سرقة التبرعات... منهج قديم يتجدد من زمن الإخوان الأوائل إلى منتحلي فكرهم اليوم
السبت - 29 نوفمبر 2025
Sat - 29 Nov 2025
لم تكن سرقة التبرعات الفلسطينية حادثة طارئة في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، بل كشفت الوثائق والشهادات - منذ عقود - أن الجماعة جعلت من التبرعات العاطفية ورقة ضغط ووسيلة تمويل داخلي، تجمع باسم فلسطين وتصرف داخل أروقة التنظيم.
واليوم، وبعد مرور السنين، تعود القصة ذاتها لكن بأسماء مختلفة؛ فهناك من ينتسب إلى الفكر الإخواني - ولو لم يكن منتميا رسميا - يعيد إنتاج الأساليب نفسها في جمع التبرعات عبر المنصات الرقمية أو الخطابات العاطفية، ثم الاختفاء بالأموال أو إنفاقها في مسارات شخصية وتنظيمية لا علاقة لها بالمحتاجين ولا بالقضايا التي جمعت لأجلها.
تاريخ يعيد نفسه... بالآليات نفسها
تظهر المصادر أن الإخوان - منذ السنوات الأولى - لم يكونوا يرسلون الأموال التي تجمع لفلسطين كاملة إلى أهلها.
ويشهد على ذلك محمود عبدالحليم - المؤرخ الرسمي للجماعة وعضوها القديم - إذ يقول في كتابه «الإخوان المسلمون: أحداث صنعت التاريخ» عند حديثه عن أموال فلسطين:
«لقد كانت الأموال التي تجمع باسم فلسطين لا تصل كلها إلى أهلها، بل كان يتصرف بجزء كبير منها في شؤون التنظيم، وما يبقى يرسل إلى فلسطين، وكثيرا ما كان الإخوان يختلفون فيما بينهم حول أحقية الجماعة بهذه التبرعات»
(أحداث صنعت التاريخ، ج1، ص 174 وما بعدها).
هذا الإقرار من داخل الجماعة نفسها يفضح ممارسة متجذرة، لا مجرد سلوك فردي.
فالأموال التي كان الناس يقدمونها بثقة لصالح الجهاد في فلسطين، كانت تتحول - كما يقر عبدالحليم - إلى بنود غير معلنة، وتصرف على احتياجات الجماعة وتنظيمها الداخلي.
واليوم نرى الصورة ذاتها تتكرر:
- أشخاص يتبنون خطاب الإخوان
- يستغلون حالة الألم والاحتقان في غزة
- يصنعون روايات عاطفية مدروسة
- يفتحون منصات للتبرع
- ثم تختفي الأموال أو لا تصل من طريق رسمي
بل إن بعضهم يستخدم خطابا دينيا مضللا شبيها بما كانت تفعله الجماعة تاريخيا: آيات وأحاديث ومقاطع مصورة، والغاية ليست النصرة بقدر ما هي فتح باب رزق شخصي تحت ستار العمل الإنساني.
بين الماضي والحاضر... الجريمة واحدة
في الأمس كانت الجماعة تدير أموال التبرعات بعيدا عن الرقابة، وتصف ما يصل إلى الفلسطينيين بأنه "تكاليف دعوية"، بينما تؤكد الشهادات الداخلية - ومنها ما نقله محمود عبدالحليم - أن الجزء الأكبر من تلك التبرعات لم يخرج من مصر أصلا.
واليوم نرى من يكرر الفعل ذاته:
جمع أموال للفلسطينيين ثم صرفها في سفريات، تجارات، مشاريع شخصية، أو حاجات تنظيمية، تماما كما كانت الوثائق القديمة تكشف.
القضية الفلسطينية... ضحية المتاجرة
المؤلم أن المتاجرة بقضية مقدسة كفلسطين مستمرة. كلما اشتد الألم، ظهر من يرفع الشعار نفسه:
«تبرعوا لفلسطين»... ثم لا يصل المال إلى فلسطين.
ومثلما كانت الجماعة تفتح باب «إنقاذ الأقصى» وتحول التبرعات لنشاطاتها، فإن بعض المنتسبين لفكرها اليوم: يستفيدون من اتساع الفضاء الالكتروني، ومن سهولة تحويل الأموال، ومن ضعف الرقابة، فيجمعون مبالغ ضخمة لا يعرف مصيرها.
فيظلم أهل غزة مرتين: مرة بجرائم الاحتلال، ومرة بسرقة من تاجروا بآلامهم.
الخلاصة: المشكلة ليست في التبرعات... بل في من يركب موجتها
ما بين الماضي والحاضر تتجلى حقيقة قاسية: أن سرقة التبرعات ليست انحرافا فرديا، بل امتداد لنهج إخواني قديم يقوم على:
- استغلال العاطفة الدينية
- توظيف القضية الفلسطينية كمدخل لجمع الأموال
- صرف التبرعات خارج غاياتها
- تبرير ذلك بشعارات "الدعوة" و"الجهاد"
وما نشهده اليوم من حالات اختلاس التبرعات عبر المنصات والمشاريع المشبوهة ليس إلا نسخة حديثة من منهج توثقه كتب الإخوان أنفسهم، ومنها ما سطره محمود عبدالحليم بصراحة لا تحتمل التأويل.
