عادل الجبير كاسر شوكة الفرس

عرف بأنه أيقونة التحرك الدبلوماسي السعودي في الخارج، وصاحب الكاريزما والهدوء الذي يكتنف أسارير العمل السياسي الممنهج، وميزان المعادلة السياسية الأصعب في دوائر صنع القرار في واشنطن

عرف بأنه أيقونة التحرك الدبلوماسي السعودي في الخارج، وصاحب الكاريزما والهدوء الذي يكتنف أسارير العمل السياسي الممنهج، وميزان المعادلة السياسية الأصعب في دوائر صنع القرار في واشنطن

الاثنين - 10 مارس 2014

Mon - 10 Mar 2014



عرف بأنه أيقونة التحرك الدبلوماسي السعودي في الخارج، وصاحب الكاريزما والهدوء الذي يكتنف أسارير العمل السياسي الممنهج، وميزان المعادلة السياسية الأصعب في دوائر صنع القرار في واشنطن.

وقف الجبير يوما أمام جادة نيوهامشر في مبنى السفارة السعودية في واشنطن، باحثا عن فرصة عمل في الخارجية الأمريكية، مراهنا على حصافة حضوره الاستثنائي ليتوجه دهاؤه السياسي نحو اعتلاء عرش السفارة السعودية في أقوى دولة في العالم.

السفير السعودي الذي يكتنز في تلافيفه العمق السياسي المتفرد، لم يتأخر كثيرا وهو يرود العمل السياسي، ويجابه التيارات المتلاطمة بتجديف متأنق ومتألق، خاطفا الأنظار في أول انبراءاته السياسية، وهو يخرج بوهجه الدبلوماسي من عش الدبابير وفخاخ الأفاعي الإعلامية وحقول الألغام الصحفية.

خططت طهران بمخابراتها نحو اغتيال الجبير، وحددت الشكوى الجنائية التي كشف النقاب عنها في المحكمة الاتحادية في نيويورك اسم الشخصين الضالعين في المؤامرة، وعززت هذه الجريمة من حضور السفير السعودي سياسيا، وكشفت في خضمها تورط دوائر مخابراتية إيرانية بعد أن اعترف الجناة بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي لدى واشنطن بتخطيط وتمويل من الحكومة الإيرانية.

قاد الجبير أشرس المعارك السياسية واستطاع التأثير على صناعة القرار في عدة متعرجات إقليمية، وتوغل بعلاقاته السياسية المتميزة في الكونغرس، وتسنم العمل المتزن من خلال تواجده الملفت في عقلية المواطن والسياسي الأميركي على حد سواء.

تلقى الجبير تعليمه في السعودية واليمن وألمانيا ولبنان والولايات المتحدة، وحصل الجبير على درجة الماجستير من جامعة جورج تاون، قبل أن يلتحق بالسلك الدبلوماسي في عام 1987، وسفيرا للرياض في واشنطن من عام 2007.

وتحرك الجبير بشكلٍ فاعل في إقناع واشطن نحو التمسك بالعدالة الدولية فيما يتعلق بالأزمة السورية والتي تعتبرها الرياض واحدة من أكثر الكوارث الإنسانية التي لحقت بمنطقة الشرق الأوسط.

التوترات السياسية والمنازعات الإقليمية لم تزد الجبير إلا ثباتا وشكيمة، فالسعودية التي عرف عنها بأنها القلب النابض للعالم الإسلامي، توجت حضورها السياسي بمطالبها العادلة والمشروعة في حماية الدول الإسلامية والعربية، واستندت في ضوء ذلك إلى المواثيق والأعراف الدولية التي انتهكتها إسرائيل وطهران والقيادة السورية على حد سواء، وكان الجبير في استحاثة دائمة نحو إضافة الشرعية لتحييد برنامج إيران النووي، والمخاوف السعودية حيال البرنامج، وكبح جماح إيران في امتداد نفوذها الإقليمي في ظل الاضطرابات الجارية في سوريا، وتراجع دور الولايات المتحدة في العراق، وجميع أنحاء المنطقة.