في غزة.. أنتيكا عثمانية يطمسها الحصار

يعلّق التاجر أشرف المملوك قطعا أثرية قديمة يزيد عمر بعضها عن المئة عام، على واجهة أحد محلات بيع القطع الأثرية القديمة (الأنتيكا) شرقي غزة، ويضيف إلى الواجهة قطعا حديثة العهد مصنوعة من النحاس الأحمر على الطرازين الفلسطيني والمصري القديمين

يعلّق التاجر أشرف المملوك قطعا أثرية قديمة يزيد عمر بعضها عن المئة عام، على واجهة أحد محلات بيع القطع الأثرية القديمة (الأنتيكا) شرقي غزة، ويضيف إلى الواجهة قطعا حديثة العهد مصنوعة من النحاس الأحمر على الطرازين الفلسطيني والمصري القديمين

السبت - 22 مارس 2014

Sat - 22 Mar 2014



يعلّق التاجر أشرف المملوك قطعا أثرية قديمة يزيد عمر بعضها عن المئة عام، على واجهة أحد محلات بيع القطع الأثرية القديمة (الأنتيكا) شرقي غزة، ويضيف إلى الواجهة قطعا حديثة العهد مصنوعة من النحاس الأحمر على الطرازين الفلسطيني والمصري القديمين.

وتلفت انتباه الزائرين لمحل المملوك، تلك الأباريق النحاسية المغبّرة، مختلفة الأحجام، والمصطفة بجانب بعضها بعضا بطريقة فنية، إلى جانب القطع النقدية العثمانية القديمة، والصناديق الخشبية المصنوعة حديثا على الطراز العثماني.

ويهتم المملوك كغيره من أصحاب المحلات المختصة ببيع القطع القديمة في غزة، بترتيب هذه الأشكال وتنميقها، في وقت يعتبر فيه كثير من المواطنين شراء مثل هذه القطع “كماليات” في ظل الحصار الخانق الذي يعيشه القطاع، والوضع الاقتصادي المتردي، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.

وبينما كان يتحدث مع الأناضول، أشار المملوك بإصبعه إلى قطعة نقدية مغبرة، نقش عليها عبارة “في القسطنطينية عام (1255) هجري”، مشيرا إلى أن عمر هذه القطعة النقدية يزيد عن 250 عاما، وتعود للعهد العثماني، حيث كانت تسمّى قديما بـ “الطُرة العثمانية”.

وكان المملوك، قد بدأ رحلته في بيع الأنتيكا منذ 17 عاما، حيث كان في ذلك الوقت يهوى تجميع القطع الأثرية والتاريخية القديمة، على حد قوله.

 وحول كيفية إحضار مثل هذه القطع من الخارج إلى قطاع غزة، يقول: إن ذلك يتم من خلال تجار الملابس، وذلك عبر معبر كرم أبو سالم (جنوب شرق القطاع) والخاضع للسيطرة الإسرائيلية.

 ويوضح: “نقوم بتوصية تاجر الملابس بجلب قطع معينة من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 (إسرائيل)، ويكون لهذه القطع التاريخية علاقة مباشرة بالتاريخ الفلسطيني الأصيل”، لافتا إلى أنه جرى إدخال وعاء مصنوع من النحاس الأحمر يزيد عمره عن 100 عام، حيث كان الفلسطينيون يستخدمونه لسكب الحليب.

إلى جانب هذه القطع، يعرض المملوك بعض الصناديق الخشبية المصنوعة حديثا على الطراز العثماني، بالإضافة إلى “درع”، و”خوذة إسلامية” يعود عمرهما إلى ما قبل 80 عاما، حيث كانت تستخدم في تمثيل الحروب العثمانية.

ويعد المثقفون الفئة التي ترتاد محلات بيع القطع القديمة في قطاع غزة -بحسب المملوك- الذي يقول: “إن هذه الفئة تهتم بالتاريخ الفلسطيني، وتميل للاحتفاظ بالقطع الأثرية، بالإضافة إلى الفئة “الهاوية” التي ترى في جمع هذه القطع “خطوة جيدة على صعيد امتلاك المميز”.