«مبادرة مستقبل الأسمنت» في كاوست تجمع الشركاء الوطنيين

الأربعاء - 10 ديسمبر 2025

Wed - 10 Dec 2025


استضافت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) خلال يومي 8 و9 ديسمبر الورشة الوطنية السنوية لمبادرة مستقبل الإسمنت (FCI)، والتي جمعت أكثر من 200 مشارك من الجهات التنظيمية، وقادة القطاع الصناعي، والباحثين، والخبراء الفنيين، بهدف المضي قدما في إعداد خارطة طريق مشتركة للإسمنت منخفض الانبعاثات وعالي الأداء في المملكة العربية السعودية.

وشاركت كاوست خلال الورشة النتائج الأولية للسنة الأولى من المبادرة، مسلطة الضوء على فرص جديدة لخفض الانبعاثات وتعزيز تنافسية قطاع الإسمنت في المملكة.

ويعد الإسمنت من أكثر المواد استهلاكا للكربون على مستوى العالم. ومع توقع ارتفاع الطلب العالمي من 4.37 مليارات طن في 2025 إلى أكثر من 5.5 مليارات طن بحلول 2030، يواجه هذا القطاع ضغوطا متزايدة لخفض الانبعاثات، مع الاستمرار في دعم نمو البنية التحتية عالميا. ويتوقع أن يبلغ الطلب المحلي للإسمنت نحو 80 مليون طن سنويا بحلول 2030، مدفوعا بوتيرة التنمية المتسارعة في قطاعات الإسكان والصناعة والمشروعات الوطنية العملاقة.

وأفاد الباحثون بأن عدة أنواع من الطين المستخرج محليا من مناطق مختلفة في المملكة تظهر إمكانات واعدة لاستخدامها كمكونات في خلطات إسمنتية أكثر استدامة. ويمكن أن يساهم استخدام هذه المواد في تقليل الاعتماد على «الكلنكر الإسمنتي» التقليدي، وهو مادة وسيطة في صناعة الأسمنت تعد أكثر مكوناته كثافة من حيث الانبعاثات، مع الحفاظ في الوقت نفسه على القوة والأداء اللازمين لقطاع التشييد في البلاد.

وشهد برنامج الورشة، الذي امتد على مدار يومين، مزيجا من التدريب الفني، والعروض البحثية، وحلقات النقاش الاستراتيجية حول سبل تحديث صناعة الإسمنت في المملكة بما يواكب أولوياتها الاقتصادية والبيئية.

في اليوم الثاني، اجتمعت قيادة الجامعة مع الجهات المعنية الوطنية، وكان من بينهم سعادة المهندس تركي البابطين، وكيل وزارة الصناعة والثروة المعدنية للتطوير التعديني، لمناقشة المسارات الاستراتيجية لإزالة الكربون من الأسمنت، ونماذج الاقتصاد الدائري، وآليات إدارة الكربون، ودور التقنيات الناشئة في تشكيل مستقبل القطاع.

كما تناولت الورشة كيفية امتصاص الإسمنت المنتج في المملكة للكربون بشكل طبيعي خلال فترة استخدامه. ونظرا لطبيعة المناخ الدافئ وأنماط الرطوبة في المنطقة، قد تمتص الخرسانة المستخدمة في المملكة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بمعدل أسرع مقارنة بالعديد من مناطق العالم الأخرى. ويسهم فهم هذا السلوك في تحسين دقة احتساب الانبعاثات، وتطوير معايير المواد، وتعزيز التخطيط طويل المدى لمشروعات البنية التحتية.

وبالإضافة إلى ذلك، يعمل باحثو كاوست على تطوير إضافات جديدة وحلول متقدمة للمواد، تهدف إلى تعزيز متانة الإسمنت منخفض الكربون وأدائه.

وتشكل هذه الابتكارات، إلى جانب التقنيات الناشئة مثل المواد الإسمنتية الدائرية وأدوات النمذجة المعززة بالذكاء الاصطناعي، جزءا من الجهود الأوسع التي تبذلها كاوست لدعم انتقال المملكة نحو ممارسات بناء وتعمير أكثر كفاءة واستدامة.