جائزة الملك عبدالله للتضامن الإسلامي

جاء انعقاد المؤتمر العالمي الثاني (العالم الإسلامي

جاء انعقاد المؤتمر العالمي الثاني (العالم الإسلامي

الاحد - 09 مارس 2014

Sun - 09 Mar 2014



جاء انعقاد المؤتمر العالمي الثاني (العالم الإسلامي..المشكلات والحلول) تحت عنوان: (التضامن الإسلامي)، والعالم الإسلامي على امتداد خارطته الجغرافية يمر بظروف دقيقة على كافة الأصعدة السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ذلك أن العالم الإسلامي يمر بمرحلة من الصدام الداخلي بين الطوائف المنتمية له والتي سخرت أسلحتها المنبرية والإعلامية والحزبية لقهر ما يعارضها فكرا وثقافة، الأمر الذي أحدث شرخا في جسد الأمة المترامي والذي أُثقل كاهله واستنزفت قدراته وزين له المزينون للاستمرار في زيادة سعير الاختلاف والانشغال عن قضاياه الاستراتيجية والتاريخية العادلة في فلسطين، وحقوق الأقليات المسلمة في العالم.

ولذا جاءت الإرادة الشعبية لأبناء العالم الإسلامي والتي تمثلها الرابطة رافدة للإرادة السياسية التي تمثلها حكومتنا الرشيدة والمخلصون من قيادات العالم الإسلامي الذين ما فتئوا ينادون بضرورة التضامن الإسلامي للوقوف صفا واحدا في وجه الدعوات المشبوهة والمغرضة التي تسعى للنيل من قيم هذا العالم الدينية والثقافية وتوظف لذلك عددا من الوسائل الاقتصادية والإعلامية وافتعال الفتن الداخلية التي جندت لها المأجورين المحسوبين على الدين وعلى الأمة وأبنائها.

لقد أكد المؤتمر على عدد من الأمور المهمة التي من شأنها أن تسهم في تضامن المسلمين حكومات وشعوبا حيث أكد على: أن التضامن الإسلامي الذي تتطلع إليه الشعوب المسلمة فريضة شرعية وضرورة واقعية قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، أهمية توثيق العلاقة بين الشعوب والحكومات، أهمية التكامل بين الجهود الرسمية والشعبية في مواجهة المشكلات الداخلية، أهمية الحوار بين المسلمين لمناقشة وحل الخلافات فيما بينهم، إيجاد صيغ التفاهم التي تنطلق من المشتركات والمصالح العليا للأمة، ضرورة تكامل جهود العلماء والمؤسسات الدينية والتربوية والثقافية والإعلامية في إصلاح المجتمعات الإسلامية وتفادي أسباب الفتن بين المسلمين.

ودارت أوراق العمل التي شهدتها جلسات المؤتمر على مدى ثلاثة أيام حول تلك المضامين المهمة للتضامن وضرورته الحضارية ومجالاته وقضاياه والتحديات التي تواجهه وما يمكن تنفيذه من خطط تقود إليه.

وحمل البيان الختامي للمؤتمر جملة من التوصيات التي نرجو أن تكون رافدا نحو التضامن بين دول العالم الإسلامي وشعوبه، ودعا الرابطة إلى إنشاء جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للتضامن الإسلامي تُمنح للشخصيات والهيئات التي تكون لها جهود متميزة داعمة للتضامن.

وأعتقد أن دعوة المؤتمرين إلى إنشاء هذه الجائزة التي تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هي امتداد للجهود الكبيرة التي بذلتها وتبذلها المملكة في هذا الصدد منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وتوجت بدعوة الملك فيصل رحمه الله للتضامن الإسلامي والتي على ضوئها عقد المؤتمر الإسلامي 1384هـ لتوثيق الروابط بين كافة الدول الإسلامية وتفعيلها بما يخدم دوله وشعوبه وتكوين قوة أمام التكتلات العالمية.

إن هذه الجائزة التي تحمل اسم الملك عبدالله حفظه الله ومن أرض الحرمين الشريفين ومن مكة تحديدا سيكون لها أثر كبير في حض الجهود وتضافرها نحو التضامن الإسلامي في عالم لا يعترف إلا بالقوة التي لن تكون في ظل التناحر والفرقة والشتات، وعلى الرابطة أن تبادر بمتابعة التوصيات الصادرة عن المؤتمر وما سبقه من مؤتمرات مماثلة لتنهض بدورها المنشود كما أريد لها وحملته رؤيتها الاستراتيجية.



[email protected]