الأخوات المسلمات.. كلمة السر في مظاهرات الإخوان

جاء قرار عزل الرئيس المصري محمد مرسي عن منصبه في الثالث من يوليو الماضي ليكشف الستار عن الدور الذي طالما لعبه فرع «الأخوات المسلمات» داخل جماعة الإخوان المسلمين، وهو الدور الذي ظل خافيا على كثيرين منذ تأسيس الجماعة له في 26 أبريل 1933 برئاسة لبيبة أحمد، أي بعد أكثر من خمس سنوات فقط من تأسيس الجماعة على يد حسن البنا في مارس 1928.
جاء قرار عزل الرئيس المصري محمد مرسي عن منصبه في الثالث من يوليو الماضي ليكشف الستار عن الدور الذي طالما لعبه فرع «الأخوات المسلمات» داخل جماعة الإخوان المسلمين، وهو الدور الذي ظل خافيا على كثيرين منذ تأسيس الجماعة له في 26 أبريل 1933 برئاسة لبيبة أحمد، أي بعد أكثر من خمس سنوات فقط من تأسيس الجماعة على يد حسن البنا في مارس 1928.

الاثنين - 13 يناير 2014

Mon - 13 Jan 2014


جاء قرار عزل الرئيس المصري محمد مرسي عن منصبه في الثالث من يوليو الماضي ليكشف الستار عن الدور الذي طالما لعبه فرع «الأخوات المسلمات» داخل جماعة الإخوان المسلمين، وهو الدور الذي ظل خافيا على كثيرين منذ تأسيس الجماعة له في 26 أبريل 1933 برئاسة لبيبة أحمد، أي بعد أكثر من خمس سنوات فقط من تأسيس الجماعة على يد حسن البنا في مارس 1928.

وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، قادت عضوات الإخوان عددا من الفعاليات سواء من خلال المظاهرات التي شاركت فيها نساء الإخوان اعتراضا على الإطاحة بمرسي، أو من خلال تشكيل حركات نسائية مثل «طالبات ضد الانقلاب» و»نساء ضد الانقلاب» و»ألتراس بنات أزهري» و»حركة 7 الصبح» واللائي قضت محكمة الجنح بحبس 14 منهن 11 عاما، قبل أن يتم تخفيف الحكم الصادر بحقهن إلى السجن لمدة عام مع إيقاف التنفيذ، بعدما أثار موجة انتقادات في الشارع المصري على اختلاف توجهاته.

وقال اللواء رفعت عبد الحميد، خبير العلوم الجنائية، في حديث لـ»مكة»، إن عنف «الأخوات» يسمى علميا بـ»جرائم المرأة بعد الثورات»، مضيفا أن «هذا النوع من العنف أمر معلوم تعيشه البلدان بعد مرورها بالثورات، وهو عنف يكون أكثر شراسة من عنف الرجال، حيث ترتكب المرأة جرائم الاغتيالات مستفيدة من طبيعة المجتمع المحيط بها، بداية من تنفيذ العمليات الانتحارية، كما هو الحال بالنسبة للنساء في الشيشان، وانتهاء بوضع السموم داخل ما يعرف بواجب الضيافة، مرورا بإخفاء الأسلحة الكاتمة للصوت في ملابسهن».

ويقول الخبير الأمني العميد محمود قطري لـ»مكة»، «إن الدور الذي تقوم به عضوات الإخوان من مظاهرات تصل إلى حد ممارسة العنف، ليس وليد اليوم، ولكنه نتاج للعديد من العوامل، أهمها الضربات الموجعة التي وجهتها قوات الأمن إلى قادة الإخوان من الرجال، وكذلك تربيتهن داخل التنظيم والتي تقوم على السمع والطاعة وتنفيذ الأوامر حتى لو كانت تلك الأوامر لا تتفق مع طبيعة المرأة، بالإضافة إلى رغبة الإخوان في استغلال المزاج العام للمجتمع المصري الذي يرفض الاعتداء على المرأة، وهو ما تمثل في استخدام الإخوان للمرأة كدروع بشرية أثناء المظاهرات التي تبعت الإطاحة بمرسي من حكمه».

وتقول عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، «إن حالة العنف الذي تمارسه العناصر النسائية في تنظيم الإخوان هي نتاج سنوات طويلة من التربية داخل الجماعة، مما جعلهن أشبه بقنابل موقوتة تنتظر الانفجار، وهو ما تمثل في اعتداء طالبات الإخوان على أساتذتهن في جامعات الأزهر، أو في مشاهدة الأمهات من عناصر الإخوان لأطفالهن وهم يرتدون الأكفان في المسيرات التي طالت العديد من المدن والقرى».

ويذهب أبو الفضل الإسناوي، الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، في تصريحاته لـ»مكة»، إلى «أن الهيكل التنظيمي لقسم النساء بجماعة الإخوان

لا يكون واضحا ومعلوما للعامة، فكل امرأة تنتمي لأسرة، ولهذه الأسرة واحدة أخرى مسؤولة عنها، وبقية التفاصيل غير معلومة إلا للخاصة، لأن المبدأ المتبع داخل التنظيم النسائي هو سرية التفاصيل والمعلومات التي تكون متاحة للخاصة، وهن زوجات وبنات إخوان كبار، أما «العامة» من باقي النساء، فليس متاحا لهن أي شيء، لأن التنظيم النسائي داخل الجماعة تسيطر عليه فكرة تكريس الطبقية بينهن، فالتصعيد داخل التنظيم النسائي للجماعة من أسرة لأخرى أعلى يتم لمن استطاعت أن تثبت ولاءها وطاعتها العمياء لقيادات الجماعة، والتزامها بالقواعد المنصوص عليها».

في المقابل، تقول الدكتورة هدى غنية، القيادية بجماعة الإخوان وعضو مجلس سابق عن حزب الحرية والعدالة في تصريحات لـ»مكة» «إن اعتماد جماعة الإخوان على الأخوات زاد بعد يوم 30 يونيو، وخاصة بعد اعتقال عدد كبير من قيادات الجماعة، حيث أصبح واجبا على الأخوات أن يقدن حركة التظاهرات، لكن هذا لا يعني أن الأخوات لم يكن لهن دور على مستوى عمل الجماعة، فقبل 25 يناير كانت الجماعة تنزل إلى الشارع بمفردها، ولم يكن من الضروري نزول الفتيات كما هو الحال الآن»، وتابعت «بعد ثورة 25 يناير، واكبت الأخوات حالة النشاط الكبير التي سادت المجتمع المصري، وكان للأخوات دور بارز في المظاهرات، ولا ننسى مشاركة أسماء البلتاجي في الأنشطة التي صاحبت 25 يناير وما بعدها، وظلت تشارك حتى توفيت في فض قوات الأمن لاعتصامي النهضة ورابعة العدوية في 14 أغسطس 2013».