جوزيف الرابع عشر
الأحد - 12 يناير 2025
Sun - 12 Jan 2025
صادق البرلمان اللبناني العتيق وبرئاسة العتيد نبيه بري على تسمية العماد جوزيف عون ليصبح الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية، فقد فاز هذا الرئيس بـ99 صوتا وليست نسبة مئوية كما كان يفعل بشار العنب الذي هرب فتركته سوريا وشعبها إلى الأبد، بل كان ذلك عدد الأصوات البرلمانية التي رشحته ليكون خيار لبنان في المرحلة القادمة والعصيبة من تاريخه.
عامان وزيادة، كان لبنان يعيش فيها بلا رئيس وبلا برلمان فاعل وبلا مؤسسات رسمية، كان هذا البلد يعيش على أصداء التاريخ وعلى واقع مرير شتت اللبنانيين وزاد من فرقتهم، فأصبح بلدهم مرتعا للفوضى والقهر والخراب.
ليس جديدا عندما نقول إن لبنان له خصوصية تجعله كيانا مختلفا عن الآخرين، فتركيبته الديموغرافية كانت في البدايات مصدرا من مصادر الوفاق والوئام بين مختلف شرائح هذا البلد، تجسد بعض ذلك في هوية رئيس الدولة ورئيس الوزراء ثم رئيس البرلمان، كل ذلك خلق لوحة فسيفسائية للبنان كان الجميع ينظر لها بعظيم التقدير والاحترام.
ومع شرارة الحرب الأهلية في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، عاد لبنان أدراجه ليصبح ساحة حرب بالوكالة لقوى إقليمية نقلت صراعاتها إليه وأصبح مؤشر سطوة هذه القوى يقاس بمقدار نفاذها ونفوذها داخل أحشاء هذا البلد الشفاف الذي كان قبل ذلك التاريخ واحة غناء مستقرة آمنة مطمئنة.
لعل فترة الحريري كانت آخر الحقب السياسية الهادئة والهانئة التي عاشها لبنان، ولو سارت الأمور كما أراد لها الحريري لكان لبنان اليوم في وضع اقتصادي أفضل، لكن نظام الأسد - الأب والابن - كان له رأي آخر؛ فاستهدف الحريري برمزيّته اللبنانية أولا وبشخصيّته السياسية المتزنة ثانيا، ليعلن عن مأساة راح ضحيتها لبنان الذي لم يعرف الاستقرار والرخاء منذ ذلك الحين حتى هذا التاريخ.
واليوم يعود لبنان بعد فراغ سياسي طويل وبمباركة من سلطته العسكرية وبغطاء برلماني دستوري صحيح وصريح، إلى انتخاب رئيس جديد يقود هذا البلد في مرحلة فاصلة وتاريخية من تاريخ منطقتنا العربية التي أعيتها الحروب والكوارث والزلازل والمحن، و يبقى تعافي لبنان وعودته إلى الصف العربي مؤشّر عافية للشرق الأوسط ولشعوبه التي ما زالت تعيش على وقع وواقع الصراعات التي تنتهجها قوى إقليمية، وبرعاية غربية كانت وستظل لا تريد الخير لهذه المنطقة وشعوبها، فهل يعي حكماء المنطقة ذلك، وهل تعي شعوبها ما يحاك لها ويدبر؟!
عامان وزيادة، كان لبنان يعيش فيها بلا رئيس وبلا برلمان فاعل وبلا مؤسسات رسمية، كان هذا البلد يعيش على أصداء التاريخ وعلى واقع مرير شتت اللبنانيين وزاد من فرقتهم، فأصبح بلدهم مرتعا للفوضى والقهر والخراب.
ليس جديدا عندما نقول إن لبنان له خصوصية تجعله كيانا مختلفا عن الآخرين، فتركيبته الديموغرافية كانت في البدايات مصدرا من مصادر الوفاق والوئام بين مختلف شرائح هذا البلد، تجسد بعض ذلك في هوية رئيس الدولة ورئيس الوزراء ثم رئيس البرلمان، كل ذلك خلق لوحة فسيفسائية للبنان كان الجميع ينظر لها بعظيم التقدير والاحترام.
ومع شرارة الحرب الأهلية في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، عاد لبنان أدراجه ليصبح ساحة حرب بالوكالة لقوى إقليمية نقلت صراعاتها إليه وأصبح مؤشر سطوة هذه القوى يقاس بمقدار نفاذها ونفوذها داخل أحشاء هذا البلد الشفاف الذي كان قبل ذلك التاريخ واحة غناء مستقرة آمنة مطمئنة.
لعل فترة الحريري كانت آخر الحقب السياسية الهادئة والهانئة التي عاشها لبنان، ولو سارت الأمور كما أراد لها الحريري لكان لبنان اليوم في وضع اقتصادي أفضل، لكن نظام الأسد - الأب والابن - كان له رأي آخر؛ فاستهدف الحريري برمزيّته اللبنانية أولا وبشخصيّته السياسية المتزنة ثانيا، ليعلن عن مأساة راح ضحيتها لبنان الذي لم يعرف الاستقرار والرخاء منذ ذلك الحين حتى هذا التاريخ.
واليوم يعود لبنان بعد فراغ سياسي طويل وبمباركة من سلطته العسكرية وبغطاء برلماني دستوري صحيح وصريح، إلى انتخاب رئيس جديد يقود هذا البلد في مرحلة فاصلة وتاريخية من تاريخ منطقتنا العربية التي أعيتها الحروب والكوارث والزلازل والمحن، و يبقى تعافي لبنان وعودته إلى الصف العربي مؤشّر عافية للشرق الأوسط ولشعوبه التي ما زالت تعيش على وقع وواقع الصراعات التي تنتهجها قوى إقليمية، وبرعاية غربية كانت وستظل لا تريد الخير لهذه المنطقة وشعوبها، فهل يعي حكماء المنطقة ذلك، وهل تعي شعوبها ما يحاك لها ويدبر؟!