آل عبية.. 50 عاما في صنع المشاريب
على الرغم من كبر سنه وضيق فوهة التنفس بمحله بحي أبا السعود، إلا أن محمد سالم آل عبية ما زال يمارس تلك الحرفة التي حمته وأبناءه التسعة من الفاقة وذل السؤال،ففي سوق الجلديات ذي الشهرة الواسعة بنجران،
على الرغم من كبر سنه وضيق فوهة التنفس بمحله بحي أبا السعود، إلا أن محمد سالم آل عبية ما زال يمارس تلك الحرفة التي حمته وأبناءه التسعة من الفاقة وذل السؤال،ففي سوق الجلديات ذي الشهرة الواسعة بنجران،
الجمعة - 21 مارس 2014
Fri - 21 Mar 2014
على الرغم من كبر سنه وضيق فوهة التنفس بمحله بحي أبا السعود، إلا أن محمد سالم آل عبية ما زال يمارس تلك الحرفة التي حمته وأبناءه التسعة من الفاقة وذل السؤال،ففي سوق الجلديات ذي الشهرة الواسعة بنجران، يحتضن آل عبية معروضاته من الجلود التي قام بصنعها، فهو لم يفارقها منذ أن امتهن هذه الحرفة وهو في السادسة عشرة من عمره،ويحكي كيف أنه تعلم صناعة الجلود من والده كبديل يعوضه عن أميته، حيث إنه لم يلتحق بأي مدرسة، مما جعل محله ومهنته وجيرة أصدقائه الباعة في السوق على مدى سبعين عاما، هي عمره، كل حياته التي اعتاد عليها.
«أسلف اثنين وأقضي اثنين»..عبارة ظل يرددها خلال حديثه لـ»مكة» وعنها يقول: أقضي دين والديَّ بالتصدق لهما بين الفينة والأخرى، ويعين اثنين من فلذات كبده، حيث شق عليه حالهما في ظل مرارة الحياة وصعوبة مسايرة متطلباتها المتزايدة.
هذا الرجل المسن لا يبيع سوى «المشاريب» التي يتقن صناعتها.
والمشراب وعاء جلدي يستخدم لحفظ الماء وشربه، ويصنع من جلود الماشية المدبوغة التي يحصل عليها من المسالخ القريبة من «دكانه» أو من بعض الشعاب النجرانية، حيث تتم دباغتها بواسطة القرظ ـ ثمار شجرة معروفةـ الذي يستورد حالياً من اليمن.
والمشاريب لم تمحُ كإرث حضاري حتى اليوم، حيث ما يزال الأهالي في نجران يحرصون على اقتنائها ووجودها في منازلهم، خاصة أنها تعيدهم لأيام خلت منذ عقود، من خلال مذاق الماء المعتق بماضي أجدادهم.