ماجد بن نويصر

ذلك الكرسي البغيض

الأربعاء - 23 أكتوبر 2024

Wed - 23 Oct 2024

‏بعد عمليات الاغتيالات التي قامت بها إسرائيل على رموز حركة حماس وزعمائها، وضربها العمق الإيراني، ما زال الجميع يسأل على ماذا يعتمد تأثير هذه الاغتيالات.

وعلى كل حال فهي مقترضة على عدة عوامل، منها على سبيل المثال ردود الأفعال التالية:
  • رد فعل الشارع الفلسطيني، فإذا ما أظهر الشارع الفلسطيني دعما واسعا لحماس، فإن ذلك سيعزز موقفها، وسيمكنها من التغلب على هذه الخسارة.
  • موقف الفصائل الفلسطينية الأخرى، فإذا ما أبدت الفصائل الأخرى تضامنها مع حماس، فإن ذلك سيعزز موقفها، وسيساعدها على التعامل مع التحديات التي تواجهها.
  • الوضع الإقليمي والدولي، فإذا ما تلقت حماس دعما إقليميا ودوليا، فإن ذلك سيساعدها على التغلب على هذه الخسارة.
قد تتجه الحركة إلى مزيد من الانخراط في المفاوضات السياسية، خاصة إذا تولى القيادة شخصية مثل صالح العاروري أو خالد مشعل، اللذين لديهما خبرة في التعاملات الدبلوماسية.

كما أن التوازن مطلوب بين العمل العسكري والدبلوماسي، قد يكون هناك محاولة لتحقيق توازن أكبر بين العمل العسكري والسياسي، وفقا للظروف الإقليمية والدولية.

من الممكن أن تتغير سياسة الحركة تجاه الدول الإقليمية، سعيا لتعزيز الدعم السياسي والمالي.

قد تركز القيادة الجديدة على تحسين الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في القطاع، مما قد يتطلب تغييرا في سياسات الإدارة الداخلية.

تعزيز الوحدة الوطنية مع الفصائل الفلسطينية الأخرى قد يكون هدفا مهما لتحقيق الاستقرار الداخلي.

بعد مقتل يحيى السنوار، زعيم حركة حماس في قطاع غزة، في عملية استهداف إسرائيلية في أغسطس الماضي، تترك هذه الحركة الفلسطينية فراغا قياديا هاما.

وقد ظهر أن هناك توترات داخلية بين قيادات حماس حول من سيخلف السنوار على رأس الحركة.

على الجانب الأبرز في هذه الخلافات هو الصراع بين خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس والمقيم في الدوحة، وبين محمود الزهار، القيادي البارز في الحركة والموالي للسنوار.

ويبدو أن إسرائيل كانت تفضل بقاء السنوار على رأس حماس مقارنة بخالد مشعل، وذلك بسبب الخلافات الشخصية بينهما والتباين في أساليب قيادتهما للحركة.

فقد اتسم السنوار بالقوة والجرأة في المواجهة المباشرة مع إسرائيل، بينما كان خالد مشعل أكثر ميلا للمناورة والتفاوض.

وهذا ما جعل إسرائيل تفضل الأول على الثاني، رغم أن كليهما من أبرز قادة حماس المتطرفين.

لقد أثار اغتيال القوات الإسرائيلية مؤخرا عددا من كبار قادة حماس، بمن في ذلك الحارس الشخصي لإسماعيل هنية ورئيس الجناح العسكري لحماس، يحيى السنوار ونائبه روحي مشتهى، تساؤلات حول مستقبل قيادة حماس، وتأثير ذلك على عملياتها ومستقبلها.

لقد أسفرت حملة الاغتيالات هذه عن خسارة كبيرة للمنظمة، وخاصة مع وفاة قادة من ذوي الخبرة الذين لعبوا دورا حاسما في تشكيل سياساتها واستراتيجياتها.

الحالة الحالية لقيادة حماس تهيمن عليها تقليديا مجموعة صغيرة من السياسيين والقادة العسكريين ذوي الخبرة والمحنكين، والذين كان العديد منهم في الحركة لعدة عقود.

لقد ترك اغتيال كبار القادة فراغا كبيرا، مما خلق فرصة للجيل الأصغر سنا للتقدم وتولي أدوار قيادية.

لقد اكتسب الجيل الأصغر سنا داخل حماس نفوذا وظهورا على مدى السنوات القليلة الماضية.

ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في أعقاب اغتيال كبار القادة.

ومن المرجح أن يجلب الجيل الجديد من القادة وجهات نظر وأفكارا جديدة إلى المنظمة، مما قد يؤدي إلى تحول في السياسات والاستراتيجيات.

ومع ذلك، فإن صعود الجيل الأصغر سنا ليس خاليا من التحديات.

فالقادة الجدد يفتقرون إلى الخبرة والمصداقية التي كان يتمتع بها أسلافهم، وقد يواجهون مقاومة وتشككا من بعض أعضاء الحركة.

بالإضافة إلى ذلك قد لا يتمتع القادة الأصغر سنا بمستوى الدعم والمساندة نفسه من القوى الإقليمية، الأمر الذي قد يحد من قدرتهم على العمل بشكل فعال.

من المرجح أن يكون لاغتيال كبار القادة وصعود الجيل الأصغر سنا آثار كبيرة على عمليات حماس ومستقبلها.

فمن ناحية، قد يؤدي فقدان القادة ذوي الخبرة إلى تراجع القدرات العملياتية للمنظمة، حيث يكافح القادة الجدد لملء الفراغ الذي تركه أسلافهم.

