طلاقٌ ينمو كالنبتة في صحراء.. لماذا لم تعد الحياة الزوجية صامدة؟
الأحد - 10 نوفمبر 2024
Sun - 10 Nov 2024
في زحمة الأيام وصخب الحياة، وبين سيل لا يتوقف من الأخبار والتحديثات على الشاشات الصغيرة، تبدو الحياة الزوجية اليوم كأنها تخوض معركة غير متكافئة مع إيقاع العصر، وسط الانشغالات اليومية وتفاصيل الحياة المعقدة، نشهد ظاهرة تتصاعد تدريجيا: طلاق يتكاثر كالنبتة في أرض جافة، يُخلف وراءه بيوتا خاوية وقلوبا منكسرة. السؤال الذي يفرض نفسه هنا: لماذا لم تعد الحياة الزوجية قادرة على الصمود؟
لعل جزءا من الإجابة يكمن في العصر الرقمي الذي جعلنا أقرب من أي وقت مضى.. وأبعد أيضا، ما كان يُحسم بالحديث الهادئ بين شريكين صار يُغرق وسط ضجيج وسائل التواصل الاجتماعي، حيث باتت تفاصيل حياتنا الشخصية عرضة للمقارنة مع حياة الآخرين، بل وحتى للتدخلات والتعليقات. أصبح كل حدث صغير في حياة الزوجين مادة للنقاش، لا بينهما فقط، بل في فضاء واسع، وهذا أضعف الحواجز التي كانت تحمي خصوصية العلاقة.
من جانب آخر، انشغالنا اليومي يبدو كأنه يدفعنا بعيدا عن أبسط أساسات الحياة المشتركة، الحوار الوقت الذي كان يُقضى في حديث ممتد أو نقاش عفوي صار يُقضى في متابعة هواتفنا أو الركض وراء التزامات العمل والحياة، فأصبحت الكلمات تفقد مكانها في بيوتنا. حتى عندما نلتقي، يجلس كلٌ مشغول بعالمه الافتراضي، وقد تجتمع الأجساد في مكان واحد، لكن القلوب والعقول تائهة في اتجاهات مختلفة.
ومع هذا الانشغال المستمر، لم تعد فكرة "التكامل" العائلي كما كانت؛ أصبح الكثيرون يميلون للاستقلالية، كأن الزواج تحدٍ آخر يضاف إلى ضغوط الحياة بدلا من كونه شراكة تُبنى على الصبر والتفاهم. وكأن الزواج، الذي كان في الماضي رحلة طويلة، أصبح اليوم مجرد تجربة قابلة للنهاية في أي لحظة، دون حوار عميق أو بحث جاد عن حلول.
لكن، هل هذه هي النهاية الحتمية؟ أم أننا بحاجة لتغيير في منظورنا وإيقاع حياتنا؟
ربما تكون الخطوة الأولى هي إعادة صياغة مفهوم الزواج كملاذ، مكان يجد فيه الزوجان السلام وسط الضجيج الخارجي، ووجهة يهربان إليها بعيدا عن شاشاتنا المضيئة. علينا أن ندرك أن قلوبنا تحتاج للغة الحوار أكثر من أي شيء آخر، وأن الصبر والاحتواء هما طوق النجاة الحقيقي وسط أمواج الحياة.
تزايد الطلاق ليس قدرا محتوما، بل هو دعوة لإعادة النظر في أسلوب حياتنا، لحظاتنا التي تضيع، وأحاديثنا التي تتلاشى.
لعل جزءا من الإجابة يكمن في العصر الرقمي الذي جعلنا أقرب من أي وقت مضى.. وأبعد أيضا، ما كان يُحسم بالحديث الهادئ بين شريكين صار يُغرق وسط ضجيج وسائل التواصل الاجتماعي، حيث باتت تفاصيل حياتنا الشخصية عرضة للمقارنة مع حياة الآخرين، بل وحتى للتدخلات والتعليقات. أصبح كل حدث صغير في حياة الزوجين مادة للنقاش، لا بينهما فقط، بل في فضاء واسع، وهذا أضعف الحواجز التي كانت تحمي خصوصية العلاقة.
من جانب آخر، انشغالنا اليومي يبدو كأنه يدفعنا بعيدا عن أبسط أساسات الحياة المشتركة، الحوار الوقت الذي كان يُقضى في حديث ممتد أو نقاش عفوي صار يُقضى في متابعة هواتفنا أو الركض وراء التزامات العمل والحياة، فأصبحت الكلمات تفقد مكانها في بيوتنا. حتى عندما نلتقي، يجلس كلٌ مشغول بعالمه الافتراضي، وقد تجتمع الأجساد في مكان واحد، لكن القلوب والعقول تائهة في اتجاهات مختلفة.
ومع هذا الانشغال المستمر، لم تعد فكرة "التكامل" العائلي كما كانت؛ أصبح الكثيرون يميلون للاستقلالية، كأن الزواج تحدٍ آخر يضاف إلى ضغوط الحياة بدلا من كونه شراكة تُبنى على الصبر والتفاهم. وكأن الزواج، الذي كان في الماضي رحلة طويلة، أصبح اليوم مجرد تجربة قابلة للنهاية في أي لحظة، دون حوار عميق أو بحث جاد عن حلول.
لكن، هل هذه هي النهاية الحتمية؟ أم أننا بحاجة لتغيير في منظورنا وإيقاع حياتنا؟
ربما تكون الخطوة الأولى هي إعادة صياغة مفهوم الزواج كملاذ، مكان يجد فيه الزوجان السلام وسط الضجيج الخارجي، ووجهة يهربان إليها بعيدا عن شاشاتنا المضيئة. علينا أن ندرك أن قلوبنا تحتاج للغة الحوار أكثر من أي شيء آخر، وأن الصبر والاحتواء هما طوق النجاة الحقيقي وسط أمواج الحياة.
تزايد الطلاق ليس قدرا محتوما، بل هو دعوة لإعادة النظر في أسلوب حياتنا، لحظاتنا التي تضيع، وأحاديثنا التي تتلاشى.