وسأم البدايات أشد ألما!
الأربعاء - 01 أكتوبر 2025
Wed - 01 Oct 2025
"سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
ثمانين حولا لا أبا لك يسأم"
هذا البيت لزهير بن أبي سلمى أشهر من نار على علم، كشف فيه عن ضجره من الحياة وتكاليفها الباهضة، بعد أن بلغ الثمانين من عمره.
أما في عصرنا الراهن فليس بالضرورة أن تكون شيخا هرما، أرهقك طول الحياة وتكاليف الأيام لتشعر بالسأم منها، بل يكفي أن تكون شابا يخطط لإتمام مراسم زواجه ممن تقدم لخطبتها، فما ينتظره من شروط الأهل ودلال الخطيبة حافل بالمفاجآت المحبطات، وبما يكبل المستقبل بقيود الحاضر على هيئة قروض بنكية لحياة لم يعشها بعد!
الحقيقة أن فكرة هذا المقال وما تضمنه من كلمات، إنما هو اختزال لحوار مثقل بالهموم والأسئلة الحائرة، الذي دار بين مجموعة من الشباب المقبلين على الزواج، وما أنا إلا مستمع وشاهد على فصوله، ومقارن بين مشهدين في عمر الزمن، مشهد عشته شابا قبل خمسة وعشرين عاما، ومشهد حضرت وقائعه قبل أيام، فما الذي تغير؟
ردد المتحاورون السؤال المر: لماذا كل هذه الطلبات، هل والد الفتاة ووالدتها ضد سعادتها؛ ليضعوا كل هذه العقبات وليس الطلبات؟
مشارك من الحاضرين تساءل: تخيل أن يفرض عليك إقامة حفل "للملكة" وآخر للزواج، عدا عن ما يحتاجه السكن وتجهيزاته والنتيجة تكاليف مرهقة؟ ويستل الشاب الغاضب ورقة من جيبه، ويسرد بعضا مما كتب فيها، والنتيجة أكثر من 150 ألف ريال!
بعبارات مستهجنة يستلم شاب آخر زمام الكلام، ويقول: المشكلة تكبر كل يوم، والسبب تردد أكثر الآباء وعدم تحملهم المسؤولية، فالمفروض أن يكون والد الفتاة واعيا بأن التكاليف التي يتحملها الشاب الخاطب اليوم، ستنعكس سلبا على حياة ابنته غدا، والواجب عليه رفض المبالغة في الطلبات التي تفرضها الأم وابنتها.
حصر شاب ثالث أسباب المبالغة في تكاليف الزواج في التقليد، إذ تصر الأمهات والبنات - إلا من رحم الله - على خوض منافسة محمومة مع الأقارب والمعارف، والنتيجة تحميل الشاب الخاطب فوق طاقته، كل ذلك للظهور بضع ساعات على وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر الصور ومقاطع الفيديو للصالة الفخمة التي يقام فيها حفل الزواج، وما تحويه من مظاهر وتجهيزات مبالغ فيها، ولاحقا وقائع السفر لشهر العسل، "العسل المغشوش" ربما! والهدف من ذلك كله هو الفوز بلقب "الأفخم" و"الأغلى" في السباق مع القريبات والصديقات! واقع مزيف مدته (24) ساعة على المنصات الرقمية، وثمنه عقد من الزمن يعيشه "الشريك" الشاب تحت وطأة الديون!
إلى هنا، نحتاج لوقفة العقلاء والمعنيين في الجهات الرسمية، وشيوخ القبائل والأعيان في المجتمع وأولياء الأمور؛ للعمل على تصحيح هذا الواقع المزعج، والتأكيد على أن الأفخم والأغلى لا يمثل أساسا لبناء أسرة مستقرة، بل العنوان الصحيح لذلك هو: الأيسر والأقل كلفة.
روي عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي - صلى اللّه عليه وسلم - أنه قال: أعظم النساء بركة، أيسرهن مؤنة.
ثمانين حولا لا أبا لك يسأم"
هذا البيت لزهير بن أبي سلمى أشهر من نار على علم، كشف فيه عن ضجره من الحياة وتكاليفها الباهضة، بعد أن بلغ الثمانين من عمره.
أما في عصرنا الراهن فليس بالضرورة أن تكون شيخا هرما، أرهقك طول الحياة وتكاليف الأيام لتشعر بالسأم منها، بل يكفي أن تكون شابا يخطط لإتمام مراسم زواجه ممن تقدم لخطبتها، فما ينتظره من شروط الأهل ودلال الخطيبة حافل بالمفاجآت المحبطات، وبما يكبل المستقبل بقيود الحاضر على هيئة قروض بنكية لحياة لم يعشها بعد!
الحقيقة أن فكرة هذا المقال وما تضمنه من كلمات، إنما هو اختزال لحوار مثقل بالهموم والأسئلة الحائرة، الذي دار بين مجموعة من الشباب المقبلين على الزواج، وما أنا إلا مستمع وشاهد على فصوله، ومقارن بين مشهدين في عمر الزمن، مشهد عشته شابا قبل خمسة وعشرين عاما، ومشهد حضرت وقائعه قبل أيام، فما الذي تغير؟
ردد المتحاورون السؤال المر: لماذا كل هذه الطلبات، هل والد الفتاة ووالدتها ضد سعادتها؛ ليضعوا كل هذه العقبات وليس الطلبات؟
مشارك من الحاضرين تساءل: تخيل أن يفرض عليك إقامة حفل "للملكة" وآخر للزواج، عدا عن ما يحتاجه السكن وتجهيزاته والنتيجة تكاليف مرهقة؟ ويستل الشاب الغاضب ورقة من جيبه، ويسرد بعضا مما كتب فيها، والنتيجة أكثر من 150 ألف ريال!
بعبارات مستهجنة يستلم شاب آخر زمام الكلام، ويقول: المشكلة تكبر كل يوم، والسبب تردد أكثر الآباء وعدم تحملهم المسؤولية، فالمفروض أن يكون والد الفتاة واعيا بأن التكاليف التي يتحملها الشاب الخاطب اليوم، ستنعكس سلبا على حياة ابنته غدا، والواجب عليه رفض المبالغة في الطلبات التي تفرضها الأم وابنتها.
حصر شاب ثالث أسباب المبالغة في تكاليف الزواج في التقليد، إذ تصر الأمهات والبنات - إلا من رحم الله - على خوض منافسة محمومة مع الأقارب والمعارف، والنتيجة تحميل الشاب الخاطب فوق طاقته، كل ذلك للظهور بضع ساعات على وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر الصور ومقاطع الفيديو للصالة الفخمة التي يقام فيها حفل الزواج، وما تحويه من مظاهر وتجهيزات مبالغ فيها، ولاحقا وقائع السفر لشهر العسل، "العسل المغشوش" ربما! والهدف من ذلك كله هو الفوز بلقب "الأفخم" و"الأغلى" في السباق مع القريبات والصديقات! واقع مزيف مدته (24) ساعة على المنصات الرقمية، وثمنه عقد من الزمن يعيشه "الشريك" الشاب تحت وطأة الديون!
إلى هنا، نحتاج لوقفة العقلاء والمعنيين في الجهات الرسمية، وشيوخ القبائل والأعيان في المجتمع وأولياء الأمور؛ للعمل على تصحيح هذا الواقع المزعج، والتأكيد على أن الأفخم والأغلى لا يمثل أساسا لبناء أسرة مستقرة، بل العنوان الصحيح لذلك هو: الأيسر والأقل كلفة.
روي عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي - صلى اللّه عليه وسلم - أنه قال: أعظم النساء بركة، أيسرهن مؤنة.