حين تكذِب المرايا، فلا تصدّق أي شيء!

قبل مدة اتصلت بي المدرسة التي تدرس فيها ابنتي وأخبروني أنها مريضة ـ أي ابنتي طبعا وليست المدرسة ـ وأنه يجب علي أن أتوجه إليهم لأخذها، وبالفعل ذهبت واتصلت

قبل مدة اتصلت بي المدرسة التي تدرس فيها ابنتي وأخبروني أنها مريضة ـ أي ابنتي طبعا وليست المدرسة ـ وأنه يجب علي أن أتوجه إليهم لأخذها، وبالفعل ذهبت واتصلت

الخميس - 25 ديسمبر 2014

Thu - 25 Dec 2014



قبل مدة اتصلت بي المدرسة التي تدرس فيها ابنتي وأخبروني أنها مريضة ـ أي ابنتي طبعا وليست المدرسة ـ وأنه يجب علي أن أتوجه إليهم لأخذها، وبالفعل ذهبت واتصلت من أمام المدرسة وأخبروني أنها خرجت ولم تعد موجودة في داخل المدرسة، لكنني لم أجدها في الخارج، وكلما أعدت الاتصال أخبروني أنها خرجت منذ مكالمتي الأولى، وبعد أن انفعلت وغضبت وشتمت كل من كان في طريقي وكل من في المدرسة اكتشفت أنني أقف وأنتظر أمام مدرسة أخرى لا علاقة لها بمدرسة ابنتي!

وقد خرجت من هذه القصة بعدة فوائد، أولها أن قدراتي كأب أصبحت محل شك، لكن هذا ليس أمراً مهما لأنه مما عم به البلاء فأغلب الآباء يشبهونني في هذه النقطة.

أما الأمر الآخر فهو اكتشافي أن لدي قدرة على الإقناع لا بأس بها، فقد بدأت المدرسة تقتنع بكلامي وأنهم هم السبب في اختفاء ابنتي، لدرجة أن حديثي معهم لو امتد لفترة أطول لأعطوني بدل فاقد!

أما الأمر الأقل أهمية في هذه القصة فهو أننا كثيراً ما نبني تصوراتنا وانفعالاتنا ومواقفنا من الأشخاص والكائنات والأشياء بناءً على معلومات غير صحيحة، حين كنت أتحدث مع مديرة المدرسة وأقول لها إنها إنسانة فاشلة فقد كنت مقتنعاً وواثقاً أنها كذلك، وكنت أتخيلها على هيئة إبليس ـ مع أني لا أعرف شكله، لم يكن يساورني أدنى شك في أن رأيي فيها هو الحقيقة المطلقة التي لا يأتيها الباطل من أي مكان!

ثم أما بعد:

تقول الحكمة المكتوبة على مرايا السيارات: «مقاسات وبعد الصورة في المرآة غير حقيقية»، مع أننا نعلم أن المرآة أكثر الأشياء صدقاً، فكيف نصدّق بسهولة من لم يُخلق ليكون مرآة!