حتى لا تكون فتنة

تصدّر قرار كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين بسحب سفرائهم الأسبوع قبل الماضي اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية المحلية والعربية والدولية، ويرجع السبب في ذلك إلى عدة عوامل،

تصدّر قرار كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين بسحب سفرائهم الأسبوع قبل الماضي اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية المحلية والعربية والدولية، ويرجع السبب في ذلك إلى عدة عوامل،

الاثنين - 17 مارس 2014

Mon - 17 Mar 2014



تصدّر قرار كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين بسحب سفرائهم الأسبوع قبل الماضي اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية المحلية والعربية والدولية، ويرجع السبب في ذلك إلى عدة عوامل، يأتي في مقدمتها ما تمثله منطقة الخليج العربي من ثقل سياسي واقتصادي، وثانياً أن هذه الدول أعضاء في مجلس التعاون الخليجي، وثالثاً بسبب سخونة الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية حالياً.

ويدرك المتابع لتطور الأحداث مدى صبر قادة هذه الدول الثلاث وبالذات المملكة العربية السعودية التي تحملت من الاستفزاز والتحرش والمضايقات والتدخلات القطرية الشيء الكثير، ويرجع البعض ذلك إلى تطلع القيادة القطرية إلى منافسة المملكة ومحاولة سحب جزء من نفوذها وتأثيرها في الساحات العربية والإقليمية والدولية.

ومهما يكن من أمر فإن المقارنات ظالمة للمملكة العربية السعودية وتاريخها يشهد لها بما تقوم به من دور تاريخي محوري ينطلق من ثوابت راسخة مستمدة من الكتاب والسنة وموقعها الاستراتيجي، وما تضمه من أقدس بقعتين جعلتاها مهوى أفئدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ووقوفها الدائم مع قضايا العرب والمسلمين دون أدنى مطامع سياسية أو اقتصادية هو منهجها وقرارها، وتاريخها الحافل الإيجابي يشهد بذلك، ولن تنسى دول الخليج العربي والعرب والعالم عموما عندما تصدت المملكة العربية السعودية لأبشع عدوان عرفه التاريخ وهو احتلال العراق لدولة الكويت، وكيف فتحت المملكة أراضيها ومجالاتها الجوية والبحرية والبرية لقادة وأبناء الكويت الشقيقة طوال عام كامل، بل عاملتهم معاملة المواطن، وقبل هذا وقوفها المشرف في القضية الفلسطينية، ودورها التاريخي في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية، وارتباط إحدى مدن المملكة العربية السعودية بهذا الحل، وهي الطائف، وكذلك دورها في محاولة حل القضايا الأفغانية والصومالية واليمنية وأخيراً القضيتين السورية والمصرية، ولم يعرف عن قادة المملكة العربية السعودية أي دور تآمري أو تخريبي أو إفسادي، في حين نجد أن أهم المآخذ على القيادة القطرية هو إتقانها لهذا الدور والوقائع تثبت ذلك، وقد قابل قادة هذه البلاد تلك المواقف السلبية القطرية المؤلمة بصبر وحلم وحكمة، ولكن اتق الحليم إذا غضب، وأرجو أن يدرك قادة قطر خطورة اللعب بالنار وتسليط بعض القنوات الفضائية مثل: الجزيرة والحوار لبث الشائعات والافتراءات من الأكاذيب، وكلنا يدرك الدور الإعلامي المؤثر وما تمثله صناعة الإعلام من خطر داهم، وكيف أسهم في زعزعة وسقوط بعض الأنظمة.