محمد بن سلمان في واشنطن: قراءة في الطبقات غير المرئية لزيارة استثنائية
الأربعاء - 10 ديسمبر 2025
Wed - 10 Dec 2025
في زحمة التحليلات السياسية، غالبا ما تختزل زيارات القادة الكبار إلى ملفات معلنة: استثمارات، دفاع، علاقات استراتيجية، ومشاريع مشتركة. لكن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخيرة إلى الولايات المتحدة حملت طبقات أعمق من تلك التي تناولها الإعلام التقليدي. كانت زيارة تقرأ بالتصريحات الظاهرة، لكن تفهم من الإشارات الخفية التي رافقت كل خطوة في جدولها المكثف.
1- إعادة تعريف "الدور السعودي" لا "العلاقة السعودية-الأمريكية"
معظم التحليلات ركزت على مستقبل العلاقات بين البلدين، وكأن السعودية طرف يحدد خياراته وفق ما تمليه واشنطن. الجديد - والذي تجاهله الكثيرون - أن الزيارة لم تكن لإعادة تموضع العلاقة، بل لإعادة تعريف دور السعودية عالميا.
الأمير محمد بن سلمان ذهب بصفته:
2- رسالة غير معلنة "نقود المستقبل لا الماضي"
بينما انشغل البعض بالحديث عن الدفاع والطاقة، كانت أبرز رسائل الزيارة تتمحور حول التقنية، الذكاء الاصطناعي، الاقتصاد الجديد، استثمارات المستقبل، والهيدروجين الأخضر.
هذه الملفات ليست مجرد تعاون عابر، بل إعلان نادر مفاده أن المملكة:
أغفل كثيرون أن الزيارة شهدت تحركا سعوديا غير تقليدي في القوة الناعمة:
4- كسر "الصور الذهنية القديمة" داخل أمريكا نفسها
واحدة من أهم زوايا الزيارة - التي لم تكتب في أي تحليل عربي تقريبا - هي أنها جاءت لتكسر الصور الذهنية المتراكمة عن المملكة داخل المؤسسات الأمريكية.
تحديدا:
5- "الهدوء الاستراتيجي": ما حدث خلف التصريحات
كثير من الملفات التي نوقشت لم تعلن - وهذا طبيعي - لكن الرسائل ظهرت بوضوح:
6- حضور شخصي قوي لولي العهد: المعنى قبل الصورة
رغم أن الصور ومقاطع الفيديو لاقت انتشارا واسعا، إلا أن الأهم كان لغة الجسد السياسية التي حملت رسائل واضحة:
ثقة عالية بالنفس، حضور مرن لكنه حاسم، حديث مباشر يسهل بناء جسور تفاهم، وصورة قائد يعرف مكانه بين القوى الكبرى، ويعرف ما يريد بالضبط.
هذه ليست زيارة "عادية" لزعيم شرق أوسطي، بل حضور واثق لقائد يقود دولة في طور التحول إلى لاعب عالمي.
7- التحول الأكبر: السعودية ليست دولة تبحث عن ضمانات... بل تمنح ضمانات
من بين النقاط التي أغفلها المحللون أن السعودية أصبحت جهة مانحة للاستقرار العالمي:
لا يمكن قراءة زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى أمريكا من منظور العلاقات الثنائية التقليدية. كانت زيارة أعمق من ذلك؛ زيارة تؤسس لمرحلة جديدة تعيد فيها السعودية صياغة موقعها في العالم، وتدفع فيه بالقوة الاقتصادية والابتكار والتقنية لتكون عناوين نفوذ جديد.
كانت زيارة تقول - دون تصريح مباشر - إن السعودية أصبحت لاعبا عالميا، وإن المستقبل لن يكتب دونها.
ahmedaalabbasi@
1- إعادة تعريف "الدور السعودي" لا "العلاقة السعودية-الأمريكية"
معظم التحليلات ركزت على مستقبل العلاقات بين البلدين، وكأن السعودية طرف يحدد خياراته وفق ما تمليه واشنطن. الجديد - والذي تجاهله الكثيرون - أن الزيارة لم تكن لإعادة تموضع العلاقة، بل لإعادة تعريف دور السعودية عالميا.
الأمير محمد بن سلمان ذهب بصفته:
- صانع سياسات دولية وليس مجرد قائد إقليمي.
- لاعبا يتعامل مع أمريكا كـ"شريك" من بين شركاء عالميين وليس المرجع الأوحد.
- قائدا يسعى لبناء هندسة جديدة للعالم متعدد الأقطاب.
2- رسالة غير معلنة "نقود المستقبل لا الماضي"
بينما انشغل البعض بالحديث عن الدفاع والطاقة، كانت أبرز رسائل الزيارة تتمحور حول التقنية، الذكاء الاصطناعي، الاقتصاد الجديد، استثمارات المستقبل، والهيدروجين الأخضر.
هذه الملفات ليست مجرد تعاون عابر، بل إعلان نادر مفاده أن المملكة:
- لن تحاصر في خانة "مزود الطاقة للعالم".
- ولن تعرف علاقتها مع واشنطن عبر النفط فقط.
- بل تريد أن تكون منصة التقنية الأكبر في الشرق الأوسط، وجسرا عالميا بين الشرق والغرب في الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، الأمن السيبراني، وصناعات الفضاء.
أغفل كثيرون أن الزيارة شهدت تحركا سعوديا غير تقليدي في القوة الناعمة:
- لقاءات مع قيادات الشركات الكبرى في الترفيه، الألعاب، السينما، والتكنولوجيا الثقافية.
- حضور لافت لخطاب سعودي حديث يبرز صورة دولة شابة، طموحة، منفتحة عالميا.
- توظيف الرؤية السعودية 2030 كمنصة عالمية وليست مشروعا محليا فقط.
4- كسر "الصور الذهنية القديمة" داخل أمريكا نفسها
واحدة من أهم زوايا الزيارة - التي لم تكتب في أي تحليل عربي تقريبا - هي أنها جاءت لتكسر الصور الذهنية المتراكمة عن المملكة داخل المؤسسات الأمريكية.
تحديدا:
- صورة السعودية كمجتمع تقليدي، تم استبدالها بنموذج "الدولة الشابة التي تتحرك أسرع من المنطقة كلها".
- صورة الاقتصاد الريعي، استبدلت باقتصاد متنوع يقوده الاستثمار الجريء والابتكار.
- صورة التحالف القائم على النفوذ الأمريكي فقط، استبدلت بنموذج الشراكة الندية التي تفرضها قوة السعودية الحديثة.
5- "الهدوء الاستراتيجي": ما حدث خلف التصريحات
كثير من الملفات التي نوقشت لم تعلن - وهذا طبيعي - لكن الرسائل ظهرت بوضوح:
- هناك تفاهمات حول أدوار جديدة للسعودية في الشرق الأوسط، خصوصا أمن البحر الأحمر والشراكات الأمنية التقنية.
- تفاهمات اقتصادية عابرة للقطاعات: من الرقائق الالكترونية إلى الطاقة المتجددة.
- وأهمها: تعزيز موقع السعودية كـ"قوة توازن" إقليمية في ظل التحولات العالمية المتسارعة.
6- حضور شخصي قوي لولي العهد: المعنى قبل الصورة
رغم أن الصور ومقاطع الفيديو لاقت انتشارا واسعا، إلا أن الأهم كان لغة الجسد السياسية التي حملت رسائل واضحة:
ثقة عالية بالنفس، حضور مرن لكنه حاسم، حديث مباشر يسهل بناء جسور تفاهم، وصورة قائد يعرف مكانه بين القوى الكبرى، ويعرف ما يريد بالضبط.
هذه ليست زيارة "عادية" لزعيم شرق أوسطي، بل حضور واثق لقائد يقود دولة في طور التحول إلى لاعب عالمي.
7- التحول الأكبر: السعودية ليست دولة تبحث عن ضمانات... بل تمنح ضمانات
من بين النقاط التي أغفلها المحللون أن السعودية أصبحت جهة مانحة للاستقرار العالمي:
- أمن الطاقة.
- استقرار الأسواق.
- مشاريع اقتصادية عابرة للقارات.
- حضور سياسي يحل الأزمات لا يخلقها.
لا يمكن قراءة زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى أمريكا من منظور العلاقات الثنائية التقليدية. كانت زيارة أعمق من ذلك؛ زيارة تؤسس لمرحلة جديدة تعيد فيها السعودية صياغة موقعها في العالم، وتدفع فيه بالقوة الاقتصادية والابتكار والتقنية لتكون عناوين نفوذ جديد.
كانت زيارة تقول - دون تصريح مباشر - إن السعودية أصبحت لاعبا عالميا، وإن المستقبل لن يكتب دونها.
ahmedaalabbasi@