الإنسانية والسايبورغ والمجتمعات الهجينة
السبت - 07 ديسمبر 2024
Sat - 07 Dec 2024
ما هو السايبورغ؟ هو مصطلح حديث يعبر عن اندماج الآلة الذكية مع الإنسان بصورة متداخلة وتفاعلية، فقبل عدة سنوات أصيب العالم البريطاني الشهير بيتر سكوت مورغان بمرض العصبون الحركي أو ضمور العضلات، فقرر أن يخضع لعدة عمليات جراحية معقدة اضطر فيها أن يستبدل أجهزته الحيوية البيولوجية بأجهزة آلية صناعية تعمل مكانها وفق برمجيات الذكاء الاصطناعي، وأعلن بذلك أنه أول إنسان بشري يتحول بالكامل إلى السايبورغ!!
الملياردير الأمريكي الشهير إيلون ماسك لديه شركة اسمها نيورالينك متخصصة في مجال السايبورغ، وقد أعلن قبل مدة عن إنتاج جيل جديد من السايبورغ تمثل روبوتات متقدمة شبيهة بالإنسان، هذه الروبوتات تقوم بأعمال إنسانية بحتة مثل حمل الأجنة والرضاعة وتربية الأطفال، بل وتقوم بكل وظائف الأسرة داخل البيت من التنظيف والترتيب وإعداد الطعام وغسل الملابس وغير ذلك، وهنا يأتي موضوع المقال حول مستقبل مفهوم الأسرة بين السايبورغ والإنسانية.
في القرن السابع عشر الميلادي وما قبله، كانت أوروبا ترزح تحت هيمنة الكنيسة أو ما يسمى باللاهوت الديني، هذه الهيمنة كانت متسلطة بقوة على المجتمعات الغربية عموما، وبعدها نشأت الحركة الإنسانية كمفهوم مضاد لسلطة الكنيسة واللاهوت الديني، وفي نهاية الصراع نجحت الحركة الإنسانية بالتغلب على الكنيسة وتحييد سلطتها في أوروبا، ولأن الثقافة الأوروبية عنصرية تجاه الثقافات الأخرى، فقد حصروا هذا المفهوم بالإنسان الأبيض أما ما سواه من الأعراق فهو دون الإنسانية، على العموم فإن هذه الإنسانية اليوم أمام تغيرات وتحولات جديدة بل ومفاهيم جديدة طارئة على حياة ومستقبل بني البشر، ولو تأملنا المواضيع التي تشغل اليوم أركان الفكر الفلسفي الإنساني لوجدنا مصطلحات جديدة تغزو كتابات المفكرين والعلماء وحتى أفلام الخيال العلمي، كمصطلح ما بعد الإنسانية POSTHUMANISM وفوق الإنسانية METAHUMANISM وتجاوز الإنسانية TRANSHUMANISM، وهي مصطلحات تعبر عن مرحلة سلطة الآلة التي يخشى أنها قد تتفوق على سلطة الإنسان وتخرج عن طور التحكم كما رأينا في بعض أفلام الخيال العلمي.
يرى إيلون ماسك أن تطور الآلة ينبغي أن يعقبه تطور مماثل في قدرات وذكاء الإنسان حتى لا تسيطر الآلة على كينونة الإنسان وسلطته، ولذا تجري شركة نيورالينك عدة أبحاث موضوعية، من أجل ربط أدمغة وعقول البشر بواجهة حاسوبية من خلال صنع أجهزة بحجم الميكرون، الأمر الذي سيمنح الإنسان ذكاء إضافيا ومضاعفا يمكنه من مواجهة الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتطورة والمتزايدة للآلات.
خاتمة القول.. هل ستتحول البشرية في المستقبل إلى مجتمعات هجينة تتزاحم فيها الآلة مع الإنسان بصورة قد تبدو مضحكة وظريفة؟ فالإنسان يحاول أن يطور من قدرات الآلة لكي تنافسه في إنسانيته المحضة، وفي الوقت نفسه يحاول أن يزيد من قدراته الذكائية لمنافسة تطور ذكاء وقدرات الآلة.
الملياردير الأمريكي الشهير إيلون ماسك لديه شركة اسمها نيورالينك متخصصة في مجال السايبورغ، وقد أعلن قبل مدة عن إنتاج جيل جديد من السايبورغ تمثل روبوتات متقدمة شبيهة بالإنسان، هذه الروبوتات تقوم بأعمال إنسانية بحتة مثل حمل الأجنة والرضاعة وتربية الأطفال، بل وتقوم بكل وظائف الأسرة داخل البيت من التنظيف والترتيب وإعداد الطعام وغسل الملابس وغير ذلك، وهنا يأتي موضوع المقال حول مستقبل مفهوم الأسرة بين السايبورغ والإنسانية.
في القرن السابع عشر الميلادي وما قبله، كانت أوروبا ترزح تحت هيمنة الكنيسة أو ما يسمى باللاهوت الديني، هذه الهيمنة كانت متسلطة بقوة على المجتمعات الغربية عموما، وبعدها نشأت الحركة الإنسانية كمفهوم مضاد لسلطة الكنيسة واللاهوت الديني، وفي نهاية الصراع نجحت الحركة الإنسانية بالتغلب على الكنيسة وتحييد سلطتها في أوروبا، ولأن الثقافة الأوروبية عنصرية تجاه الثقافات الأخرى، فقد حصروا هذا المفهوم بالإنسان الأبيض أما ما سواه من الأعراق فهو دون الإنسانية، على العموم فإن هذه الإنسانية اليوم أمام تغيرات وتحولات جديدة بل ومفاهيم جديدة طارئة على حياة ومستقبل بني البشر، ولو تأملنا المواضيع التي تشغل اليوم أركان الفكر الفلسفي الإنساني لوجدنا مصطلحات جديدة تغزو كتابات المفكرين والعلماء وحتى أفلام الخيال العلمي، كمصطلح ما بعد الإنسانية POSTHUMANISM وفوق الإنسانية METAHUMANISM وتجاوز الإنسانية TRANSHUMANISM، وهي مصطلحات تعبر عن مرحلة سلطة الآلة التي يخشى أنها قد تتفوق على سلطة الإنسان وتخرج عن طور التحكم كما رأينا في بعض أفلام الخيال العلمي.
يرى إيلون ماسك أن تطور الآلة ينبغي أن يعقبه تطور مماثل في قدرات وذكاء الإنسان حتى لا تسيطر الآلة على كينونة الإنسان وسلطته، ولذا تجري شركة نيورالينك عدة أبحاث موضوعية، من أجل ربط أدمغة وعقول البشر بواجهة حاسوبية من خلال صنع أجهزة بحجم الميكرون، الأمر الذي سيمنح الإنسان ذكاء إضافيا ومضاعفا يمكنه من مواجهة الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتطورة والمتزايدة للآلات.
خاتمة القول.. هل ستتحول البشرية في المستقبل إلى مجتمعات هجينة تتزاحم فيها الآلة مع الإنسان بصورة قد تبدو مضحكة وظريفة؟ فالإنسان يحاول أن يطور من قدرات الآلة لكي تنافسه في إنسانيته المحضة، وفي الوقت نفسه يحاول أن يزيد من قدراته الذكائية لمنافسة تطور ذكاء وقدرات الآلة.