ليبيا.. هل تصبح دولة فاشلة؟

الاستنفار العسكري المتبادل بين الحكومة الليبية والمنشقين في الشرق، هل يؤدي إلى انزلاق البلاد نحو مستنقع الحرب الأهلية من جديد؟

الاستنفار العسكري المتبادل بين الحكومة الليبية والمنشقين في الشرق، هل يؤدي إلى انزلاق البلاد نحو مستنقع الحرب الأهلية من جديد؟

الأربعاء - 12 مارس 2014

Wed - 12 Mar 2014



الاستنفار العسكري المتبادل بين الحكومة الليبية والمنشقين في الشرق، هل يؤدي إلى انزلاق البلاد نحو مستنقع الحرب الأهلية من جديد؟.

فبعد ثلاث سنوات من الإطاحة بنظام معمر القذافي، ما زالت قبضة الدولة متراخية في السيطرة على المليشيات المسلحة التي شاركت في الثورة على النظام القديم، وباتت المطالب الإقليمية أكثر أهمية من وحدة الدولة.

النفط الذي دفع القوى العظمى إلى التدخل السريع في تحرير ليبيا من قمع كتائب القذافي، عاد للمرة الثانية ليكون الشرارة التي قد تشعل الحرب الأهلية الثانية في غضون ثلاثة أعوام.

فقد فجرت ناقلة النفط «مورننج جلوري» التي تحمل علم كوريا الشمالية الأزمة، محليا ودوليا، حيث صعد البرلمان لغة التعامل مع المنشقين في الشرق بتحرك عسكري لتحرير موانئ النفط الثلاثة التي تسيطر عليها مليشيا الشرق، الذين ردوا بتعبئة شعبية للتصدي للتحرك الحكومي.

مؤشرات الحدث تنبئ بظهور دولة فاشلة رخوة المفاصل، لا تسيطر على الأطراف، ما دفع الشركاء في الغرب إلى تهديد من يحاول أن يقترب من حصتهم في النفط الليبي.

ويكفي للدلالة على ذلك بيان الاتحاد الأوروبي الذي دعا «جميع الأطراف إلى الامتناع عن شراء النفط الليبي خارج أطر المؤسسات الرسمية التابعة للدولة».

وبالمثل كشفت الولايات المتحدة عن الوجه الحقيقي لاهتمامها بالشأن الليبي، إذ عبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي عن قلق «الولايات المتحدة من تحميل شحنة من النفط، تم الحصول عليها بشكل غير قانوني، في مرفأ السدرة الليبي».

وأضافت أن «النفط يخص مؤسسة النفط الوطنية الليبية وشركاءها»، مشيرة إلى أن من بين هؤلاء الشركاء الولايات المتحدة.

وهددت بأن «أي مبيعات للنفط دون إذن هذه الأطراف يعرض الشارين لخطر الملاحقة المدنية والإجراءات الجزائية وغيرها من العقوبات المحتملة في ولايات قضائية متعددة».

فشل الدولة الليبية في السيطرة على المليشيا المسلحة جعل البلاد مصدرا رئيسا للتجارة غير المشروعة للأسلحة، التي تهرب إلى 14 بلدا وتساهم في إذكاء الصراعات في بضع قارات، وفقا لبيان من الأمم المتحدة.

الحكومة الليبية حاليا أمام محك حيوي لحسم الأمور قبل أن تستفحل، وتستعصى على الحل، فإن لم تحكم سيطرتها على ثروات البلاد، وتقضي على المطالب الانفصالية للأقاليم، فقد يظهر غدا من يعلن رسميا الانفصال عن الوحدة الليبية وبالتالي قد تتحقق رؤية القذافي بأن الفوضى قد تقسم ليبيا إلى خمس دويلات، وبذلك تتحقق أيضا نظرية الفوضى الخلاقة لمستشارة الأمن القومي الأمريكي كونداليزا رايس.