كيف أعرف أنه يحبني!

الثلاثاء - 30 أغسطس 2016

Tue - 30 Aug 2016

تعثرت صدفة بهذا الموضوع في أحد المحافل الالكترونية، وشد انتباهي فأخذت أبحث عبر العم قوقل (أطال الله بقاءه) عن (كيف أعرف أنه يحبني!) كنت أقرأ باهتمام مخيف، في حين أني خاوية (الجراب) لا ناقة لي في الأمر ولا بعير (حتى الآن)!



فوجدتها كلها تدور حول الاهتمام الشديد يعقبه الإهمال الشديد، وطول النظرات وتغير العبرات وكثرة اللتصالات، وما إلى ذلك من دلالات (غير منطقيه بالنسبة للنساء)! ولكن كلنا يتوق لمثل هذه الأجواء في منتصف معتركاتنا اليومية السخيفة المملوءة بالانتفاخات الفارغة والمملة.



فنجول بين أزقة الأحاسيس وما يخبئه الحب من هزات نفسية وخبايا شوقية وتقلصات عصبية، فنتوه وإيانا بين لغة العيون ورمش الجفون وتلحين المتون!



فتزرق الأماني وتزدهر وترق المشاعر فننبهر..! من كلام (قوقل) فطنا أن الرجل الذي يهتم يرق ويقسو – يختلس النظر ويشيح البصر – يهتم بالمشاعر ويستفزها! فالحب الحقيقي للرجل حب ناعم قاس! حب مفعم جاف! حب على وزن مناخ البحر الأبيض المتوسط والذي حير الجيولوجيين في زمانهم! تلك قدرة الله وهاتيك قدرة آدم! وما زلنا نرجو من الدنيا أن تهبنا ما نصبو إليه فنغدو كما يصف الشابي والشوقيات ونرى الدنيا زهورا تختلج، تذوب من هوى المحبوب ما قسي وما غنج!



خلاصة بريئة: الرجل إذا أحبك سيدتي فسوف يتسابق بلحن قول لتكوني له، فلربما أنانية العاشق وغيرته عليك تختصران ما يتمارون عليه، وقسوة العاشق وحجارة السجيل الكلامية التي تقطع الكبرياء تدل على عمق حبه واهتمامه وعروبته الأصيلة، إذ يستغرب الرجل ويستنكر دفاعك عن نفسك لاعتقاده أنه تعبير خالص لأجلك، وقيل إن الرجل (كثر ما) أحب (كثر ما) صدر لمحبوبته إحساس الإهمال (الكاذب) وكلما أحب كره لأنه يحس بالاستيلاء الذي يخيفه، يخاف الرجل على خصوصيته التي كلما كبر حبه للمرأة تقلص شعوره بالسيطرة عليها، فتناقض الرجل دلالة على حبه الكبير، فطردية الرجل والمرأة هي تكملة الضلع القاسي بالجسم اللين! ليكتمل البنيان.



ولكن دعنا يا سيدي نتيه في محرابك علنا نستدل: كيف يا ترى يحب الرجل!