الاحتفاء بلغة ميتة
السبت - 28 ديسمبر 2024
Sat - 28 Dec 2024
احتفل العالم العربي وفق المعتاد في الـ18 من ديسمبر باليوم العالمي للغة العربية، وهو اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية في الأمم المتحدة. وفي كل احتفال يجري إحياء الميت بكتابة عديد من المقالات، وتصميم بعض اللوحات المنوعة، وما إن ينتهي اليوم حتى تعود اللغة العربية إلى سباتها العميق نسيا منسيا.
إنه الواقع المرير الذي علينا أن نعترف به، فكثير من المؤتمرات الجارية في المملكة العربية السعودية وعديد من البلاد العربية يجري تنظيمها باللغة الإنجليزية، ويتحدث مقدموها باللغة الإنجليزية، بالرغم من أنهم عرب مسلمون، وبالرغم من تنظيم المؤتمر في بلاد عربية مسلمة، أي أنهم ينتمون إلى الأرومة والثقافة العربية المسلمة، كما تمثل بلادهم أصل العربية ومهد الإسلام، وهو ما يعزز من مفهوم الهوية التي حتما هي غائبة وفق ذلك السلوك الإقصائي للغة، وكما قيل: فاللغة هوية وهي وجود، فهل يدرك النشء الجديد ومنظمو المؤتمرات قيمة هويتنا ووجودنا.
في جانب آخر، وفي حديث معمق مع الصديق الأستاذ الدكتور محمد السعودي أمين عام مجمع اللغة العربية الأسبق في المملكة الأردنية الهاشمية عن دور مجامع اللغة التي باتت منتشرة في كل بلد عربي، وعن وظيفتها الرئيسية، وهل لا تزال حبيسة التعريب الجائر، والحق أقول إني قد رأيت الألم في وجهه من واقع أليم تعيشه مختلف المجامع التي لم يعد لها أي دور وجودي ملموس، وأضرب لذلك مثلا ملموسا يتم تداوله في منصة X التي بات المغردون يستخدمون كلمة "ثريد" بمعنى "سرد"، وهو استخدام خاطئ ومعيب، حيث تم نطق الكلمة الإنجليزية (thread) والتي تعني في أحد معانيها "سلسلة" باللفظ العربي المصحّف، ثم جرى تعميمه من قبل المغردين نقلا من بعضهم بعضا، ودون أن يكون هناك أي إجراء حاسم من مجامع اللغة بهدف الحفاظ على سلامة لغتهم الخالدة.
هذا مثل واحد يجري فيه انتهاك اللغة ولا حراك، وبإمكان مجامع اللغة أن ترفع من صوتها وتعمل على توحيد جبهتها للدفاع عن اللغة، ومتابعة ما يجري عليها من انتهاك، والمهم أن يكون لها دور في تعريب العلوم والمعارف والرفع باستمرار إلى الجهات المعنية لاعتماد خططها الفاعلة في التعريب وتثبيت العربية كلغة رسمية في أرضها، وأؤمن بأن صانع القرار لن يتوانى عن دعمهم إن وجد فيهم حرصا حقيقيا ومتابعة لصيقة، ولنتذكر أن اللغة هوية وهي وجود.
إنه الواقع المرير الذي علينا أن نعترف به، فكثير من المؤتمرات الجارية في المملكة العربية السعودية وعديد من البلاد العربية يجري تنظيمها باللغة الإنجليزية، ويتحدث مقدموها باللغة الإنجليزية، بالرغم من أنهم عرب مسلمون، وبالرغم من تنظيم المؤتمر في بلاد عربية مسلمة، أي أنهم ينتمون إلى الأرومة والثقافة العربية المسلمة، كما تمثل بلادهم أصل العربية ومهد الإسلام، وهو ما يعزز من مفهوم الهوية التي حتما هي غائبة وفق ذلك السلوك الإقصائي للغة، وكما قيل: فاللغة هوية وهي وجود، فهل يدرك النشء الجديد ومنظمو المؤتمرات قيمة هويتنا ووجودنا.
في جانب آخر، وفي حديث معمق مع الصديق الأستاذ الدكتور محمد السعودي أمين عام مجمع اللغة العربية الأسبق في المملكة الأردنية الهاشمية عن دور مجامع اللغة التي باتت منتشرة في كل بلد عربي، وعن وظيفتها الرئيسية، وهل لا تزال حبيسة التعريب الجائر، والحق أقول إني قد رأيت الألم في وجهه من واقع أليم تعيشه مختلف المجامع التي لم يعد لها أي دور وجودي ملموس، وأضرب لذلك مثلا ملموسا يتم تداوله في منصة X التي بات المغردون يستخدمون كلمة "ثريد" بمعنى "سرد"، وهو استخدام خاطئ ومعيب، حيث تم نطق الكلمة الإنجليزية (thread) والتي تعني في أحد معانيها "سلسلة" باللفظ العربي المصحّف، ثم جرى تعميمه من قبل المغردين نقلا من بعضهم بعضا، ودون أن يكون هناك أي إجراء حاسم من مجامع اللغة بهدف الحفاظ على سلامة لغتهم الخالدة.
هذا مثل واحد يجري فيه انتهاك اللغة ولا حراك، وبإمكان مجامع اللغة أن ترفع من صوتها وتعمل على توحيد جبهتها للدفاع عن اللغة، ومتابعة ما يجري عليها من انتهاك، والمهم أن يكون لها دور في تعريب العلوم والمعارف والرفع باستمرار إلى الجهات المعنية لاعتماد خططها الفاعلة في التعريب وتثبيت العربية كلغة رسمية في أرضها، وأؤمن بأن صانع القرار لن يتوانى عن دعمهم إن وجد فيهم حرصا حقيقيا ومتابعة لصيقة، ولنتذكر أن اللغة هوية وهي وجود.