برجس حمود البرجس

«ندلب».. من صناعة الأثر إلى استدامته

الأربعاء - 24 ديسمبر 2025

Wed - 24 Dec 2025


خلال 9 سنوات من العمل المميز، رأينا الأثر ورأينا مسارات جديدة وتطورات واستثمارات ووظائف في قطاعات الصناعة، والطاقة، والتعدين، والخدمات اللوجستية، والثورة الصناعية الرابعة، والمحتوى المحلي. شهدنا الاستراتيجيات والمستهدفات والمبادرات والتنفيذ كما رسم لها ضمن رؤية السعودية 2030 وبقيادة عرابها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله.

فالمؤشرات الاقتصادية لأنشطة قطاعات برنامج ندلب حتى الربع الثالث من عام 2025م، تبشر بالخير وأفضل مما كنا نتمنى، فالصادرات السلعية غير النفطية وصلت إلى 265 مليار ريال، وهذا مرتفع 18% عن الفترة نفسها من العام الماضي، وإعادة التصدير تقريبا 100 مليار ريال ضمن هذا المؤشر.

كما ارتفعت نسبة مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي 56% (أي أكثر من نصف حجم اقتصاد المملكة من القطاعات غير النفطية)، وتبلغ مشاركة قطاعات برنامج ندلب 40% من ذلك. وبلغ عدد العاملين بالقطاعات نفسها 2.5 مليون عامل، منهم 660 ألفا سعوديون وسعوديات، ونسبة السعوديات من هذا الرقم 30%.

ففي قطاع الطاقة، بلغ إجمالي سعة الطاقة المتجددة الموصلة بالشبكة 12 جيجاواط، في حين أنه لم يكن لدينا طاقة متجددة قبل إطلاق الرؤية قبل 9 سنوات، وخلال هذه السنة، تم طرح إجمالي سعات 21 جيجاواط من مشاريع الطاقة المتجددة ليصل الإجمالي إلى 64 جيجاواط، وهذا يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق مستهدفات الرؤية، وكلنا شوق أن نرى 50% إنتاج الكهرباء في عام 2030م من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وفي قطاع الصناعة، ارتفع عدد المصانع إلى 12,500 بعد أن كانت 7,200 مصنع قبل إطلاق الرؤية. وارتفعت نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 25%، وبلغ إجمالي التسهيلات الائتمانية التراكمية من بنك التصدير والاستيراد السعودي 100 مليار ريال في الربع الثالث من عام 2025م. وتم تدشين أول مصنع سيارات متكامل لشركة «هيونداي» في الشرق الأوسط في مجمع الملك سلمان لصناعة السيارات بطاقة إنتاجية تصل إلى 50 ألف سيارة سنويا ليضاف إلى الثلاثة مصانع الأخرى.

أما في قطاع الخدمات اللوجستية، فقد وصلت عدد المنصات إلى 23 منصة، وتم إطلاق أعمال توسعة وتطوير محطة الحاويات الجنوبية بقيمة استثمارية تبلغ 3 مليارات ريال في ميناء جدة الإسلامي، بالإضافة إلى افتتاح توسعة محطة الحاويات الثانية بميناء الملك عبد العزيز بالدمام واستثمار 2.8 مليار ريال في منطقة لوجستية متكاملة، وتم إطلاق منطقة «سال» اللوجستية على مساحة تتجاوز 1.5 مليون متر مربع في مدينة الرياض، وتم وضع حجر الأساس للممر اللوجستي الجديد الذي يربط ميناء جدة الإسلامي بالمنطقة اللوجستية في الخمرة.

كما قفزت المملكة 81 مرتبة في مؤشر جاذبية الاستثمار التعديني ووصلت إلى المركز الـ23 بعد أن كانت في المركز 104 عالميا قبل سنوات قليلة.

مع نهاية هذا العام، وخلال حفل ندلب السنوي الذي أقيم قبل أيام، تنتقل المملكة من مرحلة صناعة الأثر إلى استدامة الأثر بعد أن أصبح النموذج السعودي للتغيير قاعدة تتعلم منها دول كثيرة، والطموح السعودي لا ينتهي، والرحلة مستمرة بقيادة حكيمة، وبشراكات مثمرة، وبإيمان تام أن القادم أفضل بإذن الله، كما ذكر معالي وزير الصناعة ورئيس برنامج ندلب.

Barjasbh@