القاعدة تخطف روح الثورة السورية

عمت البهجة اللاجئين السوريين في بلدة كيليس التركية الحدودية عندما سمعوا أنباء تحرير بلدتهم أعزاز من مقاتلي القاعدة الذين أخضعوهم لنظام يستخدم التعذيب والإعدام بقطع الرأس في العلن

عمت البهجة اللاجئين السوريين في بلدة كيليس التركية الحدودية عندما سمعوا أنباء تحرير بلدتهم أعزاز من مقاتلي القاعدة الذين أخضعوهم لنظام يستخدم التعذيب والإعدام بقطع الرأس في العلن

الجمعة - 14 مارس 2014

Fri - 14 Mar 2014



عمت البهجة اللاجئين السوريين في بلدة كيليس التركية الحدودية عندما سمعوا أنباء تحرير بلدتهم أعزاز من مقاتلي القاعدة الذين أخضعوهم لنظام يستخدم التعذيب والإعدام بقطع الرأس في العلن.

ورأى السوريون الذين ثاروا قبل ثلاث سنوات على حكم عائلة الأسد أن العيش تحت حكم المتشددين الذين قالوا إنهم جاؤوا لحمايتهم من فظائع الأسد أسوأ حتى من العيش تحت حكم الأسد نفسه.

ولا يرجح مسار الحرب حتى الآن كفة أي من الجانبين، لا الأسد ولا المعارضة المسلحة - لكن معارضيه الأجانب يتزايد شعورهم بأن المعركة من أجل سوريا أضحت عملية ذات محورين حيث لا تقل هزيمة الجهاديين أهمية عن الإطاحة بالأسد.

وفي مقابلات، تحدث السوريون النازحون من المناطق التي سقطت تحت سيطرة الجماعات المرتبطة بالقاعدة عن الطريقة التي فرض بها الجهاديون على غيرهم من المسلمين تفسيرهم القاسي والمتسم بالعنف في كثير من الحالات للإسلام.

وكان كثير من السوريين يأملون عندما بدأت الانتفاضة في مارس 2011 ضمن موجة انتفاضات الربيع العربي إما في الإصلاح أو في نهاية سريعة لحكم الأسد.

ولكن بعد مرور ثلاث سنوات ما زال الأسد في السلطة وتعرض مواطنوه للغازات السامة والتجويع والنفي والقصف مع بقاء مرتكبي كل هذه الأعمال بمنأى عن العقاب.

إذ سرعان ما وجد كثير ممن نجحوا في البداية من تحرير أجزاء كبيرة من شمال سوريا من سيطرة الحكومة أنفسهم تحت نير جهاديين أجانب.

واجتذب الصراع السوري مقاتلين أجانب يفترض أنهم احتشدوا للوقوف مع إخوانهم ضد الأسد، لكنهم وجهوا بنادقهم نحو جماعات المعارضة المنافسة.

والأولوية بالنسبة إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي يستلهم نهج القاعدة هي كما صرح أحد مقاتليه إقامة خلافة إسلامية في الشرق الأوسط على أعتاب أوروبا وليس محاربة الأسد.

ويتسم الوضع في مناطق شمال سوريا وشرقها بالفوضى، حيث تتوزع فيها عشرات من جبهات القتال التي يتواجه فيها مقاتلو المعارضة مع القوات الحكومية أو مع جهاديين متطرفين.

وفي الوقت نفسه شهدت المنطقة حملة على الدولة الإسلامية في العراق والشام التي انسحبت إلى معاقلها المتاخمة لحدود العراق، وهي حملة لم تقتصر المشاركة فيها على الجماعات المعتدلة والجماعات الإسلامية المنتمية للتيار الرئيس للإسلام السياسي، بل وشارك فيها المقاتلون المنافسون المرتبطون بالقاعدة مثل مقاتلي جبهة النصرة التي تتألف في أغلبها من سوريين وتركز على محاربة الحكومة.

ويقدر أحد الخبراء عدد مقاتلي القاعدة في سوريا بنحو 25 ألفا وعدد الأجانب بعشرةآلاف أجنبي، ألفان منهم من أوروبا.

وفي داخل سوريا يتحدث السكان عن غياب القانون والترويع وعن حالة من الفوضى وانهيار سلطة الدولة.

وكان تدفق الجهاديين على البلاد نذيرا فيما بدا بتغير الموازين في غير صالح الأسد، لكن واقع الأمر أنه جلب المشاكل للسوريين الذين يعيشون في مناطق سيطرة المعارضة وشوه قضيتهم بربطها بالإرهاب.

وإفادات من عاشوا هذا الواقع مروعة، ويستعيد عبدالله خليل وهو ناشط عمره 25 عاما وطالب يدرس الشريعة، ذكرى الفرح بتحرير أعزاز 2011.

وقال “حررنا أعزاز في رمضان 2011.

فرحنا كتير وبدأنا نشتغل على تنظيم البلاد والإغاثة لحد ما بدأ المهاجرون يوصلوا”.

وأضاف “أول شيء دخلوا على أعزاز وعملوا معسكرات وكانت بقيادة مهاجر من مصر معروف بأبو عبيدة المهاجر... كان يدرب الشباب على السلاح.

أول شيء قال في المظاهرة ممنوع التصفيق ثم اغتالوا مرشد الثورة الشيخ يوسف لأنه كان معتدل”.

ويصف بعض النشطاء نزاعا داخل القاعدة، ويقولون إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بقيادة العراقي المخضرم أبو بكر البغدادي حاول في إطار ذلك النزاع السيطرة على جبهة النصرة التي يقودها أبو محمد الجولاني لكن أيمن الظواهري رفض.

وقالوا إن المقاتلين السوريين ظلوا مع الجولاني وجبهة النصرة، لكن الأمر انتهى بأعزاز إلى الوقوع تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف اختصارا باسم داعش.

وعندها عرف أهل المنطقة ما الذي تعنيه الأعلام السوداء التي يرفعها الجهاديون الساعون لإقامة الخلافة.