة أخرى، إلى مرحلة أكثر خطورة. وحدوث مثل هذا السيناريو القابل للتحقق، سيدفع بالبلاد إلى مصير مجهول.

لقد كان من الواجب على حزب الله أن يعي استحقاقات الانخراط في العملية السياسية ومن ثم النأي عن عرقلة سير التحقيقات في القضية، إذ إن المحكمة ستواصل التعاون مع الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي سواء وافق الحزب أم لا.

إن تحقيق العدالة يفرض على المجتمع الدولي كله توفير أنواع الدعم كافة للمحكمة الخاصة بلبنان حتى يتم طي قضية الحريري بعد فك رموزها وتحديد المتورطين فيها وتوقيع الجزاء الرادع بحقهم وتبرئة من لا تثبت إدانته أمام المحكمة. ومن مصلحة الجميع أن يدعوا العدالة تأخذ مجراها الطبيعي، لأن سعي أصحاب المصالح للتشويش عليها وإخفاء معالم الجريمة لن يكون مجديا وستظهر الحقيقة مهما طال الوقت.

كذلك يجب التنبه للفخاخ التي ظل ينصبها أعداء لبنان لعرقلة أي مساع للتسوية الداخلية، إذ إن جهات عديدة تقتضي مصالحها الحفاظ على جذوة التوتر والانفلات الأمني متقدة على الدوام. ومثل هذه المؤامرات المفضوحة ظلت للأسف تجد طريقها للتنفيذ مما يعني أن الأصابع التي تعبث بالملف اللبناني لا تزال فاعلة رغم الزخم الإقليمي والدولي الذي ظل يحيط بمجريات الأحداث في هذا البلد منذ سنوات.



مكة