الخلاف عند الاختلاف ضحية وليس نتيجة
الاثنين - 30 سبتمبر 2024
Mon - 30 Sep 2024
الاختلاف والخلاف منهجان يشيران إلى كيفية تعامل البشر مع التنوع في الآراء والثقافات، وإلى تبني أو إهمال حقيقة أن الاختلاف في حد ذاته سلوك يعبر عن التنوع والتعدد وليس التنافر والتضاد، إلا أن سوء التعامل معه تسبب ويتسبب في وقوع الخلاف الهدام الذي نتيجته الوحيدة خلق الصراعات والأزمات بين البشر وتشويه بعضهم بعضا.
وحتى تتضح الصورة أكثر دعونا نتعرف أكثر على هذين المنهجين وحقيقتهما؛ فالاختلاف كما أسلفت يشير إلى تنوع الآراء والأفكار ويعتبر جزءا طبيعيا من الحياة البشرية بل هو سنة كونية سنها الله عز وجل في معظم شؤون الحياة بمختلف أنماطها وأركانها، ويكفي للتدليل على ذلك التأمل في الواقع المعاش وكيف أن الاختلاف سمة بارزة وطاغية عليه.
أما الخلاف فهو يعبر عن التوتر أو النزاع الذي ينشأ بسبب الاختلاف، والذي يؤدي حدوثه في أحيان كثيرة إلى صراعات إما فردية أو جماعية سببها عدم الرغبة في قبول الآخر فقط لأن منهجه وسلوكه يغاير ما تربى ونشأ عليه الرافضون له، ما يجعل انتقاده عندهم بل وذمه سلوكا مرحبا به، بل ويتم فرض توجهات وتوجيهات معادية له يمنع الاعتراض عليها أو النهي عن تبنيها.
ومن أسباب حدوث الخلاف عند وقوع الاختلاف طبيعة العوامل الثقافية المتباينة عند الشعوب سواء في القيم أو المعتقدات التي يشكل تحييدها أمرا بالغ الصعوبة عند الكثير، ومن الأسباب أيضا التربية التي لها دور مؤثر وكبير في وجود الخلاف، وذلك تبعا لنمط التنشئة الاجتماعية التي يتربى عليها الفرد ووفقا لمحددات السياسة التعليمية التي يتلقاها وتتغلغل في وجدانه من طفولته وحتى بلوغه.
كما أن من أسباب حدوث الخلاف تأثير العوامل الاقتصادية والسياسية التي تعيشها المجتمعات المختلفة لأنها غالبا هي من تتحكم في نمط تفكير أبناء وبنات المجتمع وفي تكوين قناعاتهم حول الآلية الواجب اعتمادها عند التعامل مع المختلف.
ولكن ما يجب علمه أن الاختلاف له مميزات يجدها كل من يتعامل معه إيجابيا، ومن بين هذه المميزات أنه يمنح الفرد ثراء وإبداعا عقليا وأفقيا يحفزه على التفكير النقدي السليم وعلى تبادل الأفكار والتعرف على الثقافات المختلفة، وكيف يمكن الاستفادة من إيجابياتها وتجنب سلبياتها دون أن ينشغل أو يكتفي فقط بمهاجمة هذه الثقافات والنيل منها.
أما الخلاف فهو توجه سلبي بحت ولا يولد إلا الكراهية المتبادلة والتشويه المفرط إذا لم يتم إدارة الاختلافات التي تسببت في وجوده بشكل عقلاني ينسجم مع الغاية الربانية من وجود الاختلاف، خاصة عندنا نحن المسلمين التي يجسدها قول الله سبحانه "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".
فمن أبرز مناحي إدارة الاختلاف وتجنب الخلاف خلق أولا: مناخ يكون فيه ترحيب بالمختلف دون الحث على الانسلاخ وتبني ما يخالف الثوابت والقناعات المسلم بها.
ثانيا: زرع قيمة الاحترام المتبادل حتى لو لم تتوافق أو تتفق وجهات النظر.
ثالثا: وهو أهم وسيلة التركيز على القواسم المشتركة مع المختلف وليس الوقائع المتنافرة.
ختاما، يجب أن نعلم ونؤمن بأن الاختلاف وسيلة للتطور والتقدم إذا تم التعامل معه بإيجابية؛ في حين أن الخلاف ليس إلا عائقا كبيرا يحول دون تحقيق أي منجز حضاري وتنموي، لذا فإن الاهتمام بحسن التعامل مع المختلف يعد من أهم عوامل تكريس التعايش والنمو والتقدم، ومن أهم دلائل رقي المجتمع ونضوج وعيه ونبذه أيضا لكل ما يؤدي إلى تراجعه وتخلفه.
ahmedbanigais@
وحتى تتضح الصورة أكثر دعونا نتعرف أكثر على هذين المنهجين وحقيقتهما؛ فالاختلاف كما أسلفت يشير إلى تنوع الآراء والأفكار ويعتبر جزءا طبيعيا من الحياة البشرية بل هو سنة كونية سنها الله عز وجل في معظم شؤون الحياة بمختلف أنماطها وأركانها، ويكفي للتدليل على ذلك التأمل في الواقع المعاش وكيف أن الاختلاف سمة بارزة وطاغية عليه.
أما الخلاف فهو يعبر عن التوتر أو النزاع الذي ينشأ بسبب الاختلاف، والذي يؤدي حدوثه في أحيان كثيرة إلى صراعات إما فردية أو جماعية سببها عدم الرغبة في قبول الآخر فقط لأن منهجه وسلوكه يغاير ما تربى ونشأ عليه الرافضون له، ما يجعل انتقاده عندهم بل وذمه سلوكا مرحبا به، بل ويتم فرض توجهات وتوجيهات معادية له يمنع الاعتراض عليها أو النهي عن تبنيها.
ومن أسباب حدوث الخلاف عند وقوع الاختلاف طبيعة العوامل الثقافية المتباينة عند الشعوب سواء في القيم أو المعتقدات التي يشكل تحييدها أمرا بالغ الصعوبة عند الكثير، ومن الأسباب أيضا التربية التي لها دور مؤثر وكبير في وجود الخلاف، وذلك تبعا لنمط التنشئة الاجتماعية التي يتربى عليها الفرد ووفقا لمحددات السياسة التعليمية التي يتلقاها وتتغلغل في وجدانه من طفولته وحتى بلوغه.
كما أن من أسباب حدوث الخلاف تأثير العوامل الاقتصادية والسياسية التي تعيشها المجتمعات المختلفة لأنها غالبا هي من تتحكم في نمط تفكير أبناء وبنات المجتمع وفي تكوين قناعاتهم حول الآلية الواجب اعتمادها عند التعامل مع المختلف.
ولكن ما يجب علمه أن الاختلاف له مميزات يجدها كل من يتعامل معه إيجابيا، ومن بين هذه المميزات أنه يمنح الفرد ثراء وإبداعا عقليا وأفقيا يحفزه على التفكير النقدي السليم وعلى تبادل الأفكار والتعرف على الثقافات المختلفة، وكيف يمكن الاستفادة من إيجابياتها وتجنب سلبياتها دون أن ينشغل أو يكتفي فقط بمهاجمة هذه الثقافات والنيل منها.
أما الخلاف فهو توجه سلبي بحت ولا يولد إلا الكراهية المتبادلة والتشويه المفرط إذا لم يتم إدارة الاختلافات التي تسببت في وجوده بشكل عقلاني ينسجم مع الغاية الربانية من وجود الاختلاف، خاصة عندنا نحن المسلمين التي يجسدها قول الله سبحانه "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".
فمن أبرز مناحي إدارة الاختلاف وتجنب الخلاف خلق أولا: مناخ يكون فيه ترحيب بالمختلف دون الحث على الانسلاخ وتبني ما يخالف الثوابت والقناعات المسلم بها.
ثانيا: زرع قيمة الاحترام المتبادل حتى لو لم تتوافق أو تتفق وجهات النظر.
ثالثا: وهو أهم وسيلة التركيز على القواسم المشتركة مع المختلف وليس الوقائع المتنافرة.
ختاما، يجب أن نعلم ونؤمن بأن الاختلاف وسيلة للتطور والتقدم إذا تم التعامل معه بإيجابية؛ في حين أن الخلاف ليس إلا عائقا كبيرا يحول دون تحقيق أي منجز حضاري وتنموي، لذا فإن الاهتمام بحسن التعامل مع المختلف يعد من أهم عوامل تكريس التعايش والنمو والتقدم، ومن أهم دلائل رقي المجتمع ونضوج وعيه ونبذه أيضا لكل ما يؤدي إلى تراجعه وتخلفه.
ahmedbanigais@