من ناحية أخرى، قد يؤدي صعود الجيل الأصغر سنا إلى تبني نهج أكثر عدوانية وحزما، مما قد يؤدي إلى تصعيد العنف والصراع مع إسرائيل.

وعلاوة على ذلك، قد يؤثر التحول في القيادة أيضا على علاقات حماس بالقوى الإقليمية، فقد توترت علاقات المنظمة مع إيران على وجه الخصوص، في السنوات الأخيرة، بسبب الخلافات حول سوريا وقضايا أخرى.

وقد يسعى القادة الجدد إلى إصلاح هذه العلاقات وتعميق علاقات حماس مع إيران، مما قد يؤدي إلى تبني نهج أكثر مواجهة تجاه إسرائيل.

مقتل يحيى السنوار، أحد أبرز قادة حركة حماس، ترك فراغا كبيرا في القيادة الفلسطينية.

يعتبر السنوار شخصية محورية في الحركة، حيث كان له دور بارز في إعادة تشكيل الاستراتيجيات العسكرية والسياسية لحماس.

مع رحيله تبرز تساؤلات حول من سيخلفه، وكيف ستؤثر هذه التغييرات على مستقبل الحركة.

قد تتجه الأنظار إلى عدد من الشخصيات البارزة في حماس، مثل خالد مشعل الذي يشغل منصب رئيس المكتب السياسي، أو حتى القيادات الشابة التي قد تبرز في الساحة السياسية.

لكن من المحتمل أن تكون المنافسة بين مشعل وبعض القيادات الأخرى، بما في ذلك القيادات العسكرية، هي الأكثر بروزا.

يُعرف خالد مشعل بأنه أحد مؤسسي حماس، ورغم علاقته القوية مع الحركة إلا أن هناك تباينا في الرؤى بينه وبين السنوار.

كان مشعل يميل إلى نهج أكثر براغماتية، حيث حاول فتح قنوات للحوار مع المجتمع الدولي، بينما كان السنوار يفضل السياسة القتالية المباشرة.

هذا الاختلاف جعل من مشعل شخصية مثيرة للجدل بين أوساط الحركة.

إسرائيل تفضل وجود قيادي يتبع منهج السنوار كزعيم على مشعل لأن السنوار كان يُعتبر أكثر تطرفا، مما يسهل على إسرائيل تبرير عملياتها العسكرية في غزة.

كانت التحركات العسكرية للسنوار تمثل تهديدا مباشرا، مما يسمح لإسرائيل بتعزيز موقفها في الساحة الدولية.

من جهة أخرى مشعل أكثر انفتاحا على الحلول السلمية، مما قد يهدد مصالح إسرائيل في المنطقة.

كان هناك توتر وصراع على أشده بين يحيى السنوار الذي يقود الجناح الخارجي لحماس، ذي التوجه الأيدولوجي الإيراني، وخالد مشعل ذي التوجه العروبي.

يعود الخلاف إلى تباين في الرؤى حول كيفية إدارة الصراع مع إسرائيل، بالإضافة إلى الاختلافات في الأساليب السياسية والعسكرية.

السنوار كان يميل إلى نهج أكثر تشددا ومقاومة، بينما مشعل كان يفضل التعامل الدبلوماسي والسياسي.

قد ترد حماس على هذه الاغتيالات بشن عمليات عسكرية واسعة النطاق، خاصة إذا ما اعتبرت أن هذه الاغتيالات تمثل خرقا لاتفاقيات سابقة أو تهديدا وجوديا.

لكن هذا التصعيد قد يُعرّض حماس لردود أفعال قاسية من إسرائيل، مما قد يضعفها في النهاية.

من جهة أخرى، قد يدفع هذا الاغتيال حماس إلى إعادة تقييم استراتيجيتها، وإلى تبنّي نهج أكثر حذرا، خاصة إذا ما اعتبرت أن المخاطرة بقياداتها تمثل ثمنا باهظا.

وربما قد تغير حماس استراتيجيتها بشكل جذري، مما قد يشمل التوجه نحو حوار سياسي مع إسرائيل أو مع دول إقليمية أخرى.

لكن هذا السيناريو يعتبر أقل ترجيحا، نظرا للتاريخ المعقد لعلاقة حماس مع هذه الأطراف.

يبقى مستقبل حماس غير واضح في ظل التغيرات القيادية، ولكن من المؤكد أن اختيار الزعيم المقبل سيحدد مسار الحركة في السنوات القادمة، وسيتطلب ذلك قيادة قادرة على التكيف مع التحديات المعقدة التي تواجهها الحركة.

قيادات حماس المستقبلية: هل ستكون شبابية خالصة؟ وهل سيؤثر اغتيال القيادات التاريخية على مسار الحركة؟

يمثل اغتيال قيادات حماس سيناريو معقدا يحمل عواقبه الكثيرة على مستقبل الحركة.

من المرجح أن تُشكل القيادة المستقبلية مزيجا من الخبرة والشباب.

مستقبل حركة حماس بعد مقتل السنوار يعتمد على القيادة الجديدة ومدى قدرتها على توحيد الصفوف.

في ظل التحديات الكبرى التي تواجهها الحركة، مثل الضغط الدولي والعزلة السياسية، سيكون من الضروري للزعيم المقبل أن يتبنى استراتيجية فعالة تتماشى مع التغيرات الإقليمية والدولية.

MBNwaiser@