واليوم، وبعد مرور السنين، تعود القصة ذاتها لكن بأسماء مختلفة؛ فهناك من ينتسب إلى الفكر الإخواني - ولو لم يكن منتميا رسميا - يعيد إنتاج الأساليب نفسها في جمع التبرعات عبر المنصات الرقمية أو الخطابات العاطفية، ثم الاختفاء بالأموال أو إنفاقها في مسارات شخصية وتنظيمية لا علاقة لها بالمحتاجين ولا بالقضايا التي جمعت لأجلها.
تاريخ يعيد نفسه... بالآليات نفسها
تظهر المصادر أن الإخوان - منذ السنوات الأولى - لم يكونوا يرسلون الأموال التي تجمع لفلسطين كاملة إلى أهلها.
ويشهد على ذلك محمود عبدالحليم - المؤرخ الرسمي للجماعة وعضوها القديم - إذ يقول في كتابه «الإخوان المسلمون: أحداث صنعت التاريخ» عند حديثه عن أموال فلسطين:
«لقد كانت الأموال التي تجمع باسم فلسطين لا تصل كلها إلى أهلها، بل كان يتصرف بجزء كبير منها في شؤون التنظيم، وما يبقى يرسل إلى فلسطين، وكثيرا ما كان الإخوان يختلفون فيما بينهم حول أحقية الجماعة بهذه التبرعات»
(أحداث صنعت التاريخ، ج1، ص 174 وما بعدها).
هذا الإقرار من داخل الجماعة نفسها يفضح ممارسة متجذرة، لا مجرد سلوك فردي.
فالأموال التي كان الناس يقدمونها بثقة لصالح الجهاد في فلسطين، كانت تتحول - كما يقر عبدالحليم - إلى بنود غير معلنة، وتصرف على احتياجات الجماعة وتنظيمها الداخلي.
واليوم نرى الصورة ذاتها تتكرر:
- أشخاص يتبنون خطاب الإخوان
- يستغلون حالة الألم والاحتقان في غزة
- يصنعون روايات عاطفية مدروسة
- يفتحون منصات للتبرع
- ثم تختفي الأموال أو لا تصل من طريق رسمي
بل إن بعضهم يستخدم خطابا دينيا مضللا شبيها بما كانت تفعله الجماعة تاريخيا: آيات وأحاديث ومقاطع مصورة، والغاية ليست النصرة بقدر ما هي فتح باب رزق شخصي تحت ستار العمل الإنساني.
بين الماضي والحاضر... الجريمة واحدة
في الأمس كانت الجماعة تدير أموال التبرعات بعيدا عن الرقابة، وتصف ما يصل إلى الفلسطينيين بأنه "تكاليف دعوية"، بينما تؤكد الشهادات الداخلية - ومنها ما نقله محمود عبدالحليم - أن الجزء الأكبر من تلك التبرعات لم يخرج من مصر أصلا.
واليوم نرى من يكرر الفعل ذاته:
جمع أموال للفلسطينيين ثم صرفها في سفريات، تجارات، مشاريع شخصية، أو حاجات تنظيمية، تماما كما كانت الوثائق القديمة تكشف.
القضية الفلسطينية... ضحية المتاجرة
المؤلم أن المتاجرة بقضية مقدسة كفلسطين مستمرة. كلما اشتد الألم، ظهر من يرفع الشعار نفسه:
«تبرعوا لفلسطين»... ثم لا يصل المال إلى فلسطين.
ومثلما كانت الجماعة تفتح باب «إنقاذ الأقصى» وتحول التبرعات لنشاطاتها، فإن بعض المنتسبين لفكرها اليوم: يستفيدون من اتساع الفضاء الالكتروني، ومن سهولة تحويل الأموال، ومن ضعف الرقابة، فيجمعون مبالغ ضخمة لا يعرف مصيرها.
فيظلم أهل غزة مرتين: مرة بجرائم الاحتلال، ومرة بسرقة من تاجروا بآلامهم.
الخلاصة: المشكلة ليست في التبرعات... بل في من يركب موجتها
ما بين الماضي والحاضر تتجلى حقيقة قاسية: أن سرقة التبرعات ليست انحرافا فرديا، بل امتداد لنهج إخواني قديم يقوم على:
- استغلال العاطفة الدينية
- توظيف القضية الفلسطينية كمدخل لجمع الأموال
- صرف التبرعات خارج غاياتها
- تبرير ذلك بشعارات "الدعوة" و"الجهاد"
وما نشهده اليوم من حالات اختلاس التبرعات عبر المنصات والمشاريع المشبوهة ليس إلا نسخة حديثة من منهج توثقه كتب الإخوان أنفسهم، ومنها ما سطره محمود عبدالحليم بصراحة لا تحتمل التأويل.