المنتظر من مؤتمر حل الدولتين (سبتمبر 2025)
الاثنين - 29 سبتمبر 2025
Mon - 29 Sep 2025
مما لا شك فيه أن مؤتمر حل الدولتين الذي انعقد بتاريخ 23 / 9 / 2025 جاء في ظل ظروف دولية وإقليمية صعبة أبرزها الضربة الإسرائيلية على قطر والحرب على غزة، ولولا عناية الله أولا ثم الإرادة والعزيمة القوية لقيادة المملكة العربية السعودية بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - رئيس مجلس الوزراء - ومساندة الرئيس الفرنسي ماكرون، لما أمكن عقد هذا المؤتمر ولكن انطلاقا من إيمان المملكة الراسخ بدورها تجاه الأشقاء في فلسطين، والذي كان دافعا رئيسيا لوقف العربدة الإسرائيلية في المنطقة ودعم القضية الفلسطينية عبر إعادة وضعها على المسار الدولي الصحيح، ومن هنا نتوقع أن تكون هناك نتائج إيجابية على مستوى حل الدولتين والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:
أولا: المنتظر سياسيا
زيادة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، حيث إنه خلال المؤتمر اعترفت 11 دولة جديدة منها بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، ومن المتوقع أن تلتحق دول أخرى لاحقا، مما يعزز الشرعية الدولية لقيام الدولة الفلسطينية بالإضافة إلى إحياء النقاش الدولي حول حل الدولتين، نظرا لأن المؤتمر أعاد هذا الأمر إلى الواجهة بعد تراجع الحديث عنه في السنوات الماضية لأنه استهدف ممارسة الضغط السياسي والدبلوماسي على إسرائيل والولايات المتحدة للعودة إلى طاولة المفاوضات، بالإضافة أيضا إلى تقوية الموقف الفلسطيني في الأمم المتحدة، حيث إن اعتراف حوالي 159 دولة (من أصل 193) بفلسطين يفتح الباب للمطالبة بعضوية كاملة في الأمم المتحدة واستخدام هذا الزخم للضغط على إسرائيل.
ثانيا: المنتظر عمليا على الأرض
سيكون هناك خطوات تدريجية نحو الدولة الفلسطينية، حيث إنه من غير المتوقع قيام الدولة مباشرة ولكن من المرجح بدء مفاوضات جديدة بغطاء دولي تشمل قضايا الحدود والقدس واللاجئين بالإضافة إلى تجميد أو ضبط الاستيطان كأحد المطالب الأساسية من هذا المؤتمر، وهو الضغط على إسرائيل لوقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية كبادرة لبناء الثقة، بالإضافة إلى ذلك ربما يكون هناك مبادرات اقتصادية لدعم الفلسطينيين: ولهذا يتوقع أن تدعم السعودية والاتحاد الأوروبي والمؤسسات الدولية مشاريع اقتصادية وبنى تحتية لتهيئة السلطة الفلسطينية لإدارة دولة مستقلة مستقبلا.
ثالثا: المنتظر دبلوماسيا وإقليميا
تعزيز دور السعودية وفرنسا كوسطاء، حيث إن السعودية أثبتت مكانتها كقوة قيادية عربية، فيما عززت فرنسا دورها كوسيط أوروبي بعد تراجع الدور الأمريكي، بالإضافة إلى الضغط على الولايات المتحدة رغم مقاطعتها للمؤتمر، إلا أن ازدياد الاعترافات الدولية قد يدفع واشنطن لإعادة النظر في موقفها المنحاز لإسرائيل بالإضافة أيضا إلى إعادة ترتيب الأولويات الإقليمية، حيث إن هناك دولا تنتظر مثل مصر والأردن والإمارات وقطر وغيرها بأن يسهم المؤتمر في تهدئة الصراع وفتح الباب أمام استقرار إقليمي أوسع، لهذا فإن المرحلة القادمة مرحلة خطوات عملية ستسهم في تطبيق مخرجات مؤتمر حل الدولتين.
alatif1